أعلنت حركة حماس قبل أيام قليلة أن مجاهدي القسام قاموا بعملية نوعية ضد أحد مجرمي جهاز الشين بيت (المخابرات الداخلية الصهيونية) بعد مطاردته لعدة سنوات؛ وأصابوه بجروح بالغة وفككوا شبكة كبيرة لعملائه كانت مندسة في صفوف الشعب الفلسطيني البطل. وأضافت الحركة أن كتائب القسام كشفت هويات ضباط "الشين بيت" أوصافهم وعممتهم على مجاهديها. ومن مثل هذه العمليات المباركة يمكن التأكد بأن مستقبل الانتفاضة ثابت بحمد الله. فرغم الحصار ومع قلة الدعم ومع آليات المقاومة البسيطة مقارنة مع إمكانيات العدو الصهيوني الكبيرة، المدعوم من طرف قوى الاستكبار العالمية كاملها، فقد نجحت المقاومة رغم كل تلك العوائق في كسر جناح العدو الصهيوني وإلحاق هزيمة نكراء به على مستوى المخابرات. ولا يخفى على القارئ الكريم ماذا يتطلبه ميدان المخابرات من إمكانيات متطورة، خاصة في العصر الحالي. وجهت كتائب عز الدين القسام ضربة قوية لجهاز "الشين بيت" الصهيوني عندما تمكن مجاهدوها، في عملية نوعية، من استدراج الضابط الكبير المكلف بملف اختراق حركة حماس وإطلاق النار عليه، وإصابته بجروح بالغة الخطورة، ومنعت سلطات الاحتلال وسائل الصهيونية التحدث عن هذه العملية . وتمكنت كتائب عز الدين القسام بعد مطاردة استمرت عدة سنوات، وبعد صراع مرير وصراع أدمغة، من كشف هوية الضابط الصهيوني المكنى أبو أسامة، الذي تنكر بصورة مواطن فلسطيني، واستدرجته في عملية معقدة إلى بلدة الرام شمال القدسالمحتلة، حيث أطلق مجاهد ثلاث رصاصات عليه وأصابه بجروح بالغة الخطورة في السادس عشر من شهر تشرين الماضي . ومنع جهاز "الشين بيت" وسائل الإعلام الصهيونية من نشر خبر العملية الجريئة والنوعية لكتائب القسام فيما فضلت كتائب القسام، عدم الإعلان مباشرة عن العملية البطولية لأسباب تتعلق بأمن المجاهدين الذين أوقعوا بالضابط الصهيوني الكبير. وتكمن أهمية النيل من ضابط "الشين بيت" المكنى أبو أسامة كونه يقف وراء اغتيال عدد من شهداء كتائب عز الدين القسام؛ من بينهم الشهيد إسلام أبو رميلة وزهير فراح من مدينة القدسالمحتلة والشهيد القسامي عبد المنعم أبو حميد من مخيم الأمعري، الذي صفى مسؤول جهاز "الشين بيت" في رام الله نوعام كوهين والشهيد إبراهيم ياغي من مدينة أريحا والشهيد عبد الرحمن العاروري من رام الله والشهيد إبراهيم عاشور، وغيرهم من الشهداء، إضافة إلى عشرات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني. ولم يكن الوصول إلى مسؤول ملف اختراق حركة حماس بالأمر السهل حيث عمل جهاز "الشين بيت" بكامله على توفير الحماية والأمن الشخصي له، من خلال سلسلة طويلة من التدابير الأمنية إضافة إلى أن الجميع كان يعتقد أن ( أبو أسامة) أو ( أبو مصعب ) هو عميل فلسطيني الأمر الذي جعل مطاردته وكشف هويته أمرا معقدا بل ومستحيلا في كثير من الأحيان . وتعود بداية مطاردة الضابط الصهيوني ومساعديه إلى العام 1992 عندما لاحظت كتائب عز الدين القسام أن هناك عددا من الشباب المتحمس الذين غرر بهم من خلال هؤلاء الضباط وبمساعدة بعض العملاء يعملون تحت اسم كتائب عز الدين القسام مستغلين السرية التامة التي يعمل بها الجهاز العسكري. وقبل عدة أشهر