فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب العراق التي لم تنته بعد: واشنطن تعود للغرق في مستنقع بلاد الرافدين.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 18 - 08 - 2014

الحرب المباشرة والعلنية الأمريكية ضد العراق التي بدأت سنة 1991 ودخلت فصلا جديدا سنة 2003 بإحتلال القوات الأمريكية يوم 9 أبريل لعاصمة بلاد الرافدين بعد حصار غير مسبوق في التاريخ المعاصر استمر أكثر من 12 سنة لا تزال مستمرة سنة 2014.
العراقيون خاضوا منذ اليوم الأول للإحتلال حربا شعبية ضد الجيش الأمريكي انهكته وكلفته مئات المليارات من الدولارات ودفعت القوة العالمية الأولى وجزء كبيرا من العالم نحو أزمة إقتصادية لا زالت تتفاعل حتى يومنا هذا.
المقاومة العراقية في حربها ضد الاحتلال عرفت فترات قوة وإنجازات كبيرة، كما شهدت مراحل ضمور خاصة عندما تعزز التعاون العسكري والسياسي بين طهران وواشنطن وتم استخدام التنظيمات المتطرفة من قاعدة وما شابهها من أجل توليد الإنقسام بين فصائل المقاومة العراقية ودفع بعض العراقيين إلى التعاون مع السلطات التي وضعها الإحتلال.
يسجل أنه في كل الفترات التي كانت فيها المقاومة العراقية تصل إلى مرحلة تحقيق إنجازات كبيرة كان الاحتلال يلجأ إلى حملات تضليل إعلامية واسعة، ثم يحرك بطرق مختلفة التنظيمات المتطرفة ليستغل أساليبها الدموية والقاسية لتشويه صورة المقاومة العراقية، وللحصول على دعم دولي لحربه.
منذ بداية صيف سنة 2014 قدمت أغلب وسائل الاعلام الدولية ما يحدث في العراق على أنه من فعل تنظيم "داعش" متجاهلة الأخبار التي تؤكد أن غالبية عمليات القتال الجارية في العراق هي بين فصائل المقاومة من جانب والقوى المتحالفة مع واشنطن وطهران من جانب آخر وأن نشاط داعش محصور في نقاط محدودة.
الهدف من هذا التضليل كان تسهيل مخطط تقسيم العراق وجر العديد من الدول إلى مساندة واشنطن في الحرب المتسعة وضرب المقاومة الوطنية العراقية. العديد من الأصوات إرتفعت لمواجهة هذه الأكاذيب، ولكن تم تهميشها إعلاميا.
خطأ فادح
يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2014 نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مفتي مصر شوقي علام قوله لوفد لبناني زائر إن تنظيم الدولة الإسلامية أو "داعش" خطر على الإسلام كما وصفه بأنه "كيان إرهابي". وقال علام للوفد الذي كان يرأسه رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة "من الخطأ الفادح أن نطلق على كيان إرهابي مثل داعش "تنظيم الدولة الإسلامية" وصف الدولة الإسلامية لا يليق لأنها خالفت كافة القيم الإسلامية ومقاصد الشريعة العظمى".
وقال علام "مثل هذه الجماعة المتطرفة تمثل خطرا على الإسلام والمسلمين وتشوه صورة الإسلام كما أنها تسفك الدماء وتعيث في الأرض الفساد مما يضعف الأوطان ويعطي الفرصة للمتربصين بنا لتدميرنا والتدخل في شؤوننا بدعوى الحرب على الإرهاب".
وكالة رويترز الدولية إعتبرت ذلك إشارة من علام إلى هجمات جوية أمريكية خلال الأيام الماضية على قوات التنظيم في شمال العراق بعد اقترابها من أربيل عاصمة إقليم كردستان.
في الولايات المتحدة تدفع الصراعات السياسية الداخلية بعض الأطراف إلى الكشف عن الكثير من الأسرار وإن كان هذا أحيانا في إطار يضم خطوطا حمراء يجب تجاوزها.
