تتحسب فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لعدوان إسرائيلي محتمل الأمر الذي دفعها إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين أجنحتها العسكرية المسلحة. وجاء قرار الفصائل تشكيل غرفة عمليات مشتركة في وقت هددت فيه إسرائيل بالرد على مقتل أربعة مستوطنين سقطوا مساء الثلاثاء الماضي في إطلاق نار بالخليل جنوب الضفة الغربية تبنته كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس. وفي ظل الخشية من إقدام إسرائيل على تنفيذ عملية عسكرية ضد غزة أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن 12 جناحا عسكريا في غزة قرروا مساء الخميس الماضي تشكيل غرفة عمليات مشتركة إيذانا بدخول المقاومة مرحلة متقدمة من العمل المشترك والتعاون والتنسيق الميداني على أعلى المستويات. وقال أبو عبيدة إن الأجنحة العسكرية في غزة اجتمعت في 30 غشت الماضي واتفقت على مجموعة من القضايا ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولا بد من الذكر بأن الأجنحة العسكرية التي شاركت في تشكيل غرفة عمليات مشتركة هي : كتائب القسام، سرايا القدس-الجهاد الإسلامي-، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب الناصر صلاح الدين، كتائب المجاهدين، حماة الأقصى، كتائب شهداء الأقصى وحدات الشهيد نبيل مسعود، كتائب أبو علي مصطفى، كتائب سيف الإسلام، كتائب الشهيد جهاد جبريل، قوات الصاعقة، وكتائب الأنصار. ومن جهته أكد «أبو أحمد» الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن غرفة العمليات المشتركة التي أعلنت عنها المقاومة في غزة مساء الخميس، تهدف لتمتين جبهة الدفاع والتوحد استعداداً للمرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية. وأضاف «أبو أحمد» خلال مقابلة مع فضائية «القدس» مساء الجمعة، أن غرفة العمليات المشتركة ليست جديدة على المقاومة وإنما ستأخذ شكلاً أكثر فعاليةً في ظل المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية وانطلاق المفاوضات التي تجري منذ سنوات طويلة دون تحقيق أي نتائج إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني، ولذلك بات واجباً على المقاومة أن توحد جهودها في خندق الجهاد وتمتين جبهة الدفاع والتوحد بشكل كامل في الميدان استعداداً للمرحلة المقبلة. وتابع «نحن نشعر أن المفاوضات لم تقدم شيئا على واقع الأرض، وهي فقط لإيجاد مكاسب سياسية للإدارة الأمريكية ورئيس الحكومة الصهيونية «نتنياهو» ومقدمة لشن عدوان على جبهات الممانعة والمقاومة في المنطقة ولذلك كان لا بد للمقاومة أن تتوحد وتجهز نفسها تماماً للمرحلة القادمة التي قد تشهد تصعيدا كبيرا على الأرض باتجاه غزة أو باتجاه جبهة من جبهات الممانعة أو المقاومة في المنطقة». وعن سؤاله حول عمليات المقاومة الأخيرة في الضفة المحتلة وطريقة تنفيذها وانسحاب منفذيها بسلامة، قال الناطق باسم السرايا «إن الذين نفذوا العمليات النوعية يعملون بحرفية عالية واستفادوا كثيراً من التجارب السابقة التي مرت بها المقاومة في الضفة من عمليات اعتقال وملاحقة كان سببها الرئيسي التنسيق الأمني بين العدو الصهيوني وأجهزة أمن السلطة، وبذلك اكتسب المقاومون في الضفة بالتحديد الخبرة لإبعاد أنظار العدو ومعاونيه عنهم وما حملات الاعتقال الأخيرة في صفوف عناصر حركة حماس إلا ترجمة واضحة للتنسيق الأمني المكشوف لمحاولة الوصول لمنفذي العمليات وهدفه الأساسي ضرب المقاومة ومنعها من القيام بدورها الشرعي في مواجهة المحتل للدفاع عن أبناء شعبها». وعن تأثير هذه الاعتقالات على مستقبل عمليات المقاومة وإمكانية استمالة الأجهزة الأمنية لصف المقاومة، أوضح «أبو أحمد» أن «عملية استمالة الأجهزة الأمنية لصفوف المقاومة أمر مستحيل لأن هذه الأجهزة تتبع لقيادة السلطة التي تتلقي دعمها المالي من أمريكا وأوروبا وأن هذه الأجهزة شُكلت فقط لاجتثاث المقاومة وحماية أمن العدو، وهذا ما كان يحصل في غزة قبل أن تندحر هذه الأجهزة عن غزة، ولذلك هم في الضفة يواصلون هذا الدور الأمني الواضح والمكشوف، وأن عمليات الاعتقال بحق عناصر المقاومة لن تؤثر على عملها ورغم هذه الحملات فقد تمكنت المقاومة مساء الخميس الماضي من تنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه مستوطنين قرب عوفرا». وأضاف «إن المقاومة في الضفة استفادت من التجارب الماضية التي واجهتها خلال الأعوام الماضية وتكيفت مع الأوضاع الجديدة رغم الملاحقة من أجهزة السلطة والعدو الصهيوني، وهي ستمضي في طريقها باتجاه الدفاع عن أبناء شعبنا». وعن سؤاله حول تشكيك البعض في العمليات الأخيرة وارتباطها بأجندات خارجية، عقب الناطق باسم السرايا «إن من يرتبطون بالأجندات الخارجية وينفذونها هم من يقومون باعتقال أبناء شعبهم، وما هو المكسب الذي يمكن أن تجنيه المقاومة من وراء الدفاع عن شعبها؟، إن المقاومة واجب مقدس قبل أن تكون لمصالح هنا أو هناك، واعتداءات الاحتلال مستمرة والحصار المفروض على قطاع غزة دولياً وبمشاركة بعض الدول العربية التي شاركت في قمة واشنطن الأخيرة والتي لم تحقق أي شيء تؤكد أن العدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة واحدة هي لغة القوة فقط».