الصين نجحت في كل شئ... في التنظيم والابهار وفي التربع على عرش الرياضة العالمية والمغرب أنهى مشاركته في المركز ال65 عالميا اختتمت في بكين مساء الأحد دورة الألعاب الاولمبية التاسعة والعشرين، بحفل حاشد أقيم في ملعب »عش الطائر« في العاصمة الصينية، وشارك فيه الرئيس الصيني هو جينتاو، ومسؤولون من مختلف أنحاء العالم. وكان الحفل قد بدأ بإطلاق الألعاب النارية التي رسمت العد العكسي لافتتاح الحفل، والذي بدأ بالرقم 29 في إشارة الى رقم الدورة الأخيرة، وذلك بعد 16 يوما من المباريات تم خلالها تحطيم 88 رقما قياسيا. وشارك الحضور في العد العكسي ابتداء من الرقم 10، بينما كانت الأرقام تعرض بواسطة الألعاب النارية التي غطت بالكامل في نهاية العد العكسي سماء الملعب الذي يتسع ل91 ألف متفرج. وبعد ذلك بدأ استعراض فني استمر عشر دقائق ترافق مع عزف لقارعي الطبول على الأرض، بالإضافة الى طبلتين ضخمتين كانتا تتدليان من السماء، بينما كان راقصون يؤدون رقصات تقليدية صينية وألعابا بهلوانية. ثم دخلت الى ارض الملعب وفود ترفع أعلام 204 دول شاركت في الاولمبياد. وتقدم الوفد الصيني اللاعب زهانف نينغ الفائز مرتين بميداليات ذهبية اولمبية في تنس الريشة، وهو يحمل علم بلاده. ثم دخل الى الملعب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ وأعضاء اللجنة الاولمبية. وأعلن روغ اختتام دورة الألعاب الاولمبية التاسعة والعشرين، وهي الأضخم والأكبر في تاريخ العالم. وقال: »أعلن اختتام دورة الألعاب الاولمبية التاسعة والعشرين، وأدعو الشباب في العالم الى التجمع في لندن بعد أربع سنوات للاحتفال بافتتاح دورة الألعاب الاولمبية الثلاثين«. ووصف روغ دورة بكين للألعاب الاولمبية بأنها »أيام مجيدة« لا بد من »تقديرها الى الأبد«. وأضاف: »من خلال هذه الألعاب، عرف العالم اكثر عن الصين، كما عرفت الصين اكثر عن العالم. لقد جاء رياضيون من 204 لجان اولمبية الى هذه الأماكن المدهشة، وبهرنا بمواهبهم«. وقال إن 16 يوما عظيما ستخلد الى الأبد. وأضاف »ولد نجوم جدد، وأدهشنا نجوم من الألعاب الماضية، وشاركناهم أفراحهم وأحزانهم، أعجبنا بقدراتهم. سنتذكر طويلا الانجازات التي شهدناها هنا«. الصين كسبت الرهان ونجحت الصين عن جدارة في كسب رهانها المتمثل بإزاحة الولاياتالمتحدة عن عرشها في صدارة الترتيب العام لدورة الالعاب الاولمبية، التي اسدل الستار عليها في بكين. ونظمت الصين احدى افضل الالعاب في تاريخ الاولمبياد، ان لم يكن انجحها على الاطلاق، حيث جاءت قمة في التنظيم ومليئة بالانجازات التي لا تُنسى، وتحديدا ذهبيات السباح الامريكي الفذ مايكل فيلبس وارقامه القياسية السبعة في الاسبوع الاول منها، قبل ان يستأثر العداء الجامايكي اوساين بولت بالاضواء في الاسبوع الثاني ويحرز ثلاث ذهبيات، مسقطا الرقم القياسي العالمي فيها ايضا. وانفقت الدولة المضيفة نحو 28 مليار أورو لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية، التي كان تحفتها ملعب »عش الطائر« بهندسته الرائعة، بالاضافة الى 37 ملعبا آخر اقيمت عليها المنافسات ال28. وتصدرت الصين الترتيب برصيد 51 ذهبية من اصل 302 وزعت، و21 فضية و28 برونزية، وجاءت الولاياتالمتحدة ثانية ولها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية، وروسيا ثالثة ولها 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية. وكانت الصين التي نظمت الالعاب للمرة الاولى في تاريخها ولثالث مرة في آسيا بعد طوكيو 1964 وسيول 1988، حصدت 32 ذهبية في ألعاب اثينا قبل اربع سنوات، مقابل 36 للولايات المتحدة التي تربعت على عرش الالعاب في النسخ الثلاث الاخيرة، لكنها استعدت جيدا لالعابها ووضعت برامج خاصة لكي تصل الى هدفها المنشود. واعتبر وزير الرياضة الصيني ليو بنغ، ان ظهور جيل جديد من الرياضيين واختراق هؤلاء رياضات جديدة، كانا السبب في تربع الصين على عرش الميداليات.