التغيير لا يمكن أن يتأتى في غياب مشاركة جماعية، واعية، ووازنة للشباب المغربي نحن فصيل من الفصائل المكونة لتجربة حكومية يحق لنا الدفاع عنها أقر المؤتمر الوطني الثالث لمنظمة الكشاف الجوال، بعد نقاش معمق، بالإجماع مشروع القانون الأساسي المعدل ومشروعي القانون الداخلي والوثيقة التوجيهية التي تبلور من خلالها المنظمة مواقفها وتوجهاتها النظرية والفلسفية المرتكزة على المبادئ الكبرى للحركة الكشفية العالمية خاصة الحركة الكشفية التقديمة. وكان المؤتمر الوطني الثالث الذي اختتم أشغاله يوم الأحد الماضي، ببوزنيقة تحث شعار "وقفة كشفية واحدة ...لشعلة تقدمية واعدة" بحضور وفد من الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية يتكون من عبد الصمد الزمزمي، وأنس الدكالي، قد جدد الثقة في وديع درموك كقائد عام للمنظمة لولاية ثالثة بالإجماع بعد انتخاب المجلس الوطني الذي يتكون من 81 عضوا يمثلون فروع المنظمة. وقد شهد المؤتمر، طيلة أيامه الثلاثة، نقاشا عميقا داخل اللجان وخلال الجلسات العامة، حول مختلف الوثائق التي أقرها المؤتمرون بالإجماع بعد أن أدخلت عليها تعديلات جوهرية داخل اللجان التي انبثقت عن المؤتمر بعد انتخاب القائد نجيب خربوش رئيسا للمؤتمر، وهي لجنة القوانين والأنظمة برئاسة القائد خالد البقالي، عهد لها بمناقشة القانونين الأساسي و الداخلي و القانون التنظيمي للمؤتمر، ولجنة الانتداب والترشيح برئاسة القائد عمر منصور التي عهد لها النظر في قانونية المؤتمرين وتلقي الترشيحات للمجلس الوطني والقيادة والعامة تحت رئيس المؤتمر. ومن أهم التعديلات التي أدخلت على القانون الأساسي تقليص المدة الفاصلة بين مؤتمرين من عشر سنوات إلى ستة سنوات، ومنح المزيد من الاستقلالية التدبيرية للفروع المحلية، والتنصيص على البعد الجهوي والإقليمي ضمن الهياكل التنظيمية للمنظمة. ودعا المؤتمر الوطني الثالث لمنظمة الكشاف الجوال، في بيانه الختامي، عموم الشباب المغربي للتسجيل في اللوائح الانتخابية، والمشاركة في جميع المحطات الانتخابية من أجل إسماع صوتهم والإسهام الفعلي في مسار البناء الديمقراطي الذي تعرفه بلادنا، كما دعا المؤتمر مختلف الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين لمواكبة العمل التطوعي والمبادرات التضامنية الجادة والمسؤولة كآلية من آليات تأطير الشباب وترسيخ قيم المواطنة. وأكد المؤتمر على انخراط المنظمة في المشروع الحداثي الديمقراطي، وتشبثها بالانتماء إلى المنظومة الفكرية والتنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية. وسجل المؤتمر باعتزاز الحصيلة الإيجابية والتطور الملموس للامتداد التنظيمي والجغرافي للمنظمة عبر ربوع الوطن كما نوه بالمجهودات التي يبذلها أطر وكفاءات المنظمة خدمة لأهدافها ومقاصدها النبيلة. كما تميزت الجلسة الختامية للمؤتمر بالكلمة التي ألقاها عبد الصمد الزمزمي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والتي أثنى فيها على نجاح أشغال المؤتمر سواء من الناحية التنظيمية بانتخابه قيادة جديدة للمنظمة، أو من حيث جودة الوثائق والأوراق التي ناقشها وأعتمدها المؤتمرون في جو ديمقراطي يعبر على مدى نضج مناضلي ومناضلات منظمة الكشاف الجوال. كما جدد عبد الصمد الزمزمي التأكيد على مواصلة حزب التقدم والاشتراكية دعم هذه المنظمة الشبابية باعتبارها تنظيما موازيا للحزب، على غرار باقي تنظيماته الموازية كالشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب، مبرزا التحديات الكبرى التي باتت تواجه الشباب المغربي في مختلف