بدأت تتجمع بعض الخيوط لكتائب عز الدين القسام من خلال مراقبة العميل يوسف عرسان عرار من قرية قراوة بني زيد الطالب في كلية الهندسة بجامعة القدسالمحتلة، والذي لوحظ أنه يظهر تأييدا واسعا للحركة الاسلامية، ويقيم اتصالات واسعة مع طلبة الجامعات وشباب المساجد في منطقته، ويرتاد العديد من الجمعيات والمؤسسات. واستطاعت كتائب عز الدين القسام عبر مراقبة طويلة للعميل يوسف عرار اختراق الصف المقرب منه، وتمكن أحد مجاهديها من إظهار موافقته على الانضمام لخلية عرض عليه العميل عرار الانضمام إليها، تحت شعار جمع معلومات أمنية لصالح كتائب عز الدين القسام. وكم كانت دهشة المجاهد عندما وجد نفسه وجها لوجه أمام الضابط الصهيوني الذي طالما بحثت عنه كتائب عز الدين القسام، وكان يقف وراء اغتيال عدد من كوادرها ، وعرفه من بعض المعلومات التي تمكنت الكتائب جمعها عنه، مع أنه حتى ساعة اللقاء هذه كان يعتقد أن هذا الشخص عميل فلسطيني، وذلك بسبب ملامحه الشبيهة بالعرب، ولإتقانه اللغة العربية بصورة مطلقة وإجادته اللهجة العامية. وتمكن المجاهد من خداع الضابط الصهيوني، الذي طالما خدع العشرات من الشباب الفلسطيني المتحمس، وأظهر موافقته على مطالبه حتى لا يثير شكوكه. ولم تضيع كتائب عز الدين هذه الفرصة التي سعت إليها منذ عدة سنوات، وكان لا بد من النيل من هذا الضابط عبر عملية معقدة، خاصة أن هناك الكثير من المعوقات التي لا بد من تجاوزها، حيث يختار هؤلاء الضباط أماكن اللقاء بالعملاء بالقرب من الثكنات العسكرية، إضافة إلى وجود حراسة مشددة وغير ظاهرة عليهم، بعد أن تكررت محاولات المس بهم من قبل المجاهدين. واستطاع مجاهدو كتائب القسام من استدراج الضابط الصهيوني ( أبو أسامة ) إلى مفرق الرام على بعد عدة أمتار من الثكنة العسكرية المقامة، وهناك أشهر المجاهد القسامي مسدسه وأطلق ثلاث رصاصات على المجرم ليصيبه بجراح خطيرة وينسحب من المكان قبل أن يفيق عناصر الأمن الصهيوني السريين وجنود الاحتلال من الصدمة التي أذهلتهم. في هذا الوقت كان عدد من مجاهدي كتائب القسام، واستكمالا للعملية النوعية ضد الضابط الصهيوني، يقومون باختطاف العميل يوسف عرار ويخضعونه لتحقيق مكثف، اعترف من خلاله بالمخطط الرهيب الذي كانت المخابرات الصهيونية أعدته للنيل من مجاهدي الشعب الفلسطيني. وأكد أهالي بني زيد أن العميل يوسف عرار اعترف في مسجد القرية وأمام السكان أنه ارتبط مع ضابط المخابرات الصهيونية المسمى أبو عمر عن طريق العميل محمد جمال عرار الذي أرسلته المخابرات الصهيونية في مهمة إلى الأردن، ويعتقد أنه موجود حاليا هناك أو تم إرساله إلى بريطانيا في مهمة اختراق لصالح المخابرات الصهيونية. وأكد الأهالي أن العميل يوسف عرار اعترف أنه رفع مئات التقارير بالمجاهدين والمناضلين من أبناء قريته، ومن طلبة جامعة القدس والتي كانت السبب في اعتقال العشرات. وبحسب اعترافات العميل عرار فإن مهمته مع ضباط المخابرات الذين تبدلوا في العلاقة معه وتسموا بألقاب : ( أبو عمر، أبو أسامة، أبو خالد، أبو عبد الله ) هو تشكيل تنظيم وهمي يقدم نفسه على أنه أحد أجنحة كتائب عز الدين القسام، ويختص بالأمن وجمع المعلومات عن المطاردين من