بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    لقاء بوزنيقة الأخير أثبت نجاحه.. الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    التوافق المغربي الموريتاني ضربة مُعلمَين في مسار الشراكة الإقليمية    من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    ألمانيا تفتح التحقيق مع "مسلم سابق"    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    أميركا تلغي مكافأة اعتقال الجولاني    الحوثيون يفضحون منظومة الدفاع الإسرائيلية ويقصفون تل أبيب    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع        "فيفا" يعلن حصول "نتفليكس" على حقوق بث كأس العالم 2027 و2031 للسيدات    مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    كيوسك السبت | أول دواء جنيس مغربي من القنب الهندي لتعزيز السيادة الصحية    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عميلة نوعية للمقاومة الفلسطينية تستهدف أربعة مغتصبين صهاينة
نشر في التجديد يوم 02 - 09 - 2010

تبنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس العملية الجريئة التي وقعت قرب بلدة بني نعيم شرق مدينة الخليل المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل أربعة صهاينة، وذلك قبل يومين من إطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وأطلقت عليها اسم سيل النار، مؤكدة بأنها حلقة من سلسلة ردود على جرائم الاحتلال الإجرامي.
وقالت كتائب القسام في بيانٍ لها مساء أول أمس إن هذه العملية البطولية المباركة التي نفذها المجاهدون هي حلقة ضمن سلسلة عمليات سابقة، ولاحقة (بإذن الله)، للرد على العدوان المستمر والمتصاعد بحق أبناء شعبنا المجاهد ورداً على الاعتداءات المتكررة من قبل المغتصبين. وأكدت الكتائب أن هذه العملية تأتي في إطار استكمال مشروع الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني حتى تحرير الأرض وتطهير المقدسات.
وردا على العملية البطولية النوعية للمقاومة، توعد وزير الحرب الصهيوني الإرهابي إيهود باراك بأن يدفع منفذ هجوم الخليل الذي قتل فيه أربعة صهاينة الثمن، واعتبره محاولة لتخريب محادثات السلام. وقال المجرم باراك في بيان صدر عنه إنها محاولة واضحة من إرهابيين وضيعين لتخريب محاولات إنجاز العملية الدبلوماسية، ومحاولة للإضرار بمحادثات واشنطن المرتبقة. وأضافت كتائب الشهيد عز الدين القسام: ليعلم العدو الصهيوني وأزلامه بأنه طالما استمر العدوان، وتهويد القدس، وبناء المغتصبات، فإن مقاومتنا ستتواصل وستتصاعد وتيرتها، فهي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال في القدس والضفة والقطاع. وأضافت تأتي هذه العملية اليوم لتؤكد بأن حركة حماس وكتائبها العملاقة عصية على الانكسار، فبالرغم من حرب الاستئصال المزدوجة من قبل الاحتلال وسلطة فتح ستبقى كتائبنا المجاهدة رائدة الجهاد والمقاومة في فلسطين.
وأهدت العملية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني، وإلى أرواح شهدائنا الأبرار، وإلى جرحانا البواسل وأسرانا الصامدين رغم عتمة السجن وظلم السجان ولهم العهد منا على ألا ننسى تضحياتهم حتى يتحقق لنا النصر المبين. وأشارت إلى أن العملية جاءت رغم ضراوة الهجمة على المجاهدين في الضفة الغربية المحتلة من قبل الاحتلال وأعوانه من اللاهثين خلف سراب المفاوضات العبثية، مؤكدة أن أبطال القسام يقودون دفة الجهاد والمقاومة في كل مرحلة وفي كل ميدان. وقالت تبقى خليل الرحمن في كل مرحلة محضن القساميين، وعاصمة الثأر والانتقام، وعنوان الرد المزلزل الذي لطالما أرّق قادة الاحتلال ومغتصبيه، التي لن يتوقف جهادها ولن تصدأ بنادق مجاهديها حتى يندحر آخر مغتصب صهيوني عن أرض فلسطين الحبيبة.
