هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"داعش" أداة لإشعال حرب دينية وبدء مخطط التقسيم في العراق والشام: دول الخليج العربي على قائمة مشروع الفوضى الخلاقة.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 22 - 09 - 2014

ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية من ضغوطها خاصة على الدول العربية لتقدم مزيدا من الدعم المادي ولترسل قواتها البرية والجوية للمشاركة في الحرب التي تريد واشنطن شنها على تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا. في المقابل يستمر تردد العديد من الحكومات العربية في الإستجابة للطلبات الأمريكية خاصة مع تزايد الشكوك حول أبعاد المخططات التي يضعها البيت الأبيض وعلاقتها بمخطط الشرق الأوسط الكبير القاضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أسس عرقية ودينية ومناطقية. الحكومات العربية ليست وحدها المترددة في ركوب قطار المشروع الأمريكي، فالعديد من حلفاء الولايات المتحدة حتى هؤلاء المنضوين تحت لواء حلف شمال الأطلسي لا يرغبون في الذهاب بعيدا في دعم البيت الأبيض.
مصادر رصد عديدة ربطت بين أحداث زادت من حالة عدم الإستقرار في المنطقة العربية وخاصة في اليمن وليبيا ولبنان والأردن وبعض مناطق شمال أفريقيا، والضغوط الأمريكية.
جيوش من سبع دول عربية
قال الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يوم الأحد 21 سبتمبر فى مقابلة مع صحفيين يرافقونه فى رحلته من ليتوانيا إلى كرواتيا، حيث يحضر مؤتمرا لحلف شمال الأطلسى، أن خطة الحملة العسكرية التي وضعتها بلاده والتي تستهدف استعادة الأراضي العراقية الخاضعة لسيطرة داعش، تتطلب مهاجمة المتطرفين من اتجاهات عدة وبشكل متزامن. ويتوقف نجاح هذه الخطة على تقديم الدول العربية للمزيد من المساعدات وأضاف: "نريدهم أن يستيقظوا كل صباح ليدركوا أنهم محاصرون من عدة اتجاهات".
وأضاف: "نهدف إلى جعل التنظيم منتبها إلى نحو خمسة اتجاهات مختلفة". وشدد ديمبسى على أهمية مشاركة المزيد من الدول العربية في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة. ووصف ذلك بأنه شرط أساسي لموافقة الرئيس باراك أوباما على خطة الحملة العسكرية.
وقال مرافقون لديمبسى ومتتبعون في العاصمة الألمانية برلين أن القيادة الأمريكية تريد تشكيل قوة تدخل عربية مكونة من حوالي 120 ألف جندي من سبع دول عربية تكون مهمتها قتال داعش على الأرض العراقية أولا ثم التوسع لاحقا إلى داخل الشمال الشرقي لسوريا مما سيتيح خلق وضع يمكن من خلاله تعزيز ما يوصف في الغرب بالمعارضة السورية المعتدلة وبالتالي إسقاط النظام السوري.
