أصابت العملية الاستشهادية للقسامية ريم الرياشي العدو الصهيوني وقادة إرهابه (جيشه) بالذهول ولم يجد مسؤول عسكري صهيوني كبير أمامه سوى التهديد بالرد على عملية معبر بيت حانون (ايريز). وأوضحت مصادر فلسطينية أن تنفيذ العملية الاستشهادية الأخيرة في معبر إيريز كان صعبا للغاية، نظرا لأن المكان المستهدف يعد أكثر الأماكن تحصينا ويوجد فيه المئات من جنود الاحتلال... إلا أن مخططي المقاومة تمكنوا من خداع مخابرات الاحتلال، وتلقينهم درسا لن يسنوه أبدا. وقالت يعتبر تنفيذ مثل هذه العملية من الصعوبة بمكان، كونها في منطقة عسكرية محكمة الإغلاق، إلا أن توفيق الله سبحانه وتعالى ثم التخطيط الدقيق المحكم كان له دور مهم في نجاح العملية. وأشارت إلى أن المرأة الاستشهادية ارتدت حزاما ناسفا شديد الانفجار، كان ملتفا على ساقها ووسطها، و كانت تمشي على (عكازين). وأضافت المصادر أن الفتاة نجحت في تخطي الجهاز الإلكتروني الذي تستخدمه قوات الاحتلال لتفتيش العمال والمسافرين عن طريق خطة ذكية للغاية، فشلت قوات الاحتلال في اكتشافها. وأضافت فور نقلها إلى هناك، ومجيء خبراء متفجرات من الجيش الصهيوني لتفتيشها، فجرت نفسها لتوقع أربعة قتلى وتصيب أكثر من عشرة آخرين من الجنود، أحدهم في حالة حرجة جدا. وأكدت المصادر ذاتها أن صراع الأدمغة بين كتائب القسام ومخابرات الاحتلال س يتواصل، وأن الكتائب ستنجح بإذن الله في تكبيد العدو الكثير من الخسائر عن طريق تنفيذ عمليات نوعية . وتعليقا على العملية نفى الشيخ أحمد ياسين أن يكون استخدام فتاة فلسطينية في تنفيذ عملية استشهادية تغيرا إستراتيجيا في عمليات الحركة، موضحا أن هذا ليس تغيرا، إنما هو عبارة عن إدخال عنصر جديد في المقاومة. كانت حماس تعتبر المرأة جيشا احتياطيا في المعركة، وعندما وجدت أنها قادرة على تنفيذ عملية عن طريق المرأة: نفذتها. ورأى أن الباب مفتوح منذ زمن للنساء للانضمام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، لكن هناك مجالا واسعا للرجال. واعتبر ياسين أن عملية معبر إيريز رسالة للأطراف التي تطالب حماس بالهدنة، مؤكدا أن موقف الحركة واضح وهو معارضة وقف إطلاق النار في هذه المرحلة. العدو لا يحتاج لمبررات لشن عدوانه وأكد ياسين أن عملية الأربعاء المشتركة تشير إلى أن التعاون بين حماس وبقية الأجنحة المسلحة مستمر، وأن هذا التعاون دليل على توحد الفصائل الفلسطينية على خيار المقاومة. وعن رد فعل العدو المتوقع على العملية الاستشهادية، قال ياسين: إن إسرائيل لا تحتاج لمبررات لشن عدوانها؛ فهي ضربت في رفح ونابلس وجنين ورام الله والخليل وفي كل مكان. وأضاف: بكل تأكيد سيهاجم الاحتلال الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس ردا على هذه العملية، ونعرف أن المعركة سيكون لها ثمن. وعقب العملية ترأس رئيس الوزراء الصهيوني السفاح أرييل شارون اجتماعا أمنيا ضم وزير الجيش الإرهابي شاؤول موفاز رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) وموشيه يعلون لبحث الرد على العملية. وقد تعهدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفدائية بتصعيد المقاومة ضد الاحتلال. ونددت الولاياتالمتحدة بشدة بالعملية الفدائية كعادتها كما أدانت واشنطن على لسان المتحدث باسم خارجيتها تصريحات الشيخ أحمد ياسين بالعملية واتهمته بالتحريض على الإرهاب والعنف ضد الأبرياء!. رفض قاطع للعرض الأمريكي وعلى صعيد ذي صلة، قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عضو المكتب السياسي لحركة حماس في حديث لالجزيرة من غزة إن حماس رفضت رفضا قاطعا عرضا أمريكيا بالتخلي عن المقاومة مقابل حماية قادتها. وأكد أن قادة حماس مستعدون للاستشهاد. وأشار الرنتيسي إلى أن الحديث عن أي مساع سلمية أصبح غير مجد. وقال إن العملية الفدائية الأخيرة التي نفذت بالاشتراك بين كتائب القسام وشهداء الأقصى تعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة. وأفاد موقع يدعوت أحرنوت عن مصادر أمنية يهودية أنها قالت صباح أمس (الخميس)، إن الجيش الإسرائيلي قرر إغلاق جميع المعابر المحيطة بقطاع غزة، في أعقاب عملية معبر إيريز وصرحت مصادر أمنية صهيونية أن قوات كبيرة من الجيش اليهودي توغلت، الليلة قبل الماضية، في مدينة جنين ومخيمها، وفرضت حظر التجول على أجزاء كبيرة من المدينة. وأضافت المصادر أن الجنود داهموا عددًا من منازل النشطاء الفلسطينيين بهدف اعتقالهم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، لكنه لم يكشف عن إصابات في صفوف الجيش المحتل. إ.ع