وكان مقاومون من كتائب الشهيد عز الدين القسام يستقلون سيارة قد فتحوا النار من أسحلة رشاشة على سيارة لمغتصبين صهاينة كانت تنطلق من مغتصبة كريات أربع إلى الطريق الاستيطاني ,60 مما أسفر عن مقتل أربعة من ركابها.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن السيارة تمكنت من الانسحاب من المكان إلى جهة مجهولة، فيما جرى في المكان عمليات تمشيط مكثفة لقوات الاحتلال بالطائرات المروحية والمشاة على الأرض، وأطلقت القوات الصهيونية القنابل المضيئة، كما وشهدت المنطقة استنفارا عسكريا صهيونيا كبيرا، حيث فرضت قوات الاحتلال طوقا أمنيا مشددا على المكان، ونصبت حواجز عسكرية مفاجئة على كافة مداخل الخليل.
وقالت مصادر صهيونية إن القتلى الأربعة من عائلة واحدة ويقيمون في مغتصبة بيت حجاي جنوب الخليل، وهما رجلان وسيدتان وكانوا يستقلون سيارة من نوع سوبارو عندما هاجمهم المقاومون بإطلاق النار بشكل كثيف عليهم.
ونقلت المصادر عن أن المقاومين تمتعوا بجرأة كبيرة جعلتهم يترجلون من سيارتهم للانقضاض على المغتصبين من مسافة قريبة جدا، والتأكد من قلتهم جميعاً، قبل أن يتمكنوا من الانسحاب.
من جانبها، ذكرت القناة الصهيونية الثانية أن حركة حماس هي التي تقف خلف العملية، لأنها تتمتع بشعبية ونفوذ كبير في مدينة الخليل، التي نفذت فيها عملية مشابهة قبل شهرين من قبل خلية قسامية اعتقلها الاحتلال مؤخرا.
للعملية البطولية.. رسالتان
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام قد أعلن في تصريحٍ خاصٍ لالمركز الفلسطيني للإعلام عقب العملية البطولية: نزف إلى شعبنا الفلسطيني بشرى تمكن مجاهدينا في كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة تنفيذ هذه العملية البطولية، كحلقة أولى من سلسلة عمليات في إطار الرد على جرائم الاحتلال. وشدد على أن هذه العملية بمثابة رد طبيعي على جرائم الاحتلال التي تطال شعبنا في الضفة المحتلة، ورد على جرائم المغتصبين الصهاينة واستهداف المساجد والمقدسات.
وقال إن هذه العملية توجه عدة رسائل، الرسالة الأولى، أن المقاومة وبالرغم من حرب الاستئصال التي تتعرض لها على أيدي سلطة فتح والاحتلال هي باقية وموجودة وتستطيع أن تضرب في الوقت والمكان والزمان الذي تختاره. وأضاف أن الرسالة الثانية، هي التأكيد على استمرار المقاومة والجهاد، وأن هذه العملية تأتي في هذا السياق. وتابع أن هذه العملية جاءت رداً على جرائم الاحتلال وقطعان المغتصبين الصهاينة ضد شعبنا لا سيما في الضفة المحتلة. وأكد أن هذه العملية لن تكون الوحيدة، مشدداً على أنها جزء من سلسلة عمليات نفذتها كتائب القسام وستستكملها بإذن الله، في إطار استراتيجية المقاومة وفي إطار الرد على جرائم الاحتلال.
