اختتمت في وقت متأخر من مساء الأحد الاخير ، فعاليات الملتقى الأول للفنون المعاصرة بشفشاون الذي نظمته جمعية الهندقة للفنون والثقافة على مدى ثلاثة أيام. وانسجاما مع منهجها التجريبي غير التقليدي، لم يأت اختتام الملتقى في إطار احتفالي مستقل، بل اكتفى المنظمون بإشارة عابرة توجت عرض فيديو للأنشطة التي أنجزتها الجمعية خلال هذه الدورة: «إلى اللقاء في السنة القادمة». وعلى غرار المدن الصغيرة المتعطشة للأنشطة الثقافية، فقد حج جمهور شفشاون بشكل مكثف إلى الفضاءات التي احتضنت فعاليات هذا الملتقى، وتفاعل بشكل ملفت مع فقراته المختلفة. وتم خلال اليوم الأخير للملتقى عرض شريط فيديو يشتمل على صور التقطت على امتداد الفعاليات, فضلا عن شريط فيديو أنجزه المشاركون حول هذه التظاهرة وكذا حول مدينة شفشاون. كما تابع الجمهور عروضا لأفلام قصيرة أنجزها عدد من المخرجين السينمائيين من شمال المغرب، بمعية مجموعة البحث في السينما والسمعي البصري التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. وتم توزيع الجوائز على جميع الأطفال المشاركين في الملتقى (حوالي40 طفلا)، وهي عبارة عن قطع من لوحة كبيرة رسمها فنانون صغار بتوجيهات من فنانين كبار، وتم تقطيعها بعدد الأطفال المشاركين، الذين استمتعوا أيضا بحلقة للحكي تم تنظيمها تحت عنوان «حكاية رطلونص رطل». وجمعت الدورة الأولى لملتقى الفنون المعاصرة بين مختلف الفنون، من سينما ومسرح وفنون تشكيلية وفنون الفيديو وورشات للأطفال في مجالات الصباغة والتصوير الفوتوغرافي والنحت والفيديو فضلا عن تنظيم ندوات في الفن المعاصر بالبحر الأبيض المتوسط والفن المعاصر بالمغرب وحول السينما وفن الفيديو. وأوضح عمر سعدون رئيس جمعية الهندقة للفنون والثقافة، أن ما أثلج صدر المنظمين هو التفاعل الإيجابي الذي حظيت به فقرات المهرجان، والحماس الذي تلقى به عدد من الفنانين الكبار فكرة تنظيمه. وأعرب عن سعادته بتجاوز أعداد الجمهور توقعات الجمعية، «فبخصوص الأطفال كنا نتوقع حضور 200 طفل ووصلنا إلى أكثر من300 طفل». وأكد أن الملتقى استهدف أساسا شرائح الشباب والأطفال ساعيا الى بث القيم الجمالية في أرواحهم، وتحسيس المجتمع عموما بأهمية الفنون المعاصرة، معربا عن تطلع المنظمين في الدورة القادمة، إلى مزيد من الانفتاح على البحر الأبيض المتوسط. وقال سعدون إن الدورة الأولى استقدمت 25 فنانا مغربيا وإسبانيا، فيما تطمح الجمعية خلال السنة المقبلة الى استقبال40 الى50 فنانا من مختلف بلدان المتوسط، يمثلون عددا من التخصصات من فن الفيديو واللوحة والصباغة والعروض الفرجوية المتنوعة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى نظم بشراكة مع مؤسسة السلام والتضامن بكاطالونيا وبتعاون مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بشفشاون وعمالة الإقليم والمجلس البلدي والمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وبدعم من مجلس جهة طنجة تطوان وبلدية خيرونا بكاطالونيا.