يرفع الستاراليوم على فعاليات الدورة ال29 للألعاب الأولمبية, التي ستحتضنها بكين إلى24 غشت الجاري, وسيكون الرياضيون المغاربة المشاركون في هذه التظاهرة, أمام تحدي الحفاظ على المكتسبات وتعزيز الرصيد المغربي من الميداليات المحققة في أرقى تظاهرة رياضية عالمية على الإطلاق. ويشارك المغرب في أولمبياد بكين في سبعة أنواع رياضية, هي ألعاب القوى والملاكمة والجيدو والتايكواندو والسباحة والرماية بالنبال والمسايفة, ورصيده لحد الآن19 ميدالية,16 لألعاب القوى منها ست ذهبيات وأربع فضيات وست نحاسيات, وثلاث نحاسيات للملاكمة. ومن خلال التعامل مع لغة الأرقام يبدو أن الرياضيين المغاربة سيخضعون لمحك حقيقي خلال الأولمبياد الصيني, وسيكون عيلهم رفع أكثر من تحدي بدءا بالحفاظ على المكتسبات التي حققتها الرياضة الوطنية منذ دورة1960 , حيث كان لها شرف اعتلاء منصة التتويج لأول مرة بفضل فضية عبد السلام الراضي في سباق الماراطون, وتعزيز رصيد المغرب من الميداليات وتشريفه في هذا المحفل الكوني. ويسود في أوساط البعثة المغربية نوع من الترقب المشوب بالحذر, باعتبار أن المغرب يدخل غمار الأولمبياد, وربما لأول مرة في تاريخ مشاركاته, في غياب أسماء وازنة من شأنها الوقوف الند للند أمام باقي المشاركين مهما اختلفت جنسياتهم ومستوياتهم, وخاصة في رياضة ألعاب القوى. لقد دخل المغرب تاريخ الألعاب الأولمبية من باب ألعاب القوى بعد إحراز عبد السلام الراضي فضية الماراطون في دورة روما, لكن الحصاد كان هشيما خلال الدورات الموالية ولازم التواضع المشاركة المغربية حتى دورة لوس أنجليس, حيث بزغ نجما سعيد عويطة ونوال المتوكل وترصع السجل المغربي بذهبيتي هذين العداءين, الأول في سباق 5000 م والثانية في سباق400 م حواجز. ومنذ دورة لوس أنجليس1984 أضحت أم الألعاب والملاكمة المنقذتان لماء وجه الرياضة المغربية في الدورات الأولمبية, واستمر الوضع كذلك إلى غاية دورة أثينا 2004 حيث تمكنت ألعاب القوى لوحدها من إحراز ميداليات كانت ثلاث منها ذهبيتين (هشام الكروج في1500 م و5000 م ) وفضية لحسناء بنحسي في سباق800 م. وقد لا تشد المشاركة المغربية في دورة بكين عن هذه القاعدة, ذلك أن كل الآمال في الصعود إلى منصة التتويج معقودة على ألعاب القوى والملاكمة, وبشكل أقل على رياضة التايكواندو, بالنظر إلى المكانة التي باتت تحظى بها هذه الرياضة على الصعيدين القاري والدولي فبالنسبة لألعاب القوى سجل العداؤون المغاربة الذين خضعوا لتداريب مكثفة سواء بالمركز الوطني بالرباط أو بمدينة إفران, وشاركوا في بعض الملتقيات الدولية, نتائج مشجعة بدءا بوصيفة بطلة أولمبياد أثينا وحاملة نحاسية بطولة العالم بأوساكا حسناء بنحسي ومريم العلوي السلسولي, كما تعقد أمال كبيرة في نيل إحدى ميداليات سباق الماراطون على جواد غريب بطل العالم مرتين في السباق ذاته, علما بأن الفريق المغربي يتشكل أيضا من عدائين وعداءات شباب. أما رياضة الفن النبيل, التي عززت رصيد المغرب بثلاث نحاسيات للأخوين عبد الحق ومحمد عشيق والطاهر التمسماني, فمن المؤمل أن يحصد الملاكمون بعض الميداليات, خاصة بواسطة المخضرم التمسماني, الذي راكم ما يكفي من الخبرة والتجربة, دون إغفال طموح الملاكمين الشباب كإدريس مساعد والمهدي وثين, بطل العالم للشبان, وغيرهما من ضمن الملاكمين العشرة الذين سيمثلون المغرب في العرس الأولمبي. كما ستكون الأنظار مسلطة على لاعبي التيكواندو الثلاثة, منى بنعبد الرسول وغزلان التودالي وعبد القادر الزروري. فالثلاثة كسبوا خبرة واسعة وأحرزوا ألقابا عربية وقارية, وحققوا نتائج طيبة في كبريات التظاهرات العالمية, ككأس العالم وبطولة العالم ومكنوا المغرب من احتلال مراتب متقدمة على الصعيد العالمي. ولئن كانت رياضة الجيدو حاضرة باستمرار في الدورات الأولمبية, فإنها لم تحقق لحد الآن النتائج المرجوة. ويبقى أمل الجيدو المغربي هو اللاعب الناشىء عطاف صفوان. ولعل أبرز ملاحظة من خلال جرد الأنواع الرياضية التي سيشارك بها المغرب في دورة بكين, تتمثل في غياب الرياضات الجماعية, التي تراجع مستواها وفشلت في ضمان مقعد لها ضمن المنتخبات المشاركة في الأولمبياد, فضلا عن غياب الدراجة المغربية التي توقفت عن الدوران في فلك الأولمبياد منذ دورة لوس أنجليس1984 . ومهما يكن من أمر, فإن المرجو من عناصر الوفد الرياضي المغربي, يبقى هو تمثيل المغرب خير تمثيل وتشريفه, حيث يبقى الحفاظ على السمعة الطيبة التي يحظى بها المغرب على الصعيد الرياضي أكبر تحد يتعين على هؤلاء الرياضيين رفعه.