المجالات الحياتية، وفي مقدمتها تحدي البطالة والتعليم والصحة، إلى جانب التحديات الأخرى المرتبطة كالترفيه والتثقيف من خلال توفير بنية تحتية ملائمة كفضاءات لاستقبال الشباب والعناية بهم، باعتبارهم ركائز أساسية لمسار البناء الديمقراطي والتغيير المجتمعي ببلادنا. وأكد عضو الديوان السياسي عبد الصمد الزمزمي على أن تجديد الثقة في الرفيق وديع درموك كقائد عام للمنظمة، هو اعتراف بالمجهودات التي ما فتئ يقوم بها من أجل بناء منظمة قوية، أصبحت الآن رقما أساسية في الحركة الكشفية الوطنية. يشار إلى أن محمد نبيل بنبعد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية كان قد أكد في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتي التأمت يوم الجمعة 16 يناير الجاري بمقر الجماعة الحضرية بسلا، على الأهمية التي تحظى بها منظمة الكشاف الجوال ضمن التنظيمات الموازية لحزب التقدم والاشتراكية. ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بالمناسبة عموم الشباب المغربي للانخراط في العمل السياسي والجمعوي الجاد من أجل الإسهام في تقدم ورفاه الشعب المغربي وتثمين وتحصين المكتسبات التي أقرها دستور 2011، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني الثالث لمنظمة الكشاف الجوال ينعقد في ظرفية متميزة على اعتبار أن السنة الجارية هي سنة انتخابات بامتياز ويتعين على جميع التنظيمات الموازية للحزب ضمنها منظمة الكشاف الجوال رفع منسوب التعبئة وسط الشباب وعموم المواطنين من أجل الإسهام المكثف والقوي في مختلف العمليات الانتخابية التي ستعرفها بلادنا بداية من شهر يونيو المقبل. وجدد محمد نبيل بنعبد التأكيد على أن التغيير لا يمكن أن يتأتى في غياب مشاركة جماعية واعية ووازنة للشباب المغربي باعتباره قوة وفاعل أساسي لأي تغيير منشود، مشيرا إلى أن بعض الأوساط الشبابية التي تروج لعدم التسجيل في اللوائح الانتخابية تقدم خدمة مجانية للمفسدين. وحول ما يعتبره البعض بحملة انتخابية سابقة لأوانها، من خلال التجمعات التنظيمية والتأطيرية التي يقوم بها حزب التقدم والاشتراكية، أكد الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، على أن العمل الذي يقوم به الحزب هو تأطير المواطنين وحثهم بشكل يومي على المشاركة والمساهمة في العملية السياسية وفي مقدمتها المشاركة في مختلف العمليات الانتخابية، وهو معتز بذلك، لأن ذلك يدخل في صلب وظيفته، وهو يمارس السياسي مرفوع الرأس ولا يمكنه أن ينخرط في جوقة من يبخسون العمل السياسي. وأوضح نبيل بنعبد الله أن الدستور الذي أقره المغاربة، يؤكد على الوظيفة التأطيرية للأحزاب السياسية، وبالتالي فالعمل اليوم إلى جانب المواطنين والالتقاء معهم في مختلف الفضاءات يعد حملة انتخابية يومية يقوم بها حزب التقدم والاشتراكية وأنه يتحمل المسؤولية في ذلك. وأفاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الانتخابات المقلبة ستعطي الدليل على صحة الاختيارات التي قام بها الحزب بشكل واع وفي إطار تفكير جماعي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مشيرا إلى أن التجربة الحكومية التي انخرط فيها حزب التقدم والاشتراكية هي تجربة ناجحة سواء على المستوى السياسي أو على مستوى الانجازات والإصلاحات الكبرى التي باشرتها. وفي السياق ذاته، قال نبيل بنعبد الله "نحن فصيل من الفصائل المكونة لهذه التجربة الحكومية، ويحق لنا أن ندافع عنها، لأننا جزء منها، ولاحق لأي أحد أن يصادر لنا هذا الحق، فقد اخترنا ترتيب البيت العام الذي ننتمي إليه، وليس البت الداخلي".