وكان أوباما قد اطلع على الخطة منتصف شهر سبتمبر ولكنه لم يوافق عليها بعد. ومن المنتظر أن يدفع توقيع أوباما على الخطة بالحملة إلى مرحلة جديدة، يمكن تنفيذها بمشاركة عدد أكبر من طائرات الائتلاف وعبر توسيع نطاق إعادة بناء العناصر الرئيسية في الجيش العراقي. وصرح أوباما بشن غارات جوية أمريكية فى العراق في الثامن من أغسطس، وفى وقت سابق شهر سبتمبر، كما أعلن عن بذل المزيد من الجهود التي تتعلق بتشكيل حكومة تتمتع وتكون أكثر شمولية فى بغداد. وتتضمن هذه الخطة امتداد الغارات الجوية لتشمل سوريا المجاورة، إلا أن ديمبسى قال إن أولوية وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" القصوى هي دفع الحملة العسكرية في العراق. وأعلن عدد من الدول العربية بما في ذلك الأردن والمملكة العربية السعودية عن دعمها للجهود الأمريكية ولكنها لم تعلن التزامها بالاضطلاع بأي دور هجومي في العراق. وقال ديمبسى إن مشاركة المزيد من الدول العربية من شأنه إضفاء قدر أكبر من الاستدامة على الحملة في العراق، كما ستجعلها "أكثر مصداقية مما يعنى أن الأمر لا يتعلق بالولايات المتحدة فحسب، لا سيما وإنها قضية إقليمية ودولية". وبمرور الوقت، يتعين على قوات الأمن العراقية والميليشيات الكردية أن تكون قادرة على الاستفادة من الغارات الجوية التي ينفذها الائتلاف عن طريق تنفيذ عمليات برية من أجل استعادة الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، بحسب الجنرال. وأضاف ديمبسى أن هذا ما بدأ بالفعل مع إحراز القوات العراقية تقدما محدودا في منطقة بابل جنوبي بغداد، حيث يقوم المتطرفون بتنظيم قواتهم. ودون الإشارة إلى أقاليم أو بلدات بعينها، أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن شن غارات جوية في جنوب العاصمة العراقية. وقالت يوم السبت 20 سبتمبر على سبيل المثال إن غارة نفذت في جنوب غرب بغداد أسفرت عن تدمير قارب تابع للتنظيم ينقل إمدادات عبر نهر الفرات. وأشارت الولايات المتحدة يوم الجمعة 19 سبتمبر إلى أنها هاجمت وحدة برية تابعة للتنظيم جنوب غرب بغداد.
مصادر تتبع مسار الغارات الجوية الأمريكية أشارت إلى أن انتقال جزء من الضربات إلى مناطق في جنوب وغرب بغداد يؤكد أن المقاتلين الذين يسعون لإسقاط النظام القائم في بغداد وبغض النظر عن هويتهم أو إنتمائهم إلى المقاومة العراقية أو تنظيم داعش يوشكون على تطويق العاصمة العراقية ولم يتبق لهم سوى الجناح الشرقي ولهذا تتسرع واشنطن في إيجاد معادلة لإشراك إيران دون أن تقدم لها مقابلا كبيرا.
تقاسم المصالح والغنائم
يوم الجمعة 19 سبتمبر 2014 قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن لإيران دورا ينبغي ان تلعبه في تحالف عالمي لمواجهة خطر "داعش"، وذكر أمام اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "التحالف المطلوب للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية ليس تحالفا ذا طابع عسكري فقط أو حتى ليس تحالفا عسكريا بالأساس".
وأضاف "يجب أن يكون تحالفا شاملا وأن يشتمل على تعاون وثيق يجمع ضروبا متعددة من الجهود. الأمر يتعلق بشبكة شاملة تدمر وتشوه سمعة طائفة متشددة تتنكر في هيئة حركة دينية". وأضاف "لكل دولة في العالم تقريبا دور بما في ذلك إيران".
ومثلت تصريحات كيري تحولا عن تصريحات أمريكية سابقة أشارت إلى إحجام عن التعاون مع إيران لمواجهة تهديد داعش.
ودعت الولايات المتحدة التي ترأس مجلس الأمن الدولي لشهر سبتمبر لهذا الإجتماع بشأن العراق مع بنائها تحالفا دوليا عسكريا وسياسيا وماليا لدحر تنظيم داعش.
وكان الزعيم الأعلى لإيران على خامنئي قد قال في منتصف سبتمبر إنه رفض عرض واشنطن إجراء مباحثات بشأن مكافحة داعش. وقال كيري إنه رفض الانجرار إلى "تجاذب"مع إيران بشأن هذه القضية.
وصرح عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني لمجلس الأمن إن "الجمهورية الإيرانية هي البلد الوحيد في المنطقة القادر والذي أظهر تصميما قاطعا على مساعدة الحكومة العراقية والتنسيق معها لمساعدة كل من يهددهم تنظيم الدولة الإسلامية. "أي مبادرة حقيقية وصادقة لمعالجة أزمات المنطقة لابد وأن تخرج من المنطقة وتقوم على أساس التعاون الإقليمي. مكافحة التطرف ليس استثناء".
