خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    وفاة ضابطين في حادث تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحالف ضد داعش يوزع الادوار في مؤتمر باريس

من يوجه الضربات واين, من يسلح، من يوفر الاستخبارات، من يمول...كل هذه المهام سعى مؤتمر باريس يوم الاثنين حول الامن في العراق الى توزيعها على مختلف الدول التي تتضارب مصالحها احيانا لكنها تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وشارك حوالى 20 بلدا يمثل أغلبهم وزراء في المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم في اثبات على جدية الالتزام الدولي مكافحة مسلحي التنظيم الاسلامي المتطرف.
وصرح مصدر دبلوماسي ان «هذا المؤتمر سيتيح لكل طرف مزيدا من الدقة في تحديد ما يمكنه او يريد فعله», مشيرا الى ان القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها بالضرورة. واوضح «لن يعلن من سيضرب واين ومتى».
وعشية اللقاء كانت الأسئلة مهمة مطروحة: ماذا عن موقف روسيا التي تشهد علاقاتها مع الغرب توترا على خلفية الازمة الاوكرانية؟ وماذا عن ايران, التي تلعب دورا اقليميا كبيرا لكن ضلوعها في الازمتين العراقية والسورية يجعل منها طرفا؟
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أعرب عن رغبته في مشاركة طهران في المؤتمر، غير ان نظيره الاميركي جون كيري اعترض على ذلك.
في اي حال، اعلنت طهران السبت ان «المشاركة في مؤتمر مسرحية وانتقائي لمكافحة الارهاب في باريس لا تهمنا», على ما صرح نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان.
واضاف «ما يهم ايران هو مكافحة فعلية لا انتقائية للارهاب (...) سنواصل دعمنا القوي للعراق وسوريا في مكافحتهما الارهاب».
والسؤال الاخر: اي دور سيتولاه كل من البلدان التي تتضارب مصالحها احيانا وهي احيانا مهددة من التنظيم الاسلامي.
في هذا السياق, ينصب الاهتمام على تركيا العضو في الحلف الاطلسي وجارة سوريا والعراق التي تملك قاعدة عسكرية جوية مهمة يمكن للاميركيين ان يشنوا منها هجمات على المتشددين في العراق.
غير ان انقرة ما زالت ترفض اي مشاركة فاعلة في العمليات المسلحة, خوفا على 46 من رعاياها ما زالوا رهائن لدى تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل شمال العراق. كما تستضيف تركيا اكثر من مليون لاجئ سوري على اراضيها.
واضاف المصدر الدبلوماسي «ينبغي التاكد ان ما تفعله جهة هنا لن تبطله اخرى هناك». على سبيل المثال ينبغي تجنب ما حصل في سوريا حيث اشار الكثير من المراقبين الى تسبب الخصومة بين قطر والسعودية اللتين دعمتا تنظيمات معارضة للرئيس السوري بشار الاسد, في انهيار المعارضة التي تعتبر معتدلة على حساب اتساع نفوذ الجماعات المتطرفة.
وافاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «نريد تلاقي الاهداف وتكامل المبادرات» العسكرية والانسانية والمالية, مؤكدا اعلان قرارات ووضع خطة عمل. ويبقى التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا امرا مجهول الملامح. واعربت واشنطن عن استعدادها لتوجيه ضربات على مواقع التنظيم في سوريا وتوسيع رقعة الغارات التي تشنها في العراق منذ شهر. وكان البنتاغون اعتبر في غشت ان القضاء على التنظيم المتشدد يستلزم مهاجمته في سوريا.
لكن لندن وباريس, المحركين الاوروبيين الاساسيين في التحالف, يشعران بالحرج بهذا الخصوص. ففي حين اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عدم استبعاد اي اجراء, اكد وزير خارجيته فيليب هاموند ان لندن لن تشارك في ضربات جوية في سوريا.
اما فرنسا فتتبنى مقاربة تشدد على القانون الدولي, وتستبعد اي تحرك خارج اطاره. غير ان اصدار الامم المتحدة قرارا بهذا الشان غير مرجح, نظرا الى معارضة موسكو وبكين لاي عمل عسكري في سوريا من دون موافقة الرئيس السوري بشار الاسد. لكن الغربيين يرفضون اعتباره شريكا في مكافحة الارهاب.
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سلمت بلاده اسلحة للمعارضين السوريين المعتدلين انه «لا يمكن حتى التفكير باي تحرك يمكن تنفيذه على صلة ببشار الاسد».
وقال مصدر دبلوماسي «ان اردنا ان يكون هذا المؤتمر مفيدا ينبغي عدم خلط الاشكاليات. لب المشكلة في الوقت الحالي هو العراق».
واشنطن واثقة
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد اعرب عن ثقته بالتمكن سريعا من بناء الائتلاف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا, حتى انه افصح عن رغبة بعض الدول من دون ان يسميها بارسال جنود للمشاركة ميدانيا في الحرب ضد هذا التنظيم المتطرف.
وكان كيري باشر جولة منذ الاربعاء على عدد من دول المنطقة لبناء هذا الائتلاف وتوسيعه قدر الامكان, ولم يخف ارتياحه لردود الفعل مؤكدا انه تلقى ما يكفي من الدعم اكان للمشاركة في الضربات الجوية لدى بعض الدول او المشاركة في اشكال دعم مختلفة لدى دول اخرى.
وفي سعي لتعزيز دعم الراي العام الاميركي ونواب وشيوخ الكونغرس لاستراتيجية الرئيس الاميركي بشأن مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية, شارك الامين العام للبيت الابيض دنيس ماكدونو في اربع مقابلات سياسية صباح الاحد, وحاول تحديد الخطوات الواجب اتخاذها للتمكن من القول ان تنظيم الدولة الاسلامية قد هزم.
وقال ماكدونو لشبكة ان بي سي ان «النجاح سيتحقق عندما تصبح +الدولة الاسلامية+ عاجزة عن تهديد اصدقائنا في المنطقة وعن تهديد الولايات المتحدة, ويتحقق ايضا عندما تصبح +الدولة الاسلامية+ غير قادرة على جذب المجندين او تهديد المسلمين في سوريا وايران او العراق باي شكل من الاشكال. ذلك هو النجاح».
واقر ماكدونو الاحد بان «الامر لن يكون سهلا», مؤكدا ان الولايات المتحدة في صدد بناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية لمقاتلتها على ارضها وايضا لمنع مجنديها الذي يحملون جوازات سفر غربية من العودة الى بلدانهم لتنفيذ اعتداءات.
وحاول ماكدونو ايضا تبديد الانطباع الذي خلفه كلام للرئيس الاميركي خلال مقابلة الشهر الفائت, شكك فيه بقدرة المعارضة السورية على خوض قتال فاعل.
تنسيق سوري أمريكي؟
وقال لشبكة سي ان ان في كلامه عن المعارضة السورية المعتدلة «انهم يصبحون افضل واكثر استعدادا (للقتال) وخصوصا, وهذا هو المهم, ان المعارضة السورية التي تقاتل الدولة الاسلامية تستطيع التعويل على القوة الجوية للولايات المتحدة والائتلاف لدعم جهودها».
من جهته قال كيري في مقابلة مع شبكة سي بي اس سجلت السبت خلال زيارته للقاهرة وتم بثها الاحد انه تم عرض «كل اوجه استراتيجية الرئيس (باراك اوباما) وكل ما يجب فعله لتحقيق هدفنا, وبتنا الان مستعدين للانطلاق».
وكانت الولايات المتحدة اعلنت ان اكثر من اربعين دولة ستشارك بشكل او باخر في الائتلاف ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وحول سوريا قال كيري «لن ننسق (الحملة الجوية) مع سوريا. سنعمل بالتاكيد على تفادي التداخلات, والتاكد من انهم (السوريون) لن يقوموا باي عمل سيندمون عليه اكثر».
وكرر كيري القول «لن ننسق», في حين اعرب المسؤولون السوريون عن تاييدهم لتوجيه ضربات دولية ضد المتطرفين الاسلاميين الذين يشكلون العدو المشترك, شرط تنسيقها معهم.
وتقصف الولايات المتحدة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق يوميا منذ الثامن من غشت لمساعدة القوات العراقية والكردية على استعادة المبادرة عسكريا.
وسمح الرئيس باراك اوباما الاسبوع الماضي بشن ضربات جوية في سوريا --حيث توجد القاعدة الخلفية للتنظيم-- لكن الولايات المتحدة لم تنتقل حتى الساعة الى مرحلة التنفيذ. ووزير الخارجية الاميركي يقوم بجولة منذ الاربعاء من اجل اقامة اوسع تحالف ممكن مناهض لتنظيم الدولة الاسلامية.
وقال كيري ايضا ان بعض اعضاء التحالف على استعداد لارسال قوات على الارض, من دون ان يسميهم. واضاف «لكن هذا ليس في اي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن». واعلن الرئيس الاميركي بوضوح انه لن يرسل قوات قتالية الى ارض المعركة.
واضاف كيري «هناك قوات على الارض لا تنتمي الينا (...) المعارضة السورية موجودة ميدانيا ومن المؤسف ان تكون قاتلت تنظيم الدولة الاسلامية بمفردها في السنتين الماضيتين», لافتا الى ان تسليح وتدريب هذه المعارضة السورية هما جزء مهم من استراتيجية الرئيس اوباما للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.
ايران : التحالف الدولي غير شرعي
عبرت ايران الاثنين عن رفضها التعاون مع واشنطن في محاربة «الدولة الاسلامية» لانها تعتبر التحالف الدولي ضد هذا التنظيم غير شرعي وهدفه الفعلي يبقى الاطاحة بالنظام السوري بحسب طهران.
وحرصت الجمهورية الاسلامية على التعبير عن موقفها تزامنا مع انعقاد المؤتمر الدولي في باريس حول امن العراق والذي لم تتم دعوة ايران اليه رغم انها دولة مجاورة للعراق.
وافاد مرشد الدولة الاسلامية في ايران اية الله علي خامنئي ان بلاده رفضت طلبا اميركيا للتعاون في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال خامنئي متحدثا لدى خروجه من المستشفى حيث خضع لعملية جراحية في البروستات, انه منذ الايام الاولى لهجوم المتطرفين الاسلاميين «دعا السفير الاميركي في بغداد في طلب قدمه لسفيرنا لعقد اجتماع بين ايران واميركا للبحث والتنسيق بشان قضية داعش».
واضاف ان «سفيرنا في العراق نقل هذا الموضوع الى الداخل, حيث لم يعارض بعض المسؤولين عقد مثل هذا الاجتماع, الا انني عارضت وقلت اننا لن نواكب الاميركيين في هذه القضية لان لهم نوايا واياد ملوثة فكيف يمكن ان نتعاون معهم في مثل هذه الظروف».
وقال ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري وجه ايضا طلبا في هذا الصدد الى نظيره الايراني محمد جواد ظريف.
واوضح المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية ان «وزير الخارجية الاميركي قد قدم بنفسه طلبا للدكتور ظريف بان تعالوا وتعاونوا معنا في قضية داعش الا ان الدكتور ظريف رفض طلبه».
وتابع «هم اليوم يكذبون حينما يقولون اننا لن نضم ايران للتحالف بحيث ان ايران هي التي رفضت فكرة التواجد في مثل هذا التحالف من الاساس».
وقال «الحقيقة هي ان الاميركيين يسعون وراء ذريعة ما ليكرروا في العراق وسوريا ما يقومون به في باكستان, اذ يخترقون اجواءها رغم وجود حكومة مستقرة وجيش قوي, ويقصفون مختلف نقاطها جوا».
واكد ان «هدف اميركا من مشروع محاربة داعش هو التواجد العسكري في المنطقة».
واعتبر كيري الجمعة ان مشاركة طهران في المؤتمر «لن تكون مناسبة» خصوصا بسبب ««ضلوع ايران في سوريا وغيرها». وتقول طهران انها تقدم استشارات للجيش النظامي السوري.
لكن وزارة الخارجية الاميركية ابدت الاثنين انفتاحها على اجراء «محادثات دبلوماسية» مع طهران لكنها رفضت اي تنسيق «عسكري».
وكان مسؤولون عراقيون عبروا عن اسفهم لغياب ايران عن مؤتمر باريس. واكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم ان ايران وفرت في الايام الاولى لهجوم الاسلاميين مساعدات انسانية وعسكرية للعراق واقليم كردستان.
وقدمت ايران مساعدات انسانية واستشارية للحكومة العراقية واكراد العراق منذ الايام الاولى لهجوم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق. وافادت مصادر من اكراد العراق ان طهران كانت البلد الاول الذي قدم اسلحة للدفاع عن اربيل.
من جانب اخر, قال المحلل الايراني امير مهبيان ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان واشنطن تقوم بتشكيل تحالف يضم خليطا متعددا ومصالحه مختلفة عن الهدف المعلن مثل «تركيا التي تستقبل قادة داعش في مستشفياتها وقطر التي تمولهم او السعودية التي ساعدت في انشائه في سوريا».
واضاف ان الاميركيين «يجب ان يختاروا بين الاسد والارهابيين لانه ليس هناك مجموعات معارضة معتدلة في سوريا ».
من جهته اكد رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروز ابادي على «الدور الاساسي» الذي يجب ان تلعبه القوات النظامية وكتائب المتطوعين التي تضم في سوريا ميليشيات محلية وحزب الله اللبناني, وفي العراق عناصر من ميليشيات شيعية.