يوم السبت 16 أغسطس اتهم النائب الجمهورى، ألن ويست، الرئيس الأمريكى باراك بأنه إمتطرف يعمل عن عمد ضد الأمن القومى للولايات المتحدة. وكتب يقول: "إن التفسير الوحيد المناسب للعديد من تصرفات الرئيس أوبانا وإدارته هى أنهم يعملون ضد أمن الولايات المتحدة". وبحسب صحيفة وسترن جورنال، فإن ويست، المقدم المتقاعد فى الجيش الأمريكى، ذكر ستة أمثلة للتأكيد على كلامه. وأشار بالقول: "الإفراج من جانب واحد عن خمسة من كبار قادة طالبان بينما لا يزال العدو يقاتلنا، توفير أسلحة الدعم لجماعة الإخوان المسلمين والتفاوض مع حماس، وإعادة أموال العقوبات التى تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات للنظام الثيوقراطى فى إيران مع السماح لهم بالمضى فى برنامجهم النووى". ولفت أيضا إلى قرار الرئيس أوباما برفع الحظر المفروض منذ عام 1983عن الليبيين لحضور مدارس لتعليم الطيران فى الولايات المتحدة ودراسة العلوم النووية. وتساءل: "هل يمكن لأحد أن يفسر الاستراتيجية والهدف من رفع الحظر عن بلد يجب أن يكون على قائمة الإرهاب؟. عفوا، يمكننى أن أفسر هذا فى اتجاه واحد: إن باراك حسين أوباما متطرف فى تصرفاته على صعيد السياسية الخارجية ويدعم الفكر المتطرف". وأضاف أى شخص يدعم رفع هذا الحظر الليبى فى الواقع هو عدو للدولة. وأشار إلى أن لجنة قضائية قالت فى بيان مؤخرا إن التهديد الإرهابى القادم من ليبيا مستمر وهناك العديد من التقارير الموثقة بشأن الأنشطة المتعلقة بالإرهاب التى يعود مصدرها إلى الدولة الشمال أفريقية.
بعد الإنهيار السريع للقوات الحكومية التي كانت توجهها حكومة المالكي في شمال العراق وخاصة الموصل، بدأت واشنطن في إعادة جزء من جيشها إلى الساحة العراقية، وكثر الحديث في كواليس البيت الأبيض عن تقسيم البلاد إلى ثلاث دويلات، كردية وشيعية وسنية وإدخال تعديلات على الحدود العراقية خاصة الشمالية لضم أراض يسكنها التركمان إلى تركيا وأخرى في الشرق والجنوب.
مع إقتراب جزء من قوات المعارضة المسلحة في العراق من مدينة أربيل عاصمة كردستان ضج الاعلام الغربي بأخبار عن جرائم داعش ضد المسيحيين والاقليات الدينية الأخرى متجاهلا أن هناك فصائل مقاومة تحمي الأقليات من بطش المتطرفين. وهكذا تمكنت واشنطن من حشد جزء كبير من العالم خلفها لدعم مخطط تقسيم العراق تحت غطاء مواجهة داعش.
تسليح أكراد العراق
يوم الثلاثاء 12 أغسطس ورغم فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على موقف مشترك بشأن توريد أسلحة للأكراد العراقيين الذين يقاتلون متشددي تنظيم داعش تم ترك الباب مفتوحا امام كل دولة عضو منفردة لارسال الأسلحة بالتنسيق مع بغداد.
واعطى سفراء دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع استثنائي لمناقشة الأزمات في العراق وأوكرانيا وغزة الضوء الأخضر للحكومات بشكل فردي لإرسال أسلحة بموجب شروط محددة. وقال متحدث باسم منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "علم السفراء بالطلب العاجل من قبل السلطات الإقليمية الكردية لبعض الدول الأعضاء لتقديم الدعم العسكري وأكدوا على ضرورة النظر في هذا الطلب من خلال تنسيق وثيق مع السلطات العراقية".
وذكر دبلوماسيون إن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعارض ارسال الأسلحة ويعني هذا أنه لا يوجد اتفاق على نطاق الاتحاد الأوروبي للقيام بذلك لكن هذا لا يمنع الدول الأخرى من القيام بذلك.
وقال دبلوماسيون إن فرنسا وإيطاليا وجمهورية التشيك من بين الدول التي تؤيد توريد الأسلحة.
وأثار وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير في وقت سابق إمكانية إرسال مساعدات عسكرية الى الحكومة العراقية قائلا انه سيناقش اتخاذ مزيد من الخطوات مع الشركاء الأوروبيين.
