ستكون الملاكمة الوطنية، خلال مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة الصينية بكين بداية من غد الجمعة إلى 24 غشت الجاري أمام رهان رفع تحدي العودة إلى الواجهة الدولية واستعادة أمجادها. وتراهن الأوساط الرياضية على رياضة الفن النبيل، التي دأبت إلى جانب ألعاب القوى، على الصعود إلى منصة التتويج في مختلف المحافل الدولية. وإذا كانت الميداليات النحاسية الثلاث، التي نالها كل من عبد الحق عشيق (1988 في سيول و1992 في برشلونة) والطاهر التمسماني (2000 في سيدني)، تشكل صفحة مضيئة في تاريخ الرياضة الوطنية بصفة عامة والملاكمة بصفة خاصة، فإن مسؤولية تعزيز هذا الرصيد تبقى ملقاة على عاتق الجيل الجديد من الملاكمين، الذي يبقى هاجسه السير على خطى سابقه. ولعل ما يبقي باب الأمل مفتوحا على مصراعية أمام القفاز المغربي لمعانقة الألقاب من جديد،تأهل عشرة ملاكمين إلى الأولمبياد، وهو الإنجاز الذي يتحقق لأول مرة في تاريخ المشاركة المغربية. واعتبر المدرب الوطني رابح حنفي، أن تأهيل هذا العدد من الملاكمين إلى أولمبياد بكين يعد في حد ذاته إنجازا غير مسبوق في تاريخ الملاكمة المغربية، كما يعد ثاني رقم قياسي على الصعيد الدولي من حيث عدد المؤهلين، إذ تأتي روسيا في المركز الأول بأحد عشرة ملاكما يليها المغرب (10 ) وكوبا وكازاخستان والصين وأوكرانيا بالعدد ذاته. وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تأهيل عشرة ملاكمين يعني مضاعفة حظوظ المغرب في الصعود إلى منصة التتويج، خاصة وأن العناصر الوطنية استعدت هذه السنة بما فيه الكفاية، إذ شاركت في العديد من التربصات والدوريات الدولية ومن بينها على الخصوص دوري محمد السادس الدولي، الذي ظفر الفريق المغربي بلقبه وأضاف حنفي أن المعسكرات الإعدادية التي خضع لها الفريق الوطني والدوريات التي خاض غمارها، مكنت الإدارة التقنية الوطنية من الوقوف على مكامن الضعف والقوة عند الملاكمين المغاربة، والإحاطة بجميع الجوانب التقنية والبدنية وكذا النفسية. وقال إن المغرب سيشارك في دورة بكين بفريق مخضرم يتكون من ملاكمين متمرسين، منهم من سبق له المشاركة في دورات سابقة للأولمبياد كهشام المصباحي في وزن أقل من 54، الذي تعد هذه ثالث مشاركة له، والطاهر التمسماني الفائز بنحاسية دورة سيدني 2000، ورضوان بوشتوق، الذي يشارك للمرة الثانية في الأولمبياد. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى هذه العناصر، التي تتطلع إلى تتويج مشوارها الرياضي بلقب أولمبي، يتشكل المنتخب المغربي أيضا من ملاكمين في بداية مشوارهم، لكن تعقد عليهم آمال كبيرة في تشريف الملاكمة الوطنية، إضافة إلى ثلاثة آخرين من فئة الشبان تنقصهم التجربة الدولية، كمهدي وثين وادريس مساعد والعرجاوي.