ليست الرياضة حكرا على من له المال والجاه، ولكن لها أيضا رجالها من الفقراء، فهم من خلال فقرهم يصنعون المعجزات والمادة التي تعوقهم، ومحمد الزروكي بطل الملاكمة في جيله ومدرب الملاكمة في جمعية خشبة الحي المحمدي، اكتسب حب الجميع لطاعته وأدبه وأخلاقه الرياضية. تألق في عدة دورات رياضية، عربية وافريقية: ببيروت (لبنان) وسوريا والجزائر وبزغ نجمه كاسم أعطى للملاكمة أبطالا غزوا أوروبا (فرنسا، بلجيكا، إيطاليا، اسبانيا، اليونان). كان دوما يتحرك ما بين دار الشباب بالحي المحمدي مقر التداريب وعصبة الشاوية والمصالح الإدارية على متن دراجة نارية اذا لحقها عطب يتوقف لاصلاحها، ثم يتابع الطريق بحثا عن رخصة لتنظيم دوري أو تظاهرة في الملاكمة بين الفينة والأخرى. محمد الزروكي الذي كان من وراء إشعاع عشيق وغيره من الملاكمين الذين صعدوا البوديوم أولمبيا ودوليا، بطل كبير لعب 65 نزالا في الملاكمة منذ 1950 منها 62 كملاكم هاوي وثلاث كمحترف لم يعرف الهزيمة إلا مرتين، واحدة بالمغرب والثانية بلبنان، بطل المغرب لموسمي1956/1957 في وزن الريشة. والزروكي أول مغربي يحصل على ميدالية في الملاكمة على الصعيد الدولي حصل ذلك سنة 1957 ببيروت سنة 1960، كان له الفضل في نشر الملاكمة بالحي المحمدي حيث أسس فريق الاتحاد البيضاوي الذي أعطى أبطالا كبار سنة 1962 جنى من عمله ميلاد بطل المغرب وزن المتوسط الملاكم محمد الراجي الذي فاز بالميدالية الذهبية في دورة طرابلس 1962. - سنة 1963 انتقل الى فريق روش نوار الذي ترعرع فيه وكون فريقا قويا. - درب المنتخب الوطني الذي شارك موسم 1969 كما ساعد مدربين لمنتخبات أجنبية لكل من فرنسا وإيطاليا كما درب المنتخب الوطني الذي شارك في الألعاب العربية 1975. - الزروكي حائز على دبلوم التدريب من الدرجة الأولى على يد الخبير الفرنسي سيفينياك سنة 1961، ودبلوم التدريب درجة ثانية على يد المدرب البولوني ماركري سنة 1975، يرجع له الفضل في نشر رياضة الملاكمة وطنيا حيث كان من وراء إبراز ملاكمين أصبحوا مدربين حاليا، منهم الغزواني، كنافي، بوجمعة، الحقاوي. البطل محمد الزروكي الذي أعطى عشيق وغيره وابنه امبارك الذي كان بطلا للمغرب موسمي 1971 1978 بدون هزيمة. يعيش ظروفا مأساوية من جراء ويلات المرض وضعف الموارد. البطل الزروكي سيظل حاضرا بانجازاته في سجل الملاكمة المغربية رغم لعنة المرض الذي أبعده عن الميدان.