ونشطت أيضا المفوضية الأوروبية مركز التنسيق للاستجابة الطارئة بالاتحاد الأوروبي لتتمكن من تنسيق المساعدات نيابة عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهو ما يسمح بتسليم المساعدات بطريقة أكثر كفاءة للاجئين داخل العراق.
وقال سباستيان برابانت المتحدث باسم أشتون إن الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ستجري محادثات مع جيران العراق قبل وضع خيارات لمزيد من عمل الاتحاد الأوروبي للمساعدة في الأزمة. وأضاف برابانت أن سفراء الاتحاد الأوروبي دعوا إلى تقديم دعم إنساني دولي عاجل للاشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب الصراع ورحبوا بالجهود الأمريكية لوقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي زار العراق يوم الأحد 10 أغسطس إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي استجابة للمناشدات الكردية للمساعدات الإنسانية وطلب الأسلحة.
ودعت إيطاليا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي أيضا إلى اجتماع خاص لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
التقسيم
صحيفة الغارديان البريطانية أكدت أن تسليح الأكراد قد ينتهى بعراق مقسم لكنها قالت أن هذا الحل الوحيد، وأضافت قررت الحكومة البريطانية مؤخرا مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية فى تقديمها السلاح للقوات الكردية البشمارك، لمساعدتهم على التصدى لتوغل قوات داعش صوب عاصمة إقليم كردستان "أربيل"، والحفاظ على الإقليم الذى يستضيف الكثير من المهجرين من سوريا ومناطق العراق المضطربة. وقدمت الغارديان تقريرا يناقش الاحتمالات النابعة من تسليح الأكراد فى معركتهم ضد داعش، وكيف قد يؤدى هذا التسليح إلى تغذية الميول الانفصالية لدى الأكراد، والتى عبروا عنها بالفعل على لسان حاكم الإقليم "مسعود برزانى" بعد اشتعال الأزمة السياسية. يضع التقرير احتمالات أخرى مثل سقوط تلك الأسلحة فى يد داعش مثلما حدث مع قوات الجيش العراقى التى هربت فى شهر يونيو 2014 أمام تقدم قوات المعارضة وداعش مخلفة ورائها أسلحة غربية الصنع فى يد التنظيم الأكثر تطرفا فى العالم، ولكن هناك من يؤكد على قوة التنسيق بين قوات البشمارك التى تمكنت مؤخرا بعد تسليحها من صد الهجوم الداعشى. ويقول الباحث فى مركز التعاون الدولى بجامعة "نيويورك" "ريتشارد جون" إن تقديم السلاح للأكراد فى الوقت الحالى يعتبر أمرا فى غاية الأهمية ولا يحتمل أى انتظار، مشيرا إلى أن احتمالية أن تكون هذه الخطوة مساعدة فى انفصال إقليم كردستان أمر وارد، مما قد يسبب قلقا لبلاد مثل "إيران" و"تركيا" اللتان يضمان بداخلهما أقليات كردية، ولكنه عاد مؤكدا على عدم وجود أى وسيلة حالية لكبح جماح قوات داعش.
إذا كانت واشنطن تخطط لتقسيم العراق فإن بعض حلفائها يحذرون من الأخطار الناجمة عن ذلك.
يوم الأحد 17 أغسطس حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من إقامة دولة كردية مستقلة قائلا إن هذا سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة. وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاغ نشرت في عدد يوم الأحد "إقامة دولة كردية مستقلة سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويسبب توترات جديدة ربما أيضا مع الدول المجاورة للعراق... ولهذا أتمنى أن يجري الحفاظ على وحدة العراق". وقال شتاينماير إنه مقتنع بأن العراق سيتمكن من وقف تقدم المتشددين إذا قام السياسيون في بغداد واربيل عاصمة كردستان العراق بتعبئة كل قواتهم وحصلوا على دعم المجتمع الدولي.
والتقى شتاينماير برئيس الوزراء العراقي الشيعي الجديد حيدر العبادي في بغداد يوم السبت وقال إن تشكيل حكومة جديدة "ربما هو الفرصة الأخيرة لتماسك العراق."
وأجاب شتاينماير ردا على سؤال عن شحنات ألمانية محتملة من السلاح إلى الأكراد قائلا "لا نستبعد أي شيء.. نبحث ما يمكن أن يكون محتملا ونقدم ما هو ضروري بأسرع وقت ممكن".
