ترقب القرار المنتظر صدوره عن مجلس الأمن بخصوص النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية، وما يجري تسريبه هنا أو هناك بهذا الخصوص لن يحدث أي إحساس بالانهزامية وسط الشعب المغربي، ولن يخلف لديه أي شعور بالهلع أو الرعب كما يسعى إلى ذلك الخصوم. فعلا مداولات مجلس الأمن هذا العام تجري ضمن أجواء التوتر الذي افتعله بان كي مون من خلال استفزازاته التي رفضتها المملكة وردت عليها بقوة، ولكن المغاربة ألفوا المناورات والضغوط في مثل هذا التوقيت من كل سنة، كما أن النظام العسكري الجزائري، الذي يقود كامل هذا الاستهداف الباتولوجي للمملكة، جرب على امتداد عقود كل أشكال المناورة والابتزاز والاعتداء، ولكن في النهاية لا زالت الصحراء في مكانها ولا زال المغرب صامدا فوق أرضه، والعالم برمته أدرك استحالة اختلاق دويلة في المنطقة، واعترفت الأممالمتحدة ذاتها بصعوبة تنظيم استفتاء، كما سبق لها ولكثير دول عبر العالم أن وصفت مقترح الحكم الذاتي الذي عرضه المغرب بالجدي وذي المصداقية. إذن مهما كان سياق صدور قرار مجلس الأمن، ومهما كان مضمونه، ومهما تغيرت المواقف والحسابات، فان الشعب المغربي بمختلف قواه الحية سيستمر في إصراره على حماية سيادته الوطنية ووحدته الترابية، ولن يتزعزع إيمانه، ولن يفرط في حقوقه الوطنية المشروعة. سيواصل المغرب والمغاربة تفعيل مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية وإنجاز البرامج الاقتصادية والاجتماعية لفائدة الساكنة، وسيستمر مسار تعزيز الدينامية الديمقراطية، محليا ووطنيا، وتمتين المشاركة الشعبية في القرار، وسيلتف الشعب بكامله أكثر فأكثر من أجل تمتين فرادة النموذج الديمقراطي والتنموي الذي يجعل المملكة اليوم مختلفة عن محيطها الإقليمي باستقرارها وأمنها وانفتاحها، وكل هذا طبعا سيجري ضمن حرص ديبلوماسي صارم على الدفاع عن عدالة قضية المغرب الأولى والتشبث بالسيادة والاستقلال والمصالح الحيوية للمملكة. في مقابل ما سلف، الآخرون هم من عليهم اليوم الإحساس بالخوف، ذلك أن كثير مخاطر تلف جارنا الشرقي الذي يقود المناورات ضد وحدتنا الترابية، وندعو، مع ذلك، لأهلنا وأشقائنا هناك ألا يمسهم سوء وألا تكون لتلك المخاطر انعكاسات سلبية كبرى عليهم وعلى أمنهم واستقرارهم، كما أن التيه والسعار صارا بارزين في تيندوف، والفضائح بات يعلم بها الجميع. جنيرالات المرادية وكراكيزهم هم من عليهم إذن أن يخشوا من الآتي، أما المغاربة فهم ثابتون فوق أرضهم ولديهم قضية وطنية عادلة ويوجد إجماع داخلي، سياسي وشعبي، واسع حولها. الجبهة الوطنية الداخلية الموحدة والمتراصة هي التي تهزم دائما كل المناورات والدسائس، وهي التي تجعل المملكة دائمة الاستعداد لصياغة حل سلمي عادل ونهائي لهذا النزاع المفتعل، لكن من دون أي تفريط في الثوابت ومصلحة الوطن. لن يشعر المغاربة بأي انهزامية أو رعب مهما اشتد سعار الخصوم وتفاقم، ومهما تعددت مناوراتهم، ومهما كان منفذوها في الجزائر أو تيندوف أو نيويورك. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته