يشارك المغرب في دورة الألعاب الأولمبية ببكين, بعدائين وعداءات من المتمرسين والشباب, تحذوهم الرغبة في تكريس السمعة الطيبة التي اكتسبتها أم الألعاب المغربية قاريا ودوليا. ويراهن الطاقم التقني للمنتخب المغربي على تجربة وحنكة مجموعة من الأبطال والبطلات, الذين ساهموا في تألق ألعاب القوى الوطنية, وفتوة وطموح آخرين يأملون في تدشين مشوارهم بمعانقة الألقاب في أكبر التظاهرات الكونية. وأكد مصطفى عوشار المدير التقني الوطني, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن العدائين المغاربة يستعدون للمشاركة في الأولمبياد الصيني في أحسن الظروف, مبرزا أهمية العمل الذي قامت به الجامعة في تهييء المنتخب الوطني, وبالتحديد مباشرة بعد مونديال أوساكا2007 , بفضل تظافر جهود كل المتدخلين من عدائين ومسيرين وأطر تقنية. وشدد من جهة أخرى على ضرورة الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة بغية تأكيد الانجازات التي حققها العداؤون خلال الدورات الأولمبية السابقة والحفاظ عليها وضمان استمرار العطاء, خاصة وأن معدل سن الأبطال المشكلين للفريق الوطني لا يتجاوز بالنسبة لأغلبيتهم20 سنة, معتبرا أن هذا المعطى يشكل في حد ذاته حافزا قويا لتحقيق الأفضل. وأضاف أن برنامج إعداد العناصر الوطنية تضمن, بالإضافة إلى التداريب بالمركزين الوطنيين للرباط وإفران, المشاركة في العديد الملتقيات الدولية, ولاسيما بالنسبة للعدائين من المستوى العالي والذين يراهن عليهم في إحراز ميداليات, ومن بينهم على الخصوص حسناء بنحسي وأمين لعلو وعدائين آخرين متخصصين في المسافات المتوسطة. وأشار إلى أن اختيار العناصر التي ستشكل المنتخب المغربي تم بناء على معايير ترتكز أساسا على النتائج التي حققها العداؤون في مختلف الملتقيات الجهوية والدولية, والتي مكنت من تكوين نظرة مسبقة عن المستوى الذي بلغته العناصر الوطنية ومدى قدرتها على التنافس على ميداليات الألعاب الأولمبية المقبلة.( وقال عوشار, إن الإدارة التقنية عملت هذه السنة, ولأول مرة في تاريخ ألعاب القوى الوطنية, على انتقاء العناصر التي تشكل منها الفريق الوطني لسباق الماراطون, وتم اخضاعها لبرنامج خاص للتداريب, ومن أبرزها جواد غريب, بطل العالم مرتين في المسابقة ذاتها, وعبد الرحيم الكومري وعبد الرحيم بورمضان, اللذين حققا هذه السنة توقيتا جيدا. من جهة أخرى, أبرز المدير التقني الوطني »إننا الآن نمر من مرحلة انتقالية خاصة بعد اعتزال صلاح حسيو وابراهيم وخالد بولامي والبطل العالم والأولمبي هشام الكروج والبطلة العالمية نزهة بيدوان, لذلك من البديهي أن نفتقر إلى نجوم عالميين كبار«, مضيفا » لكن نتوفر في المقابل على عدائين واعدين اكتسبوا تجربة كبيرة في كبريات التظاهرات ويمكن الاعتماد عليهم كحسناء بنحسي ومريم العلوي السلسولي وأمين لعلو وجواد غريب وعبد الرحيم كومري وغيرهم«. وأضاف بهذا الصدد, أن الإدارة التقنية أمام ثلاثة أجيال من العدائين, الأول يتكون من حسناء بنحسي وجواد غريب وعبد الرحيم كومري, الذين أعطوا الكثير لألعاب القوى الوطنية وبإمكانهم تقديم المزيد مستقبلا وكذا الاستفادة من تجربتهم, والثاني يتكون من أمين لعلو وحميد الزين ومحمد مستوي وعبد العاطي إكدير, وهو الجيل الذي يشكل حاليا الخلف ويحاول بلوغ أقصى درجات العطاء. وتابع عوشار »أما الجيل الثالث, الذي يوجد في طور التكوين بالمعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط, فيتشكل من عدائين وعداءات تتراوح أعمارهم ما بين15 و19 سنة متخصصين في سباقات800 م و1500 م و5000 م, وهو الجيل الذي يمكن اعتباره مشروع أبطال عالميين«.