مصادر رصد غربية أشارت إلى أن رهان واشنطن على استخدام الأكراد وخاصة هؤلاء الذين يريدون الإنفصال قد يرتد عليها لأنها لا تعي أن جزء مهما من الأكراد يشاركون في المقاومة العراقية ويرفضون الهيمنة الأمريكية الإيرانية وعملية المحاصصة الطائفية في نظام الحكم التي خلقها المستعمر. وتشير مصادر الرصد تلك إلى أن قوات البشمركة المؤيدة للإنفصال معرضة لإنهيار سريع رغم النجاحات الأخيرة يوم 17 أغسطس والتي تمت بفضل التدخل الكثيف للطيران الأمريكي سواء في منطقة سد الموصل أو مواقع أخرى جنوب أربيل.
البشمركة الكردية دون اختبار
جاء في تقرير كتبته المحللة السياسية ايزابيل كوليه: بعد شهرين من المواجهة على جبهة تمتد ألف كيلومتر فشل الأكراد في أول اختبار كبير لهم مما سمح للمقاتلين السنة الذين يريدون اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط باقتناص مزيد من البلدات وحقول النفط وأكبر سد في العراق.
وبنت البشمركة وهي كلمة تعني "من يواجهون الموت" سمعة كمقاتلين مرهوبي الجانب لكن في النهاية تبين انهم ليسوا اندادا للمقاتلين الافضل تسليحا الذين هاجموهم بحماسة انتحارية.
وقال مقاتل للبشمركة طلب عدم نشر اسمه لأن قيادته أمرت بعدم كشف أي معلومات عن هزيمتها "أخذونا على حين غرة".
واضاف لرويترز "مقابل كل طلقة مورتر اطلقناها ردوا بمئة. لم نعرف من أين جاءوا. فقدنا الاتصال مع بعضنا البعض. لم تكن لدينا أسلحة تكفي. كانت فوضى".
وخلال ايام قلائل انسحب الاكراد الى حدود منطقتهم وتركوا وراءهم بلدات سيطروا عليها لسنوات فضلا، ووصل مقاتلو المعارضة الى مسافة 35 كيلومترا من العاصمة الكردية اربيل.
وأضرت الهزيمة المنكرة بسمعة البشمركة كقوة لا تقهر تعتبر من القوات القتالية القليلة في العراق القادرة على التصدي للدولة الاسلامية والمسلحين البعثيين كما هددت وضع المنطقة الكردية باعتبارها منطقة الاستقرار الوحيدة في بلد مزقه الصراع الطائفي.
وقال المتحدث العميد هلكورد حكمت مدير الاعلام في وزارة البشمركة "كانت تلك هي المرة الأولى التي نرى فيها البشمركة تنسحب وقد تركت اثرا عميقا على كل البشمركة وكل المجتمع الكردي".
خرجت البشمركة من رحم الحركة الإنفصالية الكردية في النصف الأول من القرن العشرين بعد انهيار امبراطوريتي العثمانيين والقاجاريين التي حكمت ايران ويصل عددهم الى حوالي 200 ألف فرد. إيران في عهد الشاه استغلت بعض الأكراد لزعزعة حكم الرئيس صدام حسين
وأثناء عقود حكم صدام حسين للبلاد جرت حملات عسكرية ضد الانفصاليين بين الحين والآخر. ولم تختبر البشمركة فعليا على الاطلاق بعد غزو الولايات المتحدة في 2003 .
وفي حين انخرط الشيعة والسنة في مذابح عرقية ظلت كردستان بعيدة عن إراقة الدماء. ولم تكن مجرد حيازة بنادق كلاشنيكوف في الأغلب مشكلة كبيرة.
وتغير ذلك بعدما استولت المقاومة والدولة الاسلامية على أسلحة تشمل دبابات ومدافع مضادة للطائرات وبنادق آلية من آلاف من الجنود الذين دربتهم الولايات المتحدة وفروا أمام التقدم الأول للمقاومة وتنظيم داعش في يونيو 2014.
وأظهرت لقطات فيديو صورت بعدما اجتاح المعارضون مدنا في سهول نينوى ملابس عسكرية للبشمركة تتدلى من مشاجب على حائط وكان جهاز تلفزيون ما يزال يبث لقطات حماسية من موكب للبشمركة.
