من المواضيع الهامة التي تثير الانتباه وتسترعي الاهتمام، نسيان بعض الرياضات وعدم مدها بالدعم والمساندة. ففي عالم الرياضة هناك ما يدعو للعجب والاستغراب حقا، فهناك رياضات مزدهرة في معظم البلدان وما فتئت تنتشر يوما بعد يوم سواء من خلال توسيع رقعة الممارسة أو من خلال الدعم والمساندة لتصبح مزدهرة وذات شعبية، لكن وياللأسف نجدها منسية عندنا ومهضومة حقوقها، وما فتئ المسؤولون يتجاهلونها ولا يعيروا لها اهتماما. أصابع الاتهام هنا لا يمكن أن تقتصر في التوجه نحو المسؤولين وحدهم، بل رجال الإعلام والجمهور اللذان يتحملان بدورهما مسؤولية التهميش، في حق هذه الرياضات. ومن الرياضات التي يطالها النسيان والتهميش هناك رياضة الهوكي وكرة الطاولة، فرياضة الهوكي التي تعتبر من أقدم الرياضات حيث عرفت منذ ما يفوق 4000 سنة، ويرجع البعض أن تكون منطقة الشرق الأقصى هو موطنها الأول، إلا أن فرنسا هي البلد الذي قدمها للعالم، ومن فرنسا انطلقت اتجاه انجلترا حيث وضع لها قانون تنظيمي ومن هناك وقعت على تأشيرات المرور عبر كل القارات لتكتسب الصفة الدولية وليزداد ممارسوها وهواتها. وينقسم الهوكي الى قسمين: هناك الهوكي العشبي وهوكي الجليد. مقابلة الهوكي تقاد من طرف حكمان لكن قياسات الملعب مختلفة، فملعب الهوكي العشبي هو نفسه ملعب كرة القدم بينما ملعب هوكي الجليد صغير شيئا ما ويكون مغطى الأرضية من جليد وهو ما يستبعد عندنا لعدم توفر الجليد. ويضم فريق الهوكي 11 لاعبا بملايس رياضية عادية كتلك التي يرتديها لاعبو كرة القدم باستثناء حارس المرمى الذي يرتدي ملابس واقية لتفادي الضربات والاصطدامات وتسيطر منتخبات روسيا، كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، إنجلترا، فرنسا على هذه الرياضة الأولمبية. أما رياضة كرة الطاولة فقد دخلت في نفق مظلم وتحولت بعد سنوات من التهميش الى مجرد ذكرى، فرغم أن الإقصاء والتهميش وضع يطال عددا كبيرا من الرياضات سواء الفردية منها أو الجماعية، إلا أن كرة الطاولة أصبجت وضعيتها كارثية تنخرها المشاكل وقلة الامكانيات المادية وتعوق مسيرتها عدة عراقيل وصعوبات، فهذه اللعبة التي تعرف انتعاشة كبيرة وانتشارا واسعا في عدة دول أوروبية وأسيوية فإنها ببلادنا تواجه منذ تأسيسها مسيرة متعثرة تتمثل في قلة الدوريات والتظاهرات وضعف وهشاشة البنية التحتية خاصة القاعات التي يجب أن تكون مهيأة لممارسة المباريات خاصة وأن هذه الرياضة تجري بطريقة مميزة، فغالبا ما يضطر الممارسون الى التناوب على قاعة واحدة مع سبع أو ثماني رياضات. الحديث عن رياضة الهوكي وكرة الطاولة بالمغرب حديث ذو شجون ويمر عبر مرافئ متعددة والتطرف لمشاكل هاتين الرياضتين يصعب حصرها في هذا الموضوع لكونها متعددة، بالاضافة الى أن هناك غلاء لوازم الممارسة بالنسبة لكرة العصا (رياضة الهوكي) لباس الحارس، غياب التجهيزات المتمثلة في الملاعب وقلة التشجيع وقلة الانتشار على خارطة الوطن. أما كرة الطاولة فمشاكلها الأخرى لا حصر لها بدءا من غلاء الطاولات ذات المواصفات الدولية والتي يتم جلبها من الخارج، كما أنها تأتي في آخر القائمة ضمن الأنواع الرياضية المعتبرة من طرف المسؤولين غير منتجة، فحتى الوزارة الوصية لا تولي أهمية لهذه الرياضات وتشجيعها ودعمها لتكون قادرة على مجاراة الفرق العالمية، وخلق مدارس داخل كل الأندية للإهتمام بالجيل الصاعد حتى لا يعتقد أنها رياضات هامشية، وهنا لابد من التذكير أن كل الأبطال الذين أفرزتهم هذه الرياضات على قلتهم لم يكونوا إلا فلتات وبمجهودات فردية، حتى وأنهم لم يرقوا الى العالمية، اضافة الى أن الممارسات تقتصر على مدن الدارالبيضاء والرباط دون غيرها. إننا نناشد المسؤولين من الأعماق على بذل مجهود للتعريف برياضة الهوكي والطاولة ودعمهما والعمل على نشرها والتعريف بها عبر ندوات رياضية وتربصات وبرامج إذاعية وتلفزية وكذا عبر الجرائد للنهوض بها مع أخذ مجموعة من التدابير والإجراءات القادرة على إعادة التقة لممارسي هذه الرياضات من خلال بنية تحتية تتمثل في وفرة الملاعب والقاعات واللوازم الضرورية للممارسة.