واعرب بنغ عن سعادته بما تحقق في العاب بكين، وقال »ما حققناه في الاولمبياد دافع قوي جدا للمستقبل«، مشيرا الى ان القادمين الجدد من ابناء بلد المليار حققوا 29 ميدالية ذهبية.واضاف »هؤلاء الوافدون اصبحوا القوة الاساس في نجاح الرياضة الصينية«.واعتبر بنغ ان سيطرة الصين حدثت لانها بقيت وفية لرياضات تقليدية بالنسبة لها، ككرة الطاولة والبادمنتون والغطس ورفع الاثقال والرماية، كما اصبحت اقوى في رياضات اخرى، كالقوس والنشاب، حيث فازت باول ذهبية في تاريخها، اضافة الى التجذيف والمبارزة، وغيرها. غاي ولاغات وجيانغ أكبر الخاسرين وكان العداء الاميركي تايسون غاي بطل العالم في سباقي 100 م و200 م اكبر الخاسرين، لانه فشل في بلوغ نهائي السباق الاول، ثم دفع ثمن خطأ احد زملائه في تسليم العصا في سباق التتابع 4 مرات 100 م ليخرج خالي الوفاض.ومن الاسباب التخفيفية لغاي انه اصيب بتقلص عضلي في مطلع يوليو، ابعده عن المنافسات التحضيرية لدور الالعاب الاولمبية، وقد بدا ذلك واضحا.كذلك فشل مواطنه برنارد لاغات في سعيه إلى احراز ذهبيتي 1500 م و5 الاف م، ففشل في بلوغ السباق النهائي في الاول، وحل تاسعا في الثاني.وفوت العداء الصيني الرائع جيانغ ليو حلم التتويج الاولمبي الذي كان يحلم به امام 1.3 مليار نسمة من مواطنيه، لان الاصابة حرمته من ذلك وسط صدمة كبيرة خيمت على البلاد. ومنيت السباحة الفرنسية لور مانودو بخيبة امل كبيرة بحلولها سابعة في اختصاصها سباق 400 م حرة التي كانت تحمل رقمه القياسي حتى مارس الماضي، واخيرة في سباق 100 م ظهرا، ثم ثامنة واخيرة ايضا في تصفيات نصف نهائي سباق 200 م ظهرا ايضا. وعن الجانب المغربي فإنه أنهي مشاركته في المركز ال65 عالميا بميداليتي حسناء بنحسي وجواد غريب... في الوقت الذي ذهبت فيه ست رياضات للصين من أجل النزهة فقط ، فيما لم تستطع فيه رياضات أخرى حتى ضمان التأهل للأولمبياد ، وهو ما يعني أن رياضاتنا لا تواكب التطور وتستمر في الإنحدار بعد اطفاء جذوة بعض الفلتات التي جاد بها الزمن ... 11 حالة منشطات وسجلت خلال الدورة الحالية 11 حالة منشطات، 7 منها تخص رياضيين و4 منها تتعلق بأحصنة.ومن بين الحالات السبع للرياضيين هناك ثلاثة منهم صعدوا على منصة التتويج، وهم الاوكرانية ليودميلا والاسبانية مايرا ايزابيل مورينو والكوري الشمالي كيم جونغ -سو.وكانت بلونسكا حازت فضية المسابقة السباعية فجردت منها وحرمت من المشاركة في مسابقة الوثب الطويل، وتواجه بلونسكا عقوبة الوقف مدى الحياة لانه سبق لها ان ضبطت في هذا الجرم عام 2003 واوقفت سنتين.في المقابل جردت ايضا الدراجة الاسبانية مايرا ايزابيل مورينو من فضيتها في سباق الطريق، بالاضافة الى الكوري الشمالي كيم جونغ-سو الفائز بميدالية برونزية في الرماية، ولاعبة الجمباز الفيتنامية دو تي نغان تهونغ والعداءة البلغارية دانييلا يوردانوفا (1500 م) واليونانية فاني هالينكا (400 حواجز)، والرباع الاوكراني ايغور رازونوف.