أبناء الكتائب من أجل توفير الملجإ الآمن لهم والتعرف على الذين يرغبون في تنفيذ عمليات استشهادية من أجل إرشاد الكتائب عليهم. وأكد العميل عرار في اعترافاته أمام أهالي قريته أنه تم التغرير بعشرات الشباب المتحمس للعمل الفدائي والجهادي، وقاموا بجمع معلومات خطيرة ودقيقة أدت إلى اعتقال العشرات خصوصا من أبناء حماس وكتائب شهداء الأقصى. واعترف العميل عرار أنه قام بمراقبة مركز نون للدراسات القرآنية الموجود في مدينة البيرة، ورفع تقارير عن الشباب الذين يدرسون فيه، كما قام بمراقبة العديد من المساجد في مدينتي رام الله والبيرة وغيرها من المؤسسات. وكشف العميل عرار عن الآليات التي تستخدمها المخابرات الصهيونية من أجل الإيقاع بالشباب وإيهامهم أنهم في تنظيم حقيقي، حيث يتم أخذهم إلى منطقة في الخان الحمر ويتم تدريبهم على السلاح بين الأشجار، كما تم أخذهم إلى منطقة كفر عقب شمال القدس. وكان يقوم ضباط من المخابرات الذي كان يرتدي بعضهم زيا يضع عليه شعار كتائب القسام. يذكر أن يوجد في تلك المنطقتين معسكرات قريبة تابعة للجيش الصهيوني، وذلك من أجل توفير الحماية الكاملة لضباط المخابرات، تحسبا من انكشاف أمرهم لدى أحد هؤلاء الشبان. وبعد أن يتم الإيقاع بالشاب من خلال عنصر الثقة... يتم ربطه مباشرة مع ضابط المخابرات، ويقطع صلته مع الشخص الذي نظمه حتى لا يعلم أحد ماذا يفعل الآخر، وحتى لا يتم كشف حيلهم. كما أنهم يجعلون الشاب يحلف على المصحف ثلاثة أيمان مغلظة بأن لا يتحدث في هذا الأمر مع أي إنسان حتى ولو كان أقرب الناس إليه، الأمر الذي يصعب عملية كشف ارتباطهم. وأشار العميل عرار في اعترافاته أن المخابرات الصهيونية تركز على طلاب الجامعات ومن أماكن مختلفة، من أجل إيجاد أكبر عدد ممكن من الخلايا الموازية لخلايا العمل الجهادي الحقيقي، لأن طلاب الجامعات أكثر فئة مستعدة للتضحية، كما أكد أنه عمل على تنظيم أشخاص في مختلف مدن الضفة الغربية. وأشارت مصادر مطلعة أن كتائب عز الدين القسام حصلت من العميل عرار على أوصاف كافة الضباط الصهاينة الذين ارتبط بهم ، فيما يبدو أنه حلقة جديدة من حلقات المطاردة تعتزم كتائب القسام القيام بها ضد أعداء الشعب الفلسطيني. وفي أعقاب اعترافات العميل عرار وانتهاء التحقيق معه من قبل مجاهدي كتائب عز الدين القسام قامت المخابرات الصهيونية باعتقاله، وأخذت وسائل الإعلام الصهيونية تروج في كافة نشراتها الإخبارية أنه تم اعتقال يوسف عرسان عرار، الذي كان يعتزم تفجير نفسه من أجل إيهام الشباب، الذين غرر بهم وربطهم مع جهاز المخابرات، بأنه إنسان مناضل حتى يستمر هؤلاء الشبان في علاقتهم مع ضباط المخابرات، وليستكمل العميل عرار دوره القذر داخل زنازين الاحتلال. وعمدت المخابرات الصهيونية في أعقاب العملية النوعية لكتائب القسام إلى منع وسائل الإعلام من نشر تفاصيلها، فيما أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى الحادثة دون ذكر تفاصيلها. وناشد بيان صادر عن كتائب عز الدين القسام، ووزع في مدن الضفة الغربية كافة الطلاب والأشخاص الذين أقاموا علاقة مع العميل يوسف عرسان عرار من باب حسن النية بقطع هذه العلاقة فورا. أعده للنشر : أحمد حموش