أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددا الأحد أنه لن يكون هناك تنسيق مع دمشق حول ضربات جوية أميركية محتملة ضد تنظيم داعش في سوريا. هذا التأكيد دلالة على رفض الولاياتالمتحدة أي دور ليس فقط لنظام بشار وإنما كذلك لحليفه الإيراني الذي تم استثناؤه من قائمة المدعوين لمؤتمر باريس في سياق توافق دولي على أن طهران تلعب دور المعطّل في حلحلة ملفات المنطقة. وقال كيري في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" سجلت أول أمس في القاهرة وبثت الاثنين في الولاياتالمتحدة " لن ننسق (الحملة الجوية) مع سوريا. سنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من أنهم (نظام الأسد) لن يقوموا بأي عمل سيندمون عليه أكثر». واستخدم كيري عبارة "عدم التصادم" التي تصف باللغة العسكرية إجراءات التنسيق لتفادي خطر التصادم في الجو مثلا أو وقوع إصابات بنيران صديقة. وقال كيري أيضا أن بعض أعضاء التحالف على استعداد لإرسال قوات إلى الارض، دون أن يسميها. وأضاف "لكن هذا ليس على أي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن". وأعلن الرئيس الأميركي بوضوح أنه لن يرسل قوات إلى أرض المعركة. وأضاف كيري "هناك قوات على الأرض لا تنتمي إلينا (...) المعارضة السورية موجودة ميدانيا ومن المؤسف أن تكون قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية بمفردها في السنتين الماضيتين». ولفت إلى أن تسليح وتدريب هذه المعارضة السورية هما جزء مهم من استراتيجية أوباما للقضاء على داعش. وتتجه الأنظار إلى باريس حيث يشارك حوالي 20 بلدا في ملف حول سبل دعم العراق في حربه على داعش وسط غياب واضح لإيران التي هي طرف رئيسي في المأزق العراقي كونها داعما رئيسيا للحكومات المتعاقبة التي سيطرت عليها الأحزاب الدينية وقادت سياساتها البلاد إلى أزمات متلاحقة. وفيما عرضت طهران المشاركة في الحرب على داعش، فإن الإدارة الأميركية اعترضت على ذلك، مما جعل المسؤولين الإيرانيين يهاجمون الحرب على الإرهاب ويصفونها بالانتقائية. ويتهم معارضون سوريون طهران بمحاولة تأبيد الأزمة في بلادهم بمعارضة أي حل ولو كان حربا على داعش، والأمر نفسه بالنسبة إلى روسيا التي أبدت تحفظها على مطاردة داعش في سوريا. وأعلنت طهران السبت أن "المشاركة في مؤتمر مسرحية وانتقائي لمكافحة الإرهاب في باريس لا تهمنا"، على ما صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وتوقع متابعون أن تترك للقيادة العسكرية الأميركية التي تنسق المعارك ضد داعش تحديد أساليب الحرب وتوقيتها، على أن المسألة الأهم ستكون ترتيب أشكال دعم المعارضة السورية وتسريع تدريبها وتسليحها لخوض حرب برية ربما تكون طويلة الأمد. في سياق متصل، استدعى إعدام تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف موظف إغاثة محتجز لديه منذ أكثر من عام إلى قيام ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني باستنفار قادته ووزرائه إلى اجتماع طارئ للجنة "كوبرا" للنظر في تداعيات تلك الجريمة البشعة ولا سيما أنه أول رهينة بريطاني يعدم بتلك الوحشية على يد التنظيم. فقد عقدت لجنة الطوارئ البريطانية اجتماعا، أمس الأحد، بعد ساعات من بث تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد شريط فيديو يظهر ذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز الذي يعمل ضمن إحدى وكالات الإغاثة في سوريا. ويعد هذا الاجتماع الطارئ الأول من نوعه في بريطانيا بهذا الحجم منذ استشعار خطر أشرس التنظيمات "التكفيرية" في العالم. وترأس ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني اجتماعا عاجلا للجنة الطوارئ "كوبرا" التي تضم كبار قادة أجهزة الأمن والاستخبارات بالإضافة إلى وزراء الداخلية والخارجية والدفاع للنظر في تداعيات ما أقدمت عليه "داعش". وبينما أكدت وزارة الخارجية البريطانية صحة التسجيل الذي بثه مساء، أمس الأول، الموقع الإلكتروني لمركز "سايت" المتخصص في رصد مواقع الجماعات الإسلامية عبر شبكة الإنترنت، توعد رئيس الوزراء البريطاني بملاحقة قتلة الرهينة البريطاني وضمان أن يمثلوا أمام العدالة مهما طال الزمن. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن ما يقوم به التنظيم من الأعمال الوحشية بعيد كل البعد عن الإسلام حيث قال إن "الدين الإسلامي دين سلام وهو بريء من أفعال تنظيم الدولة الإسلامية". كما أكد كاميرون في كلمة متلفزة، أمس، على أن بلاده لن تتراجع في قرارها "الحاسم" لضرب التنظيم ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، واصفا عملية قتل عامل الإغاثة البريطاني ب"الجريمة المروعة". وقال رئيس الحكومة "سنقوم بعمليات عسكرية لتدمير تنظيم الدولة وسندعم واشنطن في هذا الاتجاه، ويجب أن نعمل من أجل تفكيك وتدمير هذا التنظيم، وسنقوم بهذا الأمر بطريقة هادئة". ولم يستبعد كاميرون أي خيارات لتقويض "داعش" باستثناء إرسال قوات برية، لكنه يواجه نداءات متزايدة من بعض النواب في حزب المحافظين ومن قادة عسكريين سابقين للانضمام إلى أميركا في تنفيذ ضربات جوية. وقد بث موقع "سايت" مساء السبت الماضي، مقطع فيديو مدته حوالي دقيقتين ونصف الدقيقة يظهر هينز الرهينة البريطاني المحتجز لدى التنظيم منذ شهر مارس من العام الماضي، كما يظهر في نهايته رجل ملثم يعتقد بأنه "البريطاني جون" التي تعرفت عليه أجهزة الاستخبارات البريطانية، في وقت سابق،