ويوم الأحد عقد كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف محادثات ثنائية على هامش التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث كان تنظيم الدولة الإسلامية والبرنامج النووي الإيراني من بين موضوعات النقاش الرئيسية.
ووافق مجلس الأمن يوم الجمعة 19 سبتمبر على بيان يحث "المجتمع الدولي وفقا للقانون الدولي على تعزيز وتوسيع المساندة للحكومة العراقية وهي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها".
وقد قدر نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعراق إن الأمم المتحدة تقدر أن نحو 8500 شخص قتلوا خلال اشتباكات في العراق منذ يناير كما أصيب أكثر من 16 ألفا.
ويسجل أنه بإستثناء فرنسا فإن الدول الغربية الآخرى أكثر إحجاما عن المشاركة في شن هجمات عسكرية إلى جانب واشنطن. ونبه فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة إلى ضرورة أن يتفق أي عمل يقوم به تحالف دولي ضد تنظيم داعش مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وقال إن روسيا تشعر "بقلق بالغ" من احتمال شن هجمات جوية ضد المتشددين في سوريا دون موافقة الحكومة السورية.
وأردف قائلا لمجلس الأمن الدولي إن "العمليات الدولية لمكافحة الإرهاب لابد وأن تنفذ إما بموافقة الحكومة صاحبة السيادة أو بموافقة مجلس الأمن الدولي. "أي خيارات آخرى تعتبر غير شرعية وتقوض الاستقرار الدولي والإقليمي وستعتبر عدوانا".
في رد على تحذيرات الكرملين توقعت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، سمانثا باور، يوم الأحد 21 سبتمبر، أن لا تكون الولايات المتحدة وحيدة في شن غارات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا، على الرغم من أنها قالت إنه "لم يتم اتخاذ قرارات بهذا الشأن بعد".
وصرحت باور لشبكة "سي بي اس"، أن "الرئيس باراك أوباما قال إننا لن نسمح بأن يكون للتنظيم ملاذ آمن في سوريا، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد حول كيفية القيام بذلك". وفي مقابلة منفصلة مع شبكة "ايه بي سي"، قالت باور "أتوقع أن لا نشن الغارات الجوية لوحدنا، في حال قرر الرئيس شن غارات جوية".
وبشأن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن إيران سيكون لها دور في الحلف، قالت باور "أعتقد أن الوزير قصد أن إيران أوضحت أنها تعتبر تنظيم الدولة الإسلامية عدوا وتهديدا لها". وأضافت "وفي هذا الشأن، فإن جميع عملياتنا تتمحور حول هدف إضعاف وتدمير التنظيم، ونحن ننتظر لسماع ما إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها أن تلعب دوراً بناء".
في المقابل، وصفت باور الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "شريك لا يمكننا الاعتماد عليه"، واتهمته "بعدم ملاحقة تنظيم داعش، وبشراء النفط منه، عندما سيطر على حقول النفط".
وذكرت في مقابلتها مع ايه بي سي، "نحض إيران على استخدام نفوذها لدى النظام السوري فعليا، لتغيير تكتيكاته، والتوصل إلى الحل السياسي الذي نحتاج إليه، لمعالجة أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة".
سياسة هزلية
يذكر أن رئيس البرلمان الروسي سيرجي ناريشكين صرح يوم الثلاثاء 16 سبتمبر خلال حفل افتتاح دورة الخريف لمجلس النوب الروسي "الدوما" "إن السياسة الهزلية غير المسئولة التي تتبعها الولايات المتحدة وتلك الدول التي تدور في فلكها تدفع العالم إلى هاوية حرب باردة جديدة".
في حين نأت ألمانيا أكثر عن واشنطن حيث رفض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مجددا اضطلاع بلاده بدور عسكري أقوى في قتال داعش.
وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني، قال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم يوم الأحد 21 سبتمبر إن التحالف الدولي الذي تم تشكيله قبل فترة قصيرة سيعمل بصورة تقاسمية، "نحن لدينا قسمنا وقد اضطلعنا بحجم كبير من المسؤولية في شمال العراق"، مشيرا إلى أن هناك "دولا أخرى لها واجبات أخرى، كالفرنسيين مثلا بمساندتهم لطلعات الدعم الجوية للأمريكيين".
وقال شتاينماير أنه "إذا فعل الجميع مثل هذا الشيء ، فلن نزيد، فالعملية حتى الآن تقاسمية".
واختتم شتاينماير تصريحاته بالقول:"ولا أرى أننا مدفوعون للمشاركة في الدعم الجوي أو حتى كما ادعى البعض أننا على وشك إرسال جنود للعمل على الأرض في العراق، فهذا الأمر ليس موضع نقاش بالنسبة لنا".
يذكر أن العديد من القوى السياسية في ألمانيا تؤكد أن برلين لن تسقط في نفس الفخ الذي أدى إلى إرسالها قوات للقتال في أفغانستان منذ سنوات لمساندة الولايات المتحدة.
تحريك مستنقع الصراعات الطائفية
يرى محللون أن الصراع الدائر حول ما يسمى تنظيم داعش يتطابق كليا مع نظرية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة للفوضى الخلاقة. فإضافة إلى محاولات جر الدول العربية إلى المشاركة في الحرب، تجرى واشنطن مساومات مع طهران بنفس الهدف، الأمر الذي سيولد على الساحة وفي ظل التركيز الغربي على الشحن في مستنقع العداء والصراع الطائفي أرضية لصراع سني شيعي أوسع يمهد الطريق لتقسيم المنطقة. في نفس الوقت يسجل أن تحركات داعش في الثلث الأخير من شهر سبتمبر ضد الأكراد في شمال شرق سوريا تخدم المسعى الأمريكي لتبرر لجزء من الأتراك ضرورة إشراك أنقرة في الصراع رغم التردد العلني للحزب الحاكم، وخشية جزء من الطبقة السياسية التركية من أن تقود السياسة الأمريكية إلى تعزيز حركة الإنفصاليين الأكراد الذين يخوضون منذ أكثر من ثلاثة عقود حربا ضد أنقرة خلفت أكثر من 86 ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى.
يوم السبت 20 سبتمبر أطلق متشددون أكراد في تركيا دعوة جديدة لحمل السلاح للدفاع عن مدينة حدودية في شمال سوريا في مواجهة زحف مقاتلي تنظيم داعش في الوقت الذي استعدت فيه السلطات التركية والامم المتحدة يوم الأحد لزيادة كبيرة في تدفق اللاجئين.
ومنذ يوم الجمعة فر نحو 70 ألف كردي سوري إلى تركيا في الوقت الذي استولى فيه مقاتلو داعش على عشرات القرى قرب الحدود وتقدموا صوب مدينة عين العرب الحدودية التي تعرف في الكردية باسم كوباني.
وجدد حزب العمال الكردستاني الذي أمضى نحو ثلاثين عاما في القتال من أجل إقامة دولة مستقلة لاكراد تركيا دعوته لشباب الأكراد في جنوب شرق تركيا لحمل السلاح والتوجه إلى كوباني لانقاذها.
وذكر الحزب في بيان على موقعه على الانترنت "إن دعم هذه المقاومة البطولية ليس مجرد دين في أعناق الاكراد بل كل شعوب الشرق الاوسط. فالاكتفاء بتقديم الدعم ليس كافيا ولابد أن يكون المعيار هو المشاركة في المقاومة.
وأذاعت محطة إذاعية تبث ارسالها من كوباني أغاني وطنية باللغة الكردية عن بطولات مقاتلين وعن الاستشهاد كما أذيعت تسجيلات لقائد حزب العمال الكردستاني مراد كاراييلان لتعزيز الدعوة لحمل السلاح.
وقد انسحبت القوات الكردية من 100 قرية على الأقل على الجانب السوري منذ بدأ هجوم المتشددين يوم الثلاثاء 16 سبتمبر.
