افتتح الرئيس الصيني هو جينتاو رسميا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ال29 في بكين والأضخم في التاريخ. وقد جاء حفل الافتتاح استعراضيا وضخما، حيث شهد عروضا فنية وفلكلورية قدمتها عدة فرق صينية عكست فيها عمق الحضارة الصينية والرموز التي تعكس التقدم الذي شهدته البلاد في جميع المجالات. وشارك في الافتتاح 14 ألف شخص احتشدوا في مدرجات الملعب الوطني المسمى ب»عش الطائر». ثم قدمت الكرة الأرضية الزرقاء التي تسبح في سماء «عش طائر» وكانت هذه الفقرة من الحفل قد تسربت عبر إحدى شبكات التلفزة الكورية الجنوبية في وقت سابق، وهو ما أثار العديد من ردود الأفعال الغاضبة في الصين. أما فقرة الغناء فبدأها مغني البوب الصيني ليو هوان والمغنية الإنجليزية سارا برايتمان، وهما يعتليان منطادا هوائيا في وسط الملعب. واستمر الحفل ثلاث ساعات بإشراف المخرج السينمائي الصيني الشهير تشانغ ييمو الذي رشح لجائزة أوسكار عن فيلمه «سر الخناجر الطائرة». ولم تؤد الدعوات الغربية إلى عدم حضور حفل الافتتاح احتجاجا على سياسات الصين التي يعدها قمعية إلى تقليص الحضور بل سجل رقما قياسيا. وتابع العرض نحو 90 رئيس دولة، أبرزهم الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي، إضافة إلى 160 وزيروشخصيات رياضية كبيرة. وكما هو التقليد في الألعاب الأولمبية، كانت اليونان التي تعد مهد الألعاب واستضافت آخر نسخة من الألعاب قبل أربع سنوات أول الدول في الدخول إلى أرض الملعب أما اليمن فكان أول الدول العربية التي تدخل، فيما كان المغرب أخرها، وذلك بترتيب الأبجدية الصينية. وقوبل دخول الوفد العراقي -الذي يشارك بأربعة رياضيين- إلى أرض الملعب بوابل من التصفيق من الجمهور الغفير. وفي نهاية الاستعراض ألقى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ كلمة قال فيها إن الحلم الصيني قد تحقق اليوم, كما تحقق شعار هذه الدورة، وهو «عالم واحد حلم واحد». كما دعا الرياضيين المشاركين في الدورة إلى التركيز على نشر السلام والمحبة بينهم بجانب التركيز على الأداء المتميز, وأضاف «تذكروا أنكم نموذج للعالم فابتعدوا عن الغش والخداع في منافساتكم». وعقب كلمة روغ أعلن الرئيس الصيني انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية ال29، ثم رفع العلم الأولمبي، ووصلت الشعلة الأولمبية إلى الملعب وسط إطلاق ألعاب نارية في مظاهر احتفالية مبهرة. وإثر الإعلان عن بدء الألعاب، تلا بعض الأطفال الصغار النشيد الأولمبي، ثم تلي القسم الأولمبي قبل إطلاق سرب غفير من حمامات السلام. ويبدو أن الضخامة مصاحبة للدورة في كل شيء، حيث يبلغ عدد الرياضيين المشاركين 10624 رياضي ورياضية، وتابع الحفل حول العالم جمهور قدر بنحو أربعة مليارات نسمة. أما عدد المفرقعات التي استخدمت في الألعاب النارية المصاحبة للافتتاح فبلغ 29 ألف مفرقعة. وسيرفع الرياضيون المشاركون شعار الألعاب الأولمبية الشهير «الأسرع الأعلى والأقوى» في المنافسات التي سيخوضونها على مدى 16 يوما حيث سيتبارون لحصد نحو 900 ميدالية منها 302 ذهبية في 28 لعبة معتمدة رسميا في الألعاب. وجاءت كلفة الألعاب باهظة وحققت رقما قياسيا أيضا، إذ بلغ ما أنفقته الصين نحو 28 مليار أورو مقابل 13 مليار أورو في أثينا قبل أربع سنوات. وستقام المنافسات في 37 منشأة رياضية بينها 31 في بكين شيد 12 منها خصيصا للحدث.