أكد العداء المغربي عبد العاطي إكيدير, بما لا يدع مجالا للشك, استعداده الجيد للدفاع عن سمعة ألعاب القوى الوطنية ولقبها الأولمبي في سباق 1500 م, الذي يوجد في حوزة العداء العالمي والأولمبي المعتزل هشام الكروج, وذلك بعدما حجز بطاقته في نهاية السباق يوم الأحد برسم اليوم الثالث من منافسات أم الألعاب, التي يحتضنها الملعب الوطني ببكين, ضمن الدورة ال29 للألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالصين. ففي نصف النهاية بدا إكيدير مصمما العزم على أن يكون بين العدائين الخمسة الأوائل الذين يتأهلون مباشرة إلى السباق النهائي وتفادي الدخول في متاهات الحسابات الضيقة المتعلقة بصاحبي أحسن توقيت بعد المراكز العشرة الأولى في تصفيات المجموعتين. وخاض, وصيف بطل العالم للشبان في المسافة ذاتها, سباقا ذكيا حيث حرص منذ البداية على الحضور ضمن كوكبة المقدمة مفضلا البقاء خلف العدائين المتصدرين واكتفى بالمراقبة دون المجازفة بأخذ المبادرة حتى الستمائة متر الأخيرة عندما انطلق كالسهم فابتعد بأمتار قليلة عن باقي منافسيه إلى غاية ال20 مترا الأخيرة حيث فاجأه الكيني أسبيل كيبروتو كيبروب ليخطف منه المركز الأول قبل أن يتراخى إكيدير بعدما تأكد من ضمان المركز الثاني. وقطع إكيدير مسافة السباق في زمن قدره3 د و37 ث و21 /ج م بفارق17 /ج م فقط خلف صاحب المركز الأول, في حين كان المركز الثالث من نصيب الإسباني خوان كارلوس هيغيرو بتوقيت3 د و37 ث و31 /ج م. وأكد إكيدير في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب السباق أن "التأهل لنهاية سباق1500 م لم يكن سهلا بالنظر إلى قوة المنافسين ورغبتهم في التأهل بدورهم للمنافسة على الذهب الأولمبي" مضيفا قوله "كنت على معرفة مسبقة بأن الطريق إلى النهاية لن تكون مفروشة بالورود وبالتالي وضعت خطة تكتيكية محكمة الهدف منها مراقبة السباق وانتظار الوقت المناسب للانطلاق وضمان أحد المراكز الخمسة الأولى". وأبرز من جهة أخرى أن "إيقاع السباق كان سريعا في البداية لكنه سرعان ما بدأ في التباطؤ وذلك لتخوف باقي العدائين وعدم رغبتهم في المغامرة, لذلك قررت الانسلال في منتصف الدورة الأخيرة لدفعهم إلى رفع الإيقاع من جديد مستغلا سرعتي النهائية والتي كانت مفتاح التأهل". وبخصوص السباق النهائي أكد إكيدير أنه سيكون قويا ونسخة طبق الأصل من نصف النهاية لأن جميع المتأهلين يطمحون إلى إحراز ميدالية أولمبية كيفما كان لون معدنها, مضيفا أنه سيقوم بمشاهدة شريط التصفيات لإعداد الخطة المناسبة ليكون عند حسن ظن المغاربة ويحقق آمالهم المعقودة عليه. وبخصوص الضغط النفسي الذي سيكون على عاتقه خصوصا وأنه الممثل الوحيد للمغرب في النهاية والمدافع عن الذهبية التي أحرزها سلفه الكروج, علما بأنه يخوض الأولمبياد للمرة الأولى قال إكيدير "بطبيعة الحال هناك ضغط نفسي كبير لكن ليس لدي ما أخسره كوني حققت الهدف المطلوب وهو التواجد في النهاية. السباقات الأولمبية تختلف كثيرا عن سباقات الملتقيات الدولية وبالتالي كل شىء وارد فيها إذا ما علمنا أنها تقام مرة كل أربع سنوات والكل يتهيأ لها بشكل جيد للصعود إلى منصة التتويج". في المقابل فشل محمد مستاوي في ضمان التأهل بعدما اكتفى بالرتبة العاشرة بتوقيت3 د و40 ث و90 /ج م, في حين عاد المركز الأول للمغربي الأصل البحريني الجنسية رشيد رمزي (3 د و37 ث و11 /ج م) أمام الفرنسي المهدي باعلا (3 د و37 ث و47 /ج م) والبريطاني آندي باديلي بالتوقيت ذاته (3 د و37 ث و47 /ج م). وحاول مستاوي نهج الخطة ذاتها, التي اعتمدها ه إكيدير لكنه تخلف كثيرا بالإضافة إلى أنه اضطر إلى ملازمة الممر الثالث فبذل مجهودات كبيرة أثرت على سرعته النهائية في الدورة الأخيرة وبالتالي استسلم خصوصا بعدما انتبه إلى أن حظوظه في التأهل تبخرت. وعبر مستاوي عن أسفه لعدم نجاحه في التأهل إلى النهاية خاصة وأنه كان يأمل في اللحاق بإكيدير لتكبر حظوظ المغرب في الظفر بميدالية. يذكر بأن السباق النهائي لمسافة1500 م سيقام يوم الثلاثاء المقبل على العاشرة و55 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي (الثالثة و55 دقيقة بعد الزوال بتوقيت المغرب). وفي نهاية سباق10 آلاف متر لم يقو كل من عبد الله فليل ومحمد الهاشمي في مجاراة إيقاع الإثيوبيين والكينيين واكتفى الأول بالمركز السادس عشر بتوقيت27 د و53 ث و14 /ج م فيما انسحب الثاني من السباق بعد أن عجز عن إتمامه. وكان المركز الأول والميدالية الذهبية قد عادا لحامل اللقب الأولمبي في دورة أثينا2004 بطل العالم وحامل الرقم القياسي للمسافة ذاتها الإثيوبي كنينيسا بيكيلي بتوقيت27 د و01 ث و17 /ج م (رقم قياسي أولمبي جديد) أمام مواطنه سيليشي سيهين (27 د و02 ث و77 /ج م) والكيني ميكاه كوغو (27 د و04 ث و11 /ج م). توفيق صولاجي