كباقي المدن المغربية ،فإن ساكنة مدينة تيفلت خلال شهر رمضان تهتم بالجانب الروحي الديني والاجتماعي ، فمع حلول الشهر الكريم تبرز مؤشرات البعد الروحي في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية لدى الساكنة ،حيث تكتظ جنبات مساجد المدينة بالمصلين، لاسيما عند صلاتي العشاء والتراويح، كما تحتضن هذه المساجد طيلة هذا الشهر الفضيل دروسا في الوعظ والإرشاد وتلاوة القرآن وترتيله وتجويده . وتعرف المدينة حركية اجتماعية منقطعة النظير من خلال تنظيم موائد الرحمان ،كما يتم توزيع مجموعة من المواد الغدائية لفائدة الأسر المعوزة ولاننسى التآزر االذي يربط الأسر التيفلتية فيما بينها، وذلك من خلال تبادل الأطباق وتقديم وجبات الفطور للمحتاجين . وللإشارة ففي مدينة تيفلت لازال حاضرا ذلك التلاحم والتآزر والتآخي الذي فقدته العديد من المدن المغربية .وبالنسبة لموائد الإفطار ،فإن المرأة التيفلتية تسعى جاهدة من أجل تهيئ وجبات تشتهر بها المدينة على غرار الملوي، المسمن بمختلف أنواعه ،الحرشة الرزيزة المخيمرات ،بالإضافة إلى الحلويات وأهمها الشباكية وكذلك السفوف . وتعرف المدينة خلال شهر رمضان حركية تجارية مهمة ترتكز بالأساس في زنقة المهندس ،التي لابد لأبناء تيفلت من الذهاب إليها لاقتناء ما تشتهيه أنفسهم من خضر وفواكه واسماك ولحوم وحلويات...... . كما يتم تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية، الفنية والرياضية بهذه المناسبة،حيث تشهد المدينة إقامة مجموعة من دوريات كرة القدم الخاصة بفرق الأحياء لمختلف الفئات ،تستقطب جمهورا غفيرا من عشاق الكرة. وبعد صلاة التراويح تعرف مقاهي المدينة إقبالا غير مسبوق ، حيث يتابع روادها مباريات كرة القدم ويخوضون في مجموعة من المواضيع تهم الأخبار الرياضية ،الوطنية ،الدولية والمحلية . ويعرف شارع محمد الخامس بمدينة تيفلت توافد الأسر والأطفال للقيام بجولات على رصيفه في جو رمضاني بديع، كما يستغلون الكراسي المتواجدة على طوله للجلوس والتحدث فيما بينهم كما تعرف ساحة المغرب العربي بالمدينة اكتضاضا كبيرا بسبب توافد العديد من الأسر رفقة أطفالهم للعب بهذا الفضاء . فعلا مدينة تيفلت جميلة بسكانها الذين يحبون الخير للجميع ،ولازال حاضرا بين ظهرانيهم التآخي والتآزر و»الجورة «.