وزادت واشنطن وبعض الدول الغربية اتصالاتها بالحزب السياسي الرئيسي لأكراد سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي منذ حقق تنظيم الدولة تقدما خاطفا في العراق في يونيو الماضي. وللحزب جناح عسكري اسمه وحدات حماية الشعب.
وتقول وحدات حماية الشعب إن لديها 50 ألف مقاتل ويجب أن تكون شريكا في التحالف الذي تحاول الولايات المتحدة تكوينه.
لكن الأحداث قد تثبت أن مثل هذا التعاون أمر صعب بسبب صلات أكراد سوريا بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية بسبب الحملة المسلحة التي شنتها في تركيا، غير أن مصادر رصد أوروبية أشارت إلى وجود اتصالات بين المخابرات الأمريكية وقيادات من حزب العمال الكردستاني.
ويتهم حزب العمال حكومة أنقرة بدعم تنظيم الدولة الإسلامية سرا في إطار إستراتيجية لسحق الحركة الكردية وقال في بيان له إن أنقرة متواطئة في الهجوم على كوباني في "حرب قذرة".
وكانت أنقرة قد أيدت جماعات من المعارضة السورية تقاتل لإسقاط حكم الأسد لكنها نفت بشدة مرارا أنها أيدت الدولة الإسلامية أو أي جماعات متشددة وقالت إنها تمثل تهديدا أمنيا كبيرا لتركيا.
الحرب الطائفية
حذرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مؤخرا علي لسان الكاتب روبرت فيسك من اندلاع حرب طائفية في الشرق الأوسط بين المسلمين السنة والشيعة، وهو ما يهدد ليس بتقسيم العراق وحده إلي دولة كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب، بل كذلك سوريا ولبنان.
ويحذر خبراء من انتقال نيران الفتنة الطائفية من العراق وسوريا إلي دول الخليج التي تقطنها أقلية شيعية لا يستهان بها وتقول تقارير أمريكية أنها تدين بالولاء إلي إيران أكثر من ولائها لأوطانها. ويحذر خبراء آخرون من الفتنة الطائفية في ليبيا التي يحركها الإخوان والغرب لتوريط الجيش المصري في صراع طويل لإنهاكه تمهيدا لتقسيم المنطقة.
اللواء الدكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية في مصر والمحاضر في عدة معاهد خارجها يؤكد أن مخطط إثارة الفتن الطائفية في الدول العربية بدأ منذ التصريحات الأمريكية عن الفوضي الخلاقة، مشيرا إلي أن الفوضى الخلاقة التي يرعاها النظام الأمريكي، هدامة بدأت بهدم الدول العربية منذ احتلال العراق ومازال العمل علي تنفيذها بكل الطرق، سواء عبر القوي الناعمة، أو الاحتواء الدبلوماسي المشروط، أخيرا باستخدام الفتنة الطائفية للسيطرة المطلقة علي المنطقة، وحماية مصالح النظامين الإسرائيلي والأمريكي، مع العلم بأن الأمن القومي الإسرائيلي جزء من الأمن القومي الأمريكي، ولكي يؤمن أمنهما لابد من كبش فداء، وهي الشعوب العربية، والطريق الأسهل دائما لهزيمة هذه الشعوب التي يجمعها دين ولغة واحدة، وعادات وتقاليد متشابهة، هي الفتنة الطائفية العقائدية.
وأضاف اللواء نبيل فؤاد أن نتيجة الفوضى الهدامة واستخدام سلاح الفتنة الطائفية ضد الدول العربية واضحة، فالدول العربية معظمها غارق في دوامة الحروب الأهلية، والفتن والصراع علي السياسة الذي يحركه في الغالب التعصب القبلي أو الديني العقائدي، مما يزيد العرب تخلفا وعجزا هذا في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل في ركاب التقدم دون توقف.
ويري اللواء فؤاد أن خطة الإدارة الأمريكية لتفتيت وتقسيم الدول العربية بسلاح الفتنة الطائفية، بدأت تؤتي بثمارها في العراق بنجاح، وانتقلت إلي سوريا وليبيا.
