بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اجتماع في نيويورك، الأحد الماضي، الأخطار التي يشكلها تنظيم "داعش" المتطرف، كما أفاد مسؤول كبير في الخارجية الأميركية. وقال الدبلوماسي الأميركي الكبير، إن الوزيرين التقيا في أحد فنادق نيويورك على مدى نحو ساعة من الوقت وقد تباحثا خلال اجتماعهما في سير المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، "كما بحثا أيضا الأخطار التي يشكلها تنظيم داعش". ولطالما اعتبرت إيران العدو اللدود للولايات المتحدة، كما أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ 34 عاما، إلا أن واشنطن باتت تعتبر أن لطهران "دورا" تقوم به في محاربة جهاديي تنظيم داعش. وفي ما يتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي استؤنفت في نيويورك يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بين طهران ومجموعة 5+1 الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. قال الدبلوماسي الأميركي، إن الوزيرين ناقشا "الخطوات التي أنجزت والعمل الذي ما زال يتعين القيام به لحل هذا الملف قبل حلول مهلة 24 نوفمبر المحددة للتوصل إلى اتفاق يجعل من المستحيل على إيران امتلاك السلاح النووي، لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها". كما اتفق الوزيران، بحسب المصدر نفسه، على أن يلتقيا مجددا في نيويورك الأسبوع المقبل "إذا كانت هناك ضرورة لذلك". وأكد الوزير الأميركي أنه يرفض أي تعاون أو "تنسيق عسكري" مع إيران، العدو الطبيعي للتنظيم السني المتطرف "داعش"، ولكنه منفتح على مواصلة الحوار الدبلوماسي معها. وعلى مستوى آخر، جدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تأكيد موقف بلاده القاضي بعدم مشاركتها في أي ضربات جوية أو في تدخل بري في العراق في عملية دولية لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال شتاينماير، في تصريح للقناة الأولى للتلفزيون الألماني الأحد الماضي، إن المهام موزعة بين الدول من أجل مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية". واعتبر الوزير، في رد على بعض الأصوات التي تطالب ألمانيا بالاضطلاع بدور أقوى في الأزمة التي تشهدها العراق كالمشاركة في مراقبة الأجواء بشمال البلاد، أن هذه المطالب "لا تنسجم مطلقا مع فحوى المباحثات الجارية بين ألمانيا و شركائها الدوليين ". وأوضح وزير الخارجية أن القرارات التي اتخذتها حكومة بلاده كإرسال أسلحة إلى المقاتلين الأكراد بشمال العراق تكمن في تعزيز قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم ضد اعتداءات تنظيم "الدولة الإسلامية" ، مشيرا إلى أن هذه القرارات لم يكن من السهل الحسم فيها. ورفض الوزير فرضية أن تضع الضربات الجوية، التي تشارك فيها كل من فرنساوالولاياتالمتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بلاده تحت الضغط. وأضاف في ذات السياق أن بلاده أخذت نصيبها من المسؤولية الدولية في مواجهة (داعش)، معتبرا أن حصة برلين مهمة في شمال العراق فيما تتحمل كل دولة مسؤوليتها. وكانت ألمانيا قد قررت إرسال أربعين جنديا إلى أربيل (شمال العراق) لتدريب المقاتلين الأكراد على أسلحة ألمانية كالدبابات والرشاشات وغيرها، واستقدام ثلاثين كرديا إلى ألمانيا للاستفادة من تدريب على استخدام صواريخ "ميلان" المضادة للصواريخ ، الألمانية الصنع. وومن جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن بلاده لن تشارك عسكريا في التحالف الدولي لمحاربة (داعش) بل سياسيا. وأوضح باسيل، في كلمة خلال لقاء مع الجالية اللبنانية بلوس أنجلس، تداولتها وسائل الإعلام الأحد، أن لبنان يشارك في التحالف الدولي "سياسيا" لأنه في قلب المعركة ويحارب (داعش) على أرضه، مشددا على أن بلاده "لن تكون مقر هجمات لقوى أجنبية على هذا التنظيم في المنطقة". وقال إن لبنان لن يكون ممرا لطائرات التحالف، فالمعركة على أرضنا ومن يريد المساعدة فليساعد جيشنا ونحن نقوم بالمهمة"، مضيفا أن جيش بلاده "لا يملك طائرات لتقديمها لضرب داعش ولا سلاح لدينا، بل على العكس، نحن بحاجة لسلاح وطائرات ومال، والدول المشاركة تتفهم وضعنا". وشدد باسيل على أهمية سحب (داعش) من العقول، وهذا ما يستدعي ضرورة تشجيع "الاعتدال الاسلامي ليحارب هذا التنظيم حتى لا يتمدد لعقول الناس". وكان باسيل قد أكد في اجتماع جدة الأخير حول التحالف الدولي، أن بلاده "شريكة العالم في محاربة الإرهاب".