بعد كل هذه الأيام التي مرت عن انطلاق فعاليات الدورة ال29 للألعاب الأولمبية ببكين, كانت العداءة حسناء بنحسي وحدها التي تمكنت من تدوين إسم المغرب في السجل الذهبي للبلدان المتوجة في الدورة, بعد نيلها نحاسية سباق800 م, وتبقى الآمال معقودة في أيام المقبلة على بعض العدائين والعداءات وثلاثي التيكواندو غزلان التودالي ومنى بنعبد الرسول وعبد القادر الزروري. ولم يكتب للعداء عبد العاطي إكيدير الفوز بإحدى الميداليات في نهاية سباق1500 م, الذي كان حصان الرهان لتعزيز رصيد المغرب من الميداليات, بعد أن فشلت في ذلك خمس رياضات أخرى, وكانت ستكون الأولى في مشواره الرياضي. فقد كانت للخبرة الكلمة الفصل بتتويج البحريني رشيد رمزي باللقب الأولمبي, الذي كان حلمه اللا متناهي. وكان إكيدير قد خاض سباقي الدور الأول ونصف النهاية بطريقة كانت تنم عن ذكاء وإصرار كبيرين وتمكن من قهر عدائين كان يرشحهم البعض للصعود إلى منصة التتويج وفتح بالتالي باب الأمل على مصراعيه في إعادة الإنجاز الذي حققه هشام الكروج في دورة أثينا والحفاظ على سباق1500 م محمية مغربية بدون منازع. وباكتفاء إيكيدر بمركز سادس (3 د و34 ث و66 ج م), هدم كل الآمال وكذب كل التكهنات بعد فشله في مجاراة الإيقاع الذي فرضه الثلاثي المتوج البحريني رمزي والكينيي أزبيل كيبروتو والنيوزيلندي ويليس نيكولاس, بالرغم من كل المحاولات والجهد المضاعف الذي بذله. وتوج البحريني الجنسية المغربي الأصل رشيد رمزي, بطلا لأولمبياد بكين, قاطعا مسافة السباق في ظرف3 د و32 ث و94 ج م أمام الكيني أوغوستين كيبروب (3 د و33 ث و11 ج م) والنيوزيلندي نيكولاس ويليس (3 د و34 ث و21 ج م). واعتذر عبد العاطي إكيدير, الذي كان لايزال تحت هول صدمة تبخر حلم انتظر تحقيقه لسنوات, عن الإدلاء بأي تصريح واكتفى بإيماءة نابت عما يخالج دواخله. وهي الميدالية الاولي للبحرين في تاريخ مشاركاتها في دورة الالعاب الاولمبية. وسبق لرمزي ان كان اول عداء يمنح البحرين لقبا عالميا عندما توج بذهبية السباق ذاته في بطولة العالم في هلسنكي عام 2005، علما بانه احرز في البطولة ذاتها ذهبية سباق 800 م محققا انجازا فريدا منذ النسخة الاولي في هلسنكي ايضا عام 1983 حيث ان عداء واحدا فاز به علي الصعيد الاولمبي وهو النيوزيلندي بيتر سنيل عام 1964 في طوكيو. علي جانب آخر أكد العداء البحريني رشيد رمزي أنه يهدي الميدالية الذهبية التي فاز بها في سباق العدو 1500 متر ضمن منافسات ألعاب القوة بدورة الالعاب الاولمبية الحالية (بكين 2008) إلي شعبه البحريني وإلي كل العرب وكذلك إلي جميع أصدقائه وأنصاره في كل أنحاء العالم. وقال رمزي في تصريح خاص لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) عقب انتهاء السباق إنه انتظر هذا الفوز كثيرا فهو انتصار طال انتظاره لكنه يعتقد بأنه ما زال يحلم لأنه عندما يستعد اللاعب وتقع عليه ضغوط عديدة يكون الامر في غاية الصعوبة وعندما يكون مرشحا بنسبة 9ر99 % للفوز بالمركز الاول تكون الضغوط أكبر. وأضاف :ان ما تسبب في صعوبة المهمة هو إقامة الاولمبياد في الصين مع وجود فارق كبير في التوقيت ليكون النوم في غير الاوقات التقليدية وهو ما يؤثر كثيرا علي اللاعب لكن تم تجاوز هذه العقبة في طريق الفوز. أما مدربه المغربي خالد بولامي فقال في تصريح خاص ل (د.ب.أ) إن رشيد بطل كبير وتدرب بما فيه الكفاية معربا عن سعادته البالغة بهذا الفوز الذي حمل البهجة لجميع البحرينيين. وأضاف أن رشيد يتمتع بكفاءة عالية ونجح في تحمل ضغوط كبيرة خاصة في بطولات العالم السابقة وكذلك في الدورة الاولمبية الحالية وظهر من نتائجه في التصفيات أنه مرشح قوي وأنه سيقول كلمته في النهائي. وأشار بولامي إلي أن الجانب البحريني لم يكن يريد الادلاء بأي تصريحات لكنه كان متفائلا بإحراز ميدالية السباق. وخيبت مريم العلوي السلسولي, صاحبة أحسن توقيت عالمي السنة الماضية في مسافة 3000 م, الآمال بعد احتلالها المركز الحادي عشر (15 د و21 ث و47 /ج م) في نهاية سباق5000 م, الذي كانت بدورها مرشحة لنيل إحدى ميدالياته وبإجماع أفراد الإدارة التقنية الوطنية. ووقد دخل أربعة عدائين مغاربة آخرين أمس الأربعاء مضمار المنافسة حيث خاض محسن الشهيبي وأمين لعلو الدور الأول لسباق800 م فيما أجري أنس السلموني ومراد معروفيت نصف نهاية سباق5000 م. وفي رياضة التيكواندو كانت غزلان التودالي (أقل من49 كلغ) أول لاعبة مغربية تطأ البساط حيث واجهت صباح أمس الإيرانية خوش جمال سارة.