وحول تهديدات الاحتلال بشن عدوان رداً على هذه العملية، أكد أبو عبيدة، أن الاحتلال يحاول أن يقلب المعادلة، فهذه العملية هي رد فعل على جرائم الاحتلال، وهي حق مشروع في وجه الجائم التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا. وقال: الاحتلال مستمر في عدوانه، وهو لا يحتاج إلى مبررات لشن عدوانه، وما نقوم به هو رد فعل على هذه الجرائم. وأشار إلى أن هذه العملية البطولية وقعت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ,1967 واستهدفت قطعان المغتصبين الصهاينة، الذين انفلت سعار جرائمهم ضد شعبنا في الفترة الأخيرة، وبالتالي هي عملية مشروعة ولا تعدو عن كونها ردة فعل على مجمل هذه الجرائم التي لا يمكن السكوت عليها.
وشدد على أن المقاومة وفي طليعتها كتائب القسام جاهزة للرد وللتعامل مع تطورات الموقف في إطار حماية أبناء شعبنا والرد على العدوان.
وحول الأنباء التي تحدثت عن بدء حملة مشتركة بين سلطة عباس، والاحتلال لملاحقة المقاومين، قال إن ذلك غير مستبعد بالنظر إلى التاريخ الأسود الذي تقوم به هذه الأجهزة ضد المقاومة. وأضاف: عملية الخليل كانت رسالة واضحة بان كل محاولات الاستئصال لن تنجح في القضاء على جهادنا ومقاومتنا وبأننا ماضون بإذن الله.
وتعليقا على عميلة القسام النوعية، اعتبر النائب مشير المصري، الناطق باسم كتلة التغير والإصلاح البرلمانية، التابعة لحركة حماس، عملية الخليل الفدائية بأنها أبلغ رد على المفاوضات المباشرة، وأن هذه هي الطريقة التي يتفاوض بها الشعب الفلسطيني.
وبارك المصري، الذي كان يخاطب الآلاف من الفلسطينيين الذين خرجوا مساء الثلاثاء بغزة في مسيرة حاشدة، عملية الخليل الفدائية.
وقال المصري مخاطباً الاحتلال: كتائب القسام ستخرج لكم من فوق الأرض، وتحت الأرض ومن كل مكان، وسيظل سلاحها مشرعا حتى تحرير كل فلسطين. وأضاف: هكذا هي لغة التفاوض من قبل الشعب الفلسطيني، مفاوضات عبر البندقية، وليس مفاوضات عبثية يتم خلالها التنازل عن الحقوق الفلسطينية، في إشارة منه إلى المفاوضات التي شرعت بها السلطة الفلسطينية مع كيان الاحتلال الصهيوني أمس. وتابع: مفاوضات حماس والقسام لها طعم خاص بطعم الدم، وأن هذه العملية لهي أبلغ رد على خيار المفاوضات وخيار الاستئصال الصهيوفتحاوية في الضفة الغربية، حسب قوله. وأضاف: القسام هو عنوان المرحلة، وكل ملاحقة للقسام على أيدي فتح وسلطتها العميلة هي خروج عن الوطن والدين.
الفصائل الفلسطينية تبارك
وتوالت ردود فعل الفصائل الفلسطينية المباركِة لعملية الخليل البطولية، باستثناء حركة فتح التي نددت بلسان رئيس سلطتها محمود عباس.
واعتبرت حركة الأحرار، في بيانٍ لها، أن هذه العملية البطولية تأتي كرد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا وبحق المقدسات وتدعو لمزيد من هذه العمليات البطولية. وشددت على أن نجاح كتائب القسام في تنفيذ هذه العملية دليل على أنها أكبر من كل محاولات التصفية والاستئصال التي يشنها العدو الصهيوني وأعوانه على المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة.
من جهته، اعتبر الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن عملية الخليل والتي أسفرت عن مقتل أربعة مغتصبين صهاينة، هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
وشدد الناطق باسم كتائب المقاومة في بيانٍ له مساء أول أمس، على أن العملية أيضاً رد على عمليات تهويد القدس وجدار الفصل العنصري ورد شعبنا الفلسطيني على عدوانية الاحتلال.
وطالب بتوحيد بوصلة المقاومة وتحمل الجميع لمسؤولياته، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل وتحمل مسؤولياته ووقف العدوان الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس.
