يحمل جيلان من العدائين على عاتقهما مسؤولية ربط حاضر أم الألعاب الوطنية بماضيها في منافسات ألعاب القوى, التي سيحتضنها ابتداء من يومه الجمعة وإلى غاية24 غشت الجاري، الملعب الوطني (عش الطائر) ببكين، ضمن الدورة 29 للألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالصين. فالمنتخب المغربي , الذي سيرفع تحدي الدفاع عن سمعة ألعاب القوى الوطنية في بكين، يتشكل من عدائين متمرسين خاضوا غمار الأولمبياد من قبل وساهموا في تألق ألعاب القوى المغربية إلى جانب الرواد (إبراهيم بولامي و هشام الكروج و نزهة بيدوان ...) ووصيفة بطلة أولمبياد أثينا حسناء بنحسي وأسماء لغزاوي وبطل العالم مرتين جواد غريب وأمين لعلو وغيرهم، ومن آخرين يأملون في تدشين مشوارهم بمعانقة الألقاب في أكبر التظاهرات الكونية على الإطلاق. وتراهن الإدارة التقنية الوطنية على تجربة وحنكة هؤلاء الأبطال في حصد ميداليات تعزز الرصيد المغربي (16 ميدالية,4 ذهبية و6 فضية و6 نحاسية) وتحفظ لألعاب القوى سمعتها وهيبتها التي اكتسبتها منذ دورة روما1960، حيث كان عبد السلام الراضي قد انتزع فضية سباق الماراطون قبل أن يبزغ نجم عويطة والمتوكل وبعدهما حيسو وبولامي والكروج وبيدوان. وكما قال المدير التقني الوطني مصطفى عوشار « لدينا العديد من العدائين الواعدين، اكتسبوا التجربة في كبريات التظاهرات الرياضية، ويمكن الاعتماد عليهم كحسناء بنحسي ومريم العلوي السلسولي وأمين لعلو وجواد غريب وعبد الرحيم كومري وغيرهم». وتعقد الآمال في الصعود إلى منصة التتويج على وصيفة دورة أثينا في سباق800 م حسناء بنحسي، التي أكدت غير ما مرة استعدادها للدفاع عن حظوظها في نيل احدى ميداليات السباق، وعبد العاطي إيكيدر، الذي يشق طريقه إلى فرض نفسه في سباق 1500 م بعدما كان قد سجل ثالث أفضل توقيت عالمي للسنة وأمين لعلو (800 م) ومريم العلوي السلسلولي (5000 م). كما يبقى جواد غريب، بطل العالم مرتين، أمل ألعاب القوى المغربية في نيل ذهبية سباق الماراطون مع الأخذ بعين الاعتبار الانجاز الذي حققه هذه السنة كل من عبد الرحيم الكومري (ثالث أحسن توقيت عالمي للسنة) وعبد الرحيم بورمضان (مركز ثالث في ماراطون يوستن). ويعتبر المدرب الوطني ابراهيم بولامي أن الفريق الوطني يضم عدائين يتوفرون على تجربة كافية تعزز حظوظ المغرب في إحراز ميداليات إلى جانب أبطال شباب قد يدفعهم طموحهم ورغبتهم في تحقيق الذات إلى خلق المفاجأة. وأضاف العداء الدولي السابق أنه في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى، التي تجمع أبرز النجوم العالميين من العدائين والعداءات يكون من الصعب التكهن بحظوظ ذلك العداء أو ذاك، مهما بلغ مستواه ودرجة استعداده باعتبار الضغط النفسي الذي تفرضه المنافسة قبل انطلاقها وأثناءها . وقال «العداؤون المغاربة استعدوا لهذه المنافسات بشكل جيد سواء بالمغرب أو خلال إقامتهم بالعاصمة الصينية بكين وتحذوهم رغبة أكيدة في رفع العلم المغربي عاليا وتكريس تألق ألعاب القوى الوطنية في مختلف الاستحقاقات القارية والدولية، لكن يبقى المضمار هو المحك والاختبار الحقيقي لقدرات ومؤهلات كل واحد منهم».