ويفسر فؤاد ما يحدث في العراق، قائلاً: إن العراق للسنة والشيعة معاً منذ مئات السنين، ولا خلاف علي ذلك، إلا أن حركة "داعش" التي تسعي لإنشاء دولة إسلامية في العراق والشام، جاءت بالفتنة الطائفية من أوسع الأبواب بين السنة والشيعة، بعد أن تدربت علي الأراضي السورية لتنفيذ خطتها والوصول لدولتها المزعومة التي تسعي لإقامتها علي أنقاض وجثث دول عريقة.
وأكد أن خطة إسقاط العراق وتقسيمه يمكن استخدامها أيضا ضد دول عربية أخري مثل السعودية التي يعيش في شرقها عدد مهم من الشيعة، لذلك من الممكن أن تصيبها شرارة الفتنة بسهولة، وكذلك الحال في البحرين، أما الإمارات فيؤكد أن 84 في المئة من عدد سكانها أجانب، ما بين هنود وباكستان، في حين أن مواطنيها الأصليين لا يتعدون 16 في المئة فقط من عدد سكان الدولة، وهكذا فإن إحداث فتنة أو شغب في الإمارات قد يعتبره البعض أمرا سهلا ويمكن أن يحدث بمجرد استدعاء العداء القديم بين الهنود والباكستانيين، هذا إضافة إلي تنوع المقيمين الأجانب ما بين سنة وشيعة فالتركيبة السكانية للإمارات يمكن اللعب عليها لصالح أعدائها.
وتطرق فؤاد في حديثه إلي دول الخليج العربي ومدي إمكانية تعرضها لفتنة طائفية مفتعلة، قائلاً: إن الغرب يعتبر دول الخليج هشة يسهل العبث بداخلها خاصة من قبل المخططين الأمريكيين خاصة على ضوء تقديره لطبيعة البناء المجتمعي فيها، الذي تسوده حسب معاهد الأبحاث الأمريكية ثقافة القبلية والتعصب العقائدي.
وعن إمكانية استخدام سلاح الفتنة الطائفية ضد مصر يؤكد اللواء فؤاد أن مصر ذات طابع خاص تنفرد به عن كل الدول العربية، فهي تتميز بمجتمع متماسك، وغير قابل للانقسام، مشيرا إلي أن محاولات أمريكا وإسرائيل لتفتيت الشعب المصري باءت جميعها بالفشل، ومازالت مصر متماسكة حتي الآن، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها، وهذا خير دليل علي فشل إقحام مصر في غيبوبة الفتنة الطائفية، هذا إضافة إلي أن الجيش المصري يعد من أحد أقوي جيوش المنطقة، ومن المحال أن تؤثر فيه جماعات إرهابية مثل داعش، وهو قادر علي ردعها جيدا لذا فهي لا تتجرأ علي الاقتراب من مصر.
محللون آخرون لم يتفقوا اللواء فؤاد بشأن مناعة مصر من الفتن الطائفية، وأشاروا أنه كادت أن تقع حرب بين المسلمين والأقباط الذين قد يصل عددهم في مصر إلى 8 ملايين نسمة خلال حكم الرئيس محمد مرسي، كما أن أرضية الصراعات القبلية موجودة بقوة في صعيد مصر حيث يمكن إشعالها.
اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج اتفق مع الدكتور نبيل فؤاد فيما يخص الفتنة الطائفية في الدول العربية، وعن كونها سلاحا بتارا في أيدي أمريكية تعمل دائما لصالح إسرائيل وتعزيز موقفها في المنطقة، قائلا: إن الهدف من إشعال نار الفتنة في الدول العربية هو الإبقاء عليها ضعيفة وغير قادرة علي النهوض، كما يراها بلال توضح أطراف خطة تقسيم الدول العربية بسلاح الفتنة، قائلا: إنه في عام 2011 انسحبت بعض القوات الأمريكية من العراق وبقي البعض الآخر بحجة تدريب الجيش العراقي، ومع بداية ما سمي بالربيع العربي في مصر وسوريا واليمن وليبيا، كانت الخطة الأمريكية أن تسيطر تنظيمات الإخوان علي الحكم في المنطقة، وبالتالي تضمن أمريكا تأمين مصالحها لما بين الطرفين من تنسيق واسع منذ عقود، وأكبر دليل علي ذلك اتفاقية 2012 بين مصر وحماس وإسرائيل علي يد الإخوان، لذا وبعد اطمئنان أمريكا علي إسرائيل من جانب مصر وحماس بدأت تعد العدة لضرب سوريا جوا في عام 2013 بحجة تدمير مستودعات الأسلحة الكيماوية، ثم قامت الثورة في 30 يونيو في مصر لتنقلب الموازين وتسقط نظام الإخوان وتغير أمريكا حساباتها وتعدل عن ضرب سوريا، وهنا اتجهت أمريكا إلي استخدام الخطة البديلة عن الضرب العسكري، وهي إشعال نار الفتنة الطائفية في الدول العربية لهدمها وتفتيت قواها وتقسيم أراضيها، عن طريق داعش وغيرها كبديل للإخوان في المنطقة. لقد تم تدريب مقاتلي داعش علي الأراضي العربية بأموال وخبرات أمريكية، ثم اتجهت إلي العراق لتكون دويلة علي أرض الواقع بالقرب من الحدود السورية، وسيبدأ تقسيم العراق بعد هذه الأحداث في كردستان، ثم جنوب العراق الشيعي، والوسط السني.
ويضيف اللواء بلال أن الأحوال لم تختلف كثيرا في ليبيا، لذا فهي تمثل خطورة كبيرة علي مصر، ولابد أن يؤمن الجيش المصري الحدود المشتركة بأيد من حديد.
ويؤكد عباس الطرابيلي، الكاتب الصحفي، أن الفتنة الطائفية في العراق وسوريا وليبيا واليمن أصبحت واقعا مرا يدركه الجميع ويشاهد نتائجه المأساوية كل يوم، أما المجازر التي تمت في شمال العراق مؤخرا علي يد داعش الإرهابية وما أشعلته من فتنة وصراع بين الشيعة والسنة، فهي كارثة محققة واختراق للأمن القومي العربي، جاء بعد تخطيط ذكي من طرف يعلم جيدا ما يريده من وراء هذه الفتنة، كما يعلم جيدا، كيفية تحقيقها، فاختيار شمال العراق كان اختيارا خبيثا ذكيا، لأنه دولة شبه مستقلة واقتحامها أمر سهل علي خلايا داعش، ومنها إلي وسط العراق، ثم تنتقل عدوي الفتنة إلي باقي الدولة.
أما عن ليبيا فيقول الطرابيلي: إن الإخوان يخربون فيها وخلفهم المحرك الحقيقي للحرب الأهلية والفتن في ليبيا وهي القوي الغربية، إذ نستطيع أن نقول شرارة الفتنة في ليبيا غربية بأيدي إخوانية، وهذا شيء متوقع من الدول الغربية لأن ليبيا أحد أكبر دولة بترولية في أفريقيا.
أما تونس واليمن وسوريا فيؤكد الطرابيلي أن الصراع داخلها ديني في المقام الأول، ما بين الفكر المتطرف ومنه الشيعي والسني في هذه الدول، مشيرا إلي أن هذه الفتن تصب جميعها في صالح الغرب وإسرائيل.
يذكر أن وثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية تم الكشف عنها سنة 2013 أظهرت انتهاج إدارة أوباما لسياسة الدعم السري لجماعة الإخوان، وحركات الإسلام السياسي الأخري الحليفة لها في الشرق الأوسط خاصة منذ عام 2010، لتحقيق أهداف السياسة الأمريكية في المنطقة.. وحملت الوثيقة عنوان "مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط.. نظرة عامة". وبينت الوثيقة قيام منظمات حقوقية مصرية وأجنبية تعمل لصالح أمريكا بتدريب وإعداد أطر لإثارة الفتن والتحريض علي المظاهرات والاعتصامات.