ضعف الجيش العراقي
تهدد نقاط الضعف لدى الجيش العراقي التي برزت في اثناء الهجوم الكاسح لتنظيم الدولة الاسلامية في يونيو شمال بغداد بتعقيد عمل الائتلاف الدولي الساعي الى القضاء على المتطرفين الاسلاميين.
فالولايات المتحدة التي تعمل على تشكيل تحالف دولي ل«تدمير» التنظيم المتطرف الذي يزرع الرعب في العراق وسوريا, لن ترسل قوات ميدانية وتعتمد على الجيش العراقي لمقاتلة الاسلاميين, علما ان واشنطن ستكثف الغارات التي تستهدفهم.
في اطار هذه الاستراتيجية قررت واشنطن «اعادة بناء» الجيش العراقي, حيث ستزوده الولايات المتحدة ودول اخرى في الائتلاف بالمعدات والتدريب ووسائل الاستخبارات العسكرية.
في الاشهر الاخيرة بدا جليا عجز الجيش عن وقف تقدم الاسلاميين المتطرفين. فبعد خسارة مدينة الفلوجة مطلع العام ومناطق اخرى غرب بغداد تخلى الجنود العراقيون عن مواقعهم امام هجوم تنظيم الدولة الاسلامية في يونيو شمال العاصمة.
ومنذ بدء الغارات الجوية الاميركية في مطلع غشت كانت استعادة الجيش السيطرة على بعض المناطق بطيئة, كما انها نتيجة معارك خاضتها وحدات نخبة مدعومة من ميليشيات شيعية وقوات البشمركة الكردية في الشمال والعشائر السنية في الغرب.
وافاد الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان ان الجيش العراقي لم يكن «جاهزا للقتال اواخر 2011 عند انسحاب الولايات المتحدة من العراق. واعتبر ان رئيس الوزراء السابق الشيعي نوري المالكي اضعف الجيش وافسده عبر تحويله مخلصا لشخصه»، ما حرم الجيش الفدرالي من دعم الاقلية السنية.
في اعقاب اجتياح العراق في 2003 حل الاميركيون جيش النظام السابق الذي كان عديده 450 الف جندي. وتم تشكيل قوة جديدة تشمل حاليا حوالى 200 الف عسكري للحفاظ على الامن بعد انسحاب القوات الاميركية, لكن العراقيين لطالما اشتكوا من نقص المعدات والتدريب.
واكد المحلل المتخصص في تقييم المخاطر لدى مجموعة ايه اي كاي جون دريك انه «بين 2011 ومطلع 2014 لم يتلق الجنود تدريبا كافيا ولم يحصلوا الا على خبرة قتالية ضعيفة».
وتابع «امضت غالبيتهم الوقت على الحواجز وتفتيش الاليات وليس في محاربة المتمردين على الارض».
ويعزى التقدم النسبي الذي سجلته قوات الامن العراقية مؤخرا الى الدعم الكبير الذي تلقته من الميليشيات الشيعية, المعروفة بعنفها في السنوات الاخيرة ضد السنة, كما كان بعضها يقاتل القوات الاميركية قبل اعوام خلت.
وصرح ايهم كامل مدير فرع الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة يوريجيا «على المدى القصير, ستكون جميع الهجمات, ايا كان شكلها, بدعم ميليشيات او متطوعين شيعة تحت قبيدة الجيش العراقي».
لكنه اعتبر ان تعزيز المساعدات الاميركية للجيش سيقلص تدريجيا من الحاجة الى هذا الدعم.
في غضون ذلك, من شان استمرار الاعتماد على المقاتلين الشيعة ابعاد الاقلية السنية التي يعتبر دعمها للجيش محوريا ان اراد استعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية حيث الغالبية من العرب السنة.
واستغلت الجماعات الاسلامية المتشددة على غرار تنظيم الدولة الاسلامية المعارضة القوية للحكومة لدى السنة لتطوير قدراتها في الاعوام الاخيرة. بالتالي تمكنت من تجنيد العناصر والتحرك بسهولة اكبر بحسب خبراء.
ولاستعادة ثقة السنة اقترح رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي انشاء قوة «حرس وطني» تجيز للمحافظات بالدفاع عن نفسها عبر قوة تم تشكيلها محليا.
كما قد تطرح المشاكل المزمنة بين العرب والاكراد مسالة التنسيق بين الجيش العراقي وقوات البشمركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.