وقال رمزي مارديني الزميل في مجلس الاطلسي للابحاث "أحد الأخطاء الكبيرة في التاريخ الكردي يتمثل في النزوع الى الثقة الزائدة في أحلك الأوقات".
وأضاف "بالغ الاكراد بالتأكيد في الترويج لقدراتهم العسكرية ومؤسستهم الأمنية. ربما كان يوجد منطق استراتيجي في نفخ الصدور والجعجعة.. لكن عند نقطة ما ربما صدق كثير من الاكراد دعايتهم الخاصة".
جيش نقطة التفتيش
ومع تقدم تنظيم المعارضة المسلحة والدولة الاسلامية تجاه بغداد وتخلي الجيش العراقي عن قواعده في شمال البلاد استغل الأكراد الفوضى لتوسيع ارضهم بما يصل الى 40 في المئة بين عشية وضحاها ربما دون اطلاق رصاصة.
وبعدما سيطرت البشمركة على حقول النفط في مدينة كركوك اتخذت مواقع دفاعية ودخلت في مناوشات أحيانا مع المقاتلين المعارضين لكن تجنبت المواجهة الكاملة. ويقول مسؤولون أكراد إن 150 على الأقل من البشمركة قتلوا منذ استولى تنظيم المعارضون ومسلحو الدولة الاسلامية على مدينة الموصل يوم العاشر من يونيو.
وبعدما تمددت البشمركة فوق طاقتها عبر مساحة كبيرة مزودة بأسلحة ترجع للعهد السوفيتي غنمتها من الجيش العراقي اثناء غزو 2003 لم تكن مستعدة لمواجهة عدو ظل يشحذ مهاراته طوال سنين.
وقال جون دريك محلل شؤون العراق في مؤسسة ايه.كي.اي اللندنية التي تقدم المشورة لشركات النفط وعملاء آخرين "تعودت البشمركة على حراسة نقاط التفتيش لكنها غير معتادة على ذلك النوع من القتال العنيف في اماكن لا يعرفونها في الاغلب وسط أناس ليسوا أكرادا".
وكانت المعارضة المسلحة ووحدات الدولة الاسلامية افضل تجهيزا أيضا بأسلحة نهبت من الجيش العراقي ومنها مدفعية بعيدة المدى ودبابات وعربات مدرعة وقاذفات صواريخ وبنادق قناصة بالاضافة الى اطنان من الذخيرة. وكانت الاموال ايضا تتدفق بين ايديهم.
وقال تشارلز دون الذي عمل في ملف العراق في البيت الابيض في ادارة بوش إن الأكراد لديهم قوة كافية للحفاظ على أنفسهم لكن ربما لا يمكنهم استعادة كل الأراضي التي تركوها.
واضاف "من الناحية العسكرية أشك في أن القوات المسلحة لحكومة اقليم كردستان قادرة.. أو تحديدا.. مستعدة لخوض قتال بعيدا عن حدودهم باتجاه الجنوب لكن مع الحصول على مساعدة كبيرة .. ليس فقط أسلحة وانما ايضا معلومات مخابرات.. يمكنهم الدفاع عن منطقتهم."
الحرس القديم
ومن كسبوا سمعة البشمركة في الإقدام والشجاعة تقدم بهم العمر الآن أو ماتوا والجيل الجديد ليس لديه إلا القليل من الخبرة في الحرب إن وجدت أصلا.
ويلتحق كثير من البشمركة بوظيفة ثانية لدعم راتبهم الذي يبلغ في المتوسط 650 الف دينار عراقي (560 دولارا) فقط في الشهر.
وقال مسؤول أمريكي "مضى نحو عقد منذ اختبرت كتائبهم وأغلبها من المشاة الخفيفة في معركة ولذلك فليست مفاجأة انهم تلقوا بعض الضربات من الدولة الاسلامية." ووصف المسؤول البشمركة بأنهم "قادرون ومنضبطون".
وأضاف "البشمركة لديهم بالتأكيد المرونة والمهارة للعودة للقتال بفعالية.. كما بدأنا نرى بالفعل على الأرض."
ويبدو أن الأكراد استعادوا توازنهم في الايام القليلة الماضية. وهرع آلاف المتطوعين للانضمام الى صفوف البشمركة وقال شهود إنه أمكن استعادة بلدتي مخمور والكوير بمساعدة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني بعد ضربات أمريكية لمواقع تنظيم الدولة الاسلامية.