كما أضافت الوثيقة أن 41 جمعية غير حكومية تلقت من مؤسسات أمريكية 150 مليون دولار خلال 18 شهرا لإحداث ما يسمى أمريكيا بالتحول نحو الديمقراطية في البلاد.. علي رأسها حركة 6 إبريل التي حصلت علي 522 ألف دولار.. ومركز ابن خلدون 75 ألف دولار.. والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان 300 ألف دولار.
يذكر أنه حسب وثائق إدوارد جوزيف سنودن المتعاقد التقني والعميل الموظف السابق لدى وكالة المخابرات المركزية، والذي عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس، فإن الجهات المانحة الأمريكية ستة وهي: مؤسسة فريدم هاوس، مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط، الوقفية الأمريكية الديمقراطية، هيئة الوقفية الأمريكية، المؤسسة الامريكية الدولية لأنظمة الانتخابات، منظمة المجتمع المفتوح. وقد تلقت الجهات الأمريكية المانحة دعم ثلاث منظمات أوروبية هى: المفوضية الأوروبية، مبادرة الشراكة الأورومتوسطية التابعة للاتحاد الاوروبي، الوكالة السويدية للتنمية.
بعض جوانب المخطط
في نطاق الجهود الأمريكية لشحن دوامات الصراع الطائفي والديني خدمة لمصالح واشنطن وكذلك لوضع مقدمات لتراجع البيت الأبيض عن وعده بعدم إرسال قوات برية إلى العراق توقع السيناتور الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، بيل نيلسون في حديث مع محطة "سي إن إن"، أن تمارس بعض القوات الأمريكية البرية أدوارا في المعركة ضد تنظيم "داعش" مضيفا أن المهام ستكون دعم القوات السنية المعتدلة التي ستواجه التنظيم، معربا عن اعتقاده بأن تركيا ستشارك في التحالف الدولي بعد إطلاق مواطنيها المخطوفين.
وحول مدى ثقته بقدرة الثوار في سوريا على إنهاء مهمة تدمير داعش قال نيلسون: "لا يمكن الفوز بأي حرب برية، وبصرف النظر عن هوية العدو، ما لم يكن لدينا حلفاء على الأرض، والشعب الأمريكي لا يرغب بالعودة إلى العراق، كما أن واشنطن لن تتدخل بريا في سوريا، ولكن لدينا فرصة توجيه ضربات جوية مركزة مع وجود حلفاء من السنة على الأرض. هذه المعادلة يمكن لها أن تنجح، قد يشكك البعض في الأمر، ولكن ما هو البديل؟.
وعن مدى الحاجة إلى تدخل بري أمريكي قال نيلسون: "الأمر مرتبط بتعريف معنى القوات البرية. ما لا نرغب في حصوله هو تدخل عسكري بري واسع النطاق، ولكن إذا كان الأمر يقتصر على دعم المجموعات السنية على الأرض فقد تكون هناك بعض القوات الأمريكية على شكل وحدات استطلاع تمهد للضربات الجوية أو ربما قوات للعمليات الخاصة".
وأضاف: "إذا كان هناك رغبة بالانتصار في هذه الحرب فسيكون هناك إمكانية لنشر بعض القوات على الأرض، لكن الأمر لن يشبه على الإطلاق ما حصل في العراق سنة 2003". مشددا على أن المبادرة بيد أمريكا قائلا: "لدينا فرصة تتمثل بوجود المعتدلين السنة الذين يصدون حشود داعش وهم يدعمون ضرباتنا الجوية وسينجحون في نهاية المطاف".
وحول إمكانية تأثر الموقف التركي المتردد حتى الساعة حيال التحالف الدولي ضد داعش بعد الإفراج عن الدبلوماسيين الأتراك الذين كانوا مختطفين قال نيلسون: "أعتقد أن تركيا ستساعدنا الآن، وستقوم بذلك بشكل سري لأن هناك بعض المسلمين الذين يتعاطفون مه داعش ويتوجب على أنقرة الحذر منهم، هم أقلية ولكنهم أقلية مهمة، ولكن في كل الأحوال لدينا فرصة أن تكون تركيا إلى جانبها كحليف وشريك".
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.