وباركت لجان المقاومة في فلسطين العملية النوعية، وقالت في تصريحٍ مقتضبٍ إن هذه العملية البطولية تأكيد على أن طريق المقاومة والجهاد ماض حتى تحرير الأرض وتطهير المقدسات من دنس الصهاينة المعتدين.
من جانبه؛ اعتبر الناطق باسم الجهاد الإسلامي داوود شهاب عملية الخليل بأنها خطوة أولى على طريق إفشال المفاوضات. وشدد شهاب في تصريح له أن عملية الخليل هي تأكيد على حيوية المقاومة وتعبير حقيقي على وتوجهات الشعب الفلسطيني.
بدورها؛ أعلنت كتائب الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري لحركة المقاومة الشعبية، مباركتها للعملية البطولية. وقالت في بيانٍ عسكريٍ: نبارك عملية الخليل البطولية ونشد على أيدي كافة المقاومين في الضفة الغربية، وندعوهم إلى الاستمرار في نهج ضرب العدو في الوقت والمكان المناسب الذي يضج معاقل الاحتلال وأعوانه المنافقين.
فتح.. خارج السرب
في المقابل، نددت حركة فتح بلسان زعيمها محمود عباس من واشنطن بالعملية الفدائية، إلى جانب التنديد الذي صدر بلسان رئيس الحكومة سلام فياض من رام الله، والذي تعهد أيضاً باتخاذ إجراءات لحماية الصهاينة. فقد أدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من واشنطن عملية الخليل البطولية، معتبرا أنها تهدف إلى التشويش على العملية السياسية عشية استئناف المفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني.
وجاء في بيان نشره مكتبه الإعلامي في واشنطن إن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية أدانا العملية التي حدثت في الخليل من منطلق إدانتنا لأي أعمال تستهدف مدنيين فلسطينيين أو إسرائيليين، على حد وصفه. وأضاف البيان أن ما سماها القيادة الفلسطينية تؤكد أن هدف هذه العملية التي أعلنت حماس مسؤوليتها عنها هو مجرد التشويش على العملية السياسية، مضيفا أنه لا يمكن اعتبارها من أعمال المقاومة بعد أن أوقفت حماس نفسها المقاومة من قطاع غزة ولاحقت من يقومون بها، على حد زعمه.
ويأتي موقف عباس بعد موقف مشابه لرئيس حكومته سلام فياض، حيث أدان، باسم سلطة فتح العملية البطولية، وتعهد باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الصهاينة في كل مكان. وقال فياض، في بيانٍ صادر عنه، وعمم على وسائل الإعلام: ندين هذه العملية، التي زعم أنها تتعارض مع المصالح الفلسطينية.
وبالرغم من أن العملية وقعت في المناطق التي تقع خارج المسؤولية الأمنية لسلطة فتح، إلا أن فياض تعهد باسم تلك السلطة بمواصلة اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الأحداث. وطالب حكومة الاحتلال بتسهيل عمل مليشياته ومد نفوذها لتتمكن من ملاحقة المقاومة في كافة المناطق.
وعلى الفور، ردت حماس على فياض، حيث أكدت أن تصريحات سلام فياض، رئيس الحكومة غير الدستورية في الضفة الغربية، التي أدان فيها عملية الخليل البطولية وتعهد فيها بحماية المغتصبين، دليل على التكامل الأمني بين الاحتلال الصهيوني وسلطة فتح.
وقال الدكتور سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس في بيانٍ صحفيٍ مقتضبٍ: تصريحات فياض دليل على التكامل الأمني بين الاحتلال وسلطة فتح وأن أجهزته الأمنية حامية للاحتلال، مشدداً على أن حماس تعتبر كل من يحاول المساس بالمقاومة فإنه يضع نفسه في موطن الخونة والعملاء.
سلطة عباس والاحتلال.. تنسيق مشترك
وفي أعقاب العملية الفدائية النوعية، استنفرت الميليشيا الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس أفرادها لملاحقة منفذيها. ونقلت وكالة قدس برس عن مصادر مطلعة أن اتصالات جرت بين الجيش الصهيوني من جهة والمسؤولين في المليشيا لا سيما في مدينة الخليل، من أجل مساعدتها في البحث عن منفذي العملية البطولية، وذلك في إطار التنسيق الأمني بين الجانبين.
وفي السياق ذاته؛ ذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أن المليشيا نصبت حواجز على مداخل مدينة الخليل الشمالية والغربية والشرقية، وتعمدت احتجاز السيارات والتدقيق في بطاقات ركابها وتفتيشها بحثا عن المقاومين. وقد شنت مليشيا عباس ليلة تنفيذ العملية البطولية حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة طالت العشرات من أنصار وكوادر حركة حماس.
وقالت مصادر في حركة حماس بالضفة إن مليشيا عباس بدأت في ساعات مساء الثلاثاء حملة اختطافات في معظم أنحاء الضفة. وأضافت أن الحملة تتركز بشكل خاص في مدينة الخليل المحتلة، وفي البلدات التابعة لها، لافتة إلى وجود عمليات دهم من قبل قوات الاحتلال من جهة ومن مليشيا رئيس السلطة من جهة أخرى، وهي تشمل شيوخا وأطفالا وتركز على الأسرى المحررين. وأوضحت أن عناصر المليشيا يداهمون المنازل والمساجد ويحطمون الأثاث ويعتدون على النساء والأطفال ويختطفون الشباب والشيوخ. وقالت المصادر إن الحملة لم تقتصر على الخليل بل طالت كل مدن الضفة المحتلة.
وبحسب خارطة الطريق التي وقعت سنة ,2002 والتي تنص علىأن تقوم أجهزة أمن السلطة بجهود ملموسة على الأرض لاعتقال وتوقيف الأشخاص والجماعات التي تشن وتخطط لهجمات عنيفة ضد الإسرائيليين في كل مكان.
العملية الفدائية ومفاوضات عصر الليمونة الجافة
وتأتي العملية الفدائية، عشية انطلاق مفاوضات الأمل 1% بحسب تعبير محمود عباس في واشنطن، أبرز ما فيها موضوع الاستيطان المصيري سواء للقضية الفلسطينية، أو للمشروع الصهيوني، حيث أقدم المقاومون الفلسطينيون على توجيه رسالة للمتفاوضين تتضمن لب القضية.
ولم يعلق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي مباشرة على عملية الخليل، واكتفى بالقول إنه واع بأن لاعبين في المنطقة يمكن أن يرتكبوا عمداً عمليات من هذا النوع لتخريب عملية السلام.
ويرى كثير من المراقبين هناك أن المفاوضات المستأنفة إخراج لسيناريو بلا مضمون، حيث من المرجّح، بل المؤكّد أن تكون المفاوضات بمثابة ضغط على الجانب الفلسطيني يشبه عصر الليمونة الجافة، على حد تعبير السياسي الأمريكي النافذ ستيفن والت الذي اعتبر سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما امتداداً لأخطاء إدارة بيل كلينتون، في ظل عدم قدرة أي إدارة في البيت الأبيض على الفكاك من قبضة اللوبي الصهيوني.
وتنطلق المفاوضات فيما تعج وكالات الأنباء بصور عن عمليات بناء في كثير من المستوطنات، في وقت توجه زعيم مجلس المستوطنات في الضفة الغربية داني ديان إلى واشنطن بالتزامن مع مغادرة زعيمه بنيامين نتنياهو، وحرص على التأكيد لإذاعة جيش الاحتلال الصهيوني قبيل المغادرة أنه يتوجّه إلى عاصمة المفاوضات للتنديد بأي مشروع لمواصلة ما أسماه تجميد أعمال البناء في المستوطنات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.