لكن على مسافة ابعد باتجاه الشرق اضطروا للانسحاب من بلدة جلولاء في خسارة استراتيجية قال مقاتل من البشمركة كان بالمنطقة انها ترجع جزئيا على الاقل الى الخصومات الكردية الداخلية.
ورغم توحد الأكراد في عدائهم للدولة الاسلامية إلا أن البشمركة مسؤولة في نهاية الأمر امام الحزبين السياسيين المسيطرين في المنطقة واللذين خاضا حربا أهلية ضد بعضهما البعض في التسعينات.
ولم تكتمل خطط اصلاح البشمركة ودمجها تحت قيادة موحدة. وقال سياسي كردي كبير لرويترز إن أضعف الوحدات هي الوحدات المشتركة لأن كل حزب يحتفظ لنفسه بأفضل المقاتلين.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه حدثت بعض النكسات للبشمركة والفوضى والانسحاب من أماكن معينة لكن ما يحدث ليس حربا تقليدية. واعترف بأنه حتى أكثر قادة البشمركة خبرة ذهلوا من شراسة معارضيهم ومقاتلي داعش. وأضاف إنه لا ينبغي أن يهون أحد من قدرتهم وانهم يهاجمون بأعداد صغيرة وقوات متحركة وبسرعة ولا يحتفظون بأرض.
المناورات
في نطاق المناورات الأمريكية لتسيير الأوضاع في العراق وإيهام العالم أنها لا تسعى لتقسيم العراق وأنه إن وقع التقسيم فسيكون رغم أنفها، تقول الإدارة الأمريكية أنه يمكنها أن تسرع في تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية للعراق مع انتهاء ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي التي استمرت ثمانية أعوام لكنها تريد أولا دليلا على أن قادة البلاد الجدد تخلوا عن سياساته الطائفية.
وأنهي إعلان المالكي تأييده لتولي حيدر العبادي منصب رئيس الوزراء حكم هذا الرجل الذي وجهت له واشنطن اللوم في إحياء النعرات الطائفية البغيضة في العراق وتوغل تنظيم الدولة الإسلامية في أراضيه.
وقال مسؤولون أمريكيون إن رحيل المالكي الذي قد لا يحدث قبل سبتمبر يمكن أن يفتح الباب أمام مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية أكبر للحكومة العراقية الجديدة إذا تبنت سياسات لا تستبعد أي طرف عراقي.
ورغم قول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة لا تنوي "أن تكون سلاح الطيران العراقي" فقد أوضح أن الضربات الجوية الأمريكية يمكن أن تستمر شهورا من أجل مساعدة العراقيين على منع مقاتلي الدولة الإسلامية من تحقيق مسعاهم لإقامة مركز جهادي في قلب العالم العربي.
مع ذلك يواجه أوباما سؤالين مهمين: هل ستوحد حكومة العبادي العراقيين بعد أن ساعد سلفه في دفع الأقلية السنية ناحية المعسكر الجهادي؟ وهل الأمريكيون مستعدون لتقديم مزيد من أموال دافعي الضرائب لدولة كلفتهم مليارات الدولارات وأرواح آلاف الأمريكيين منذ الغزو الذي قادته واشنطن عام 2003 للإطاحة بصدام حسين؟
قال مسؤول دفاعي أمريكي تحدث لرويترز بشرط ألا ينشر اسمه لأنه يتناول التخطيط العسكري الذي له حساسية خاصة "أيا كانت المساعدة العسكرية المستقبلية التي نواصل تقديمها للعراق فإنها لن تكون مرتبطة بشكل محدد أو كامل برئيس الوزراء الجديد." وأضاف "القول بأن وجود رجل جديد سيفتح أبواب المساعدات سيكون مبالغة في تقدير الأمور".
وقال مسؤول دفاعي أمريكي آخر إن الولايات المتحدة ستنتظر من الحكومة العراقية القادمة أن توحد قوات الأمن العراقية المشتتة وأن تقدم مساعدات للأقلية الكردية. لكن البدء في تنفيذ برنامج حكومي جديد سيستغرق وقتا مما يعني أن وتيرة رد الإدارة الأمريكية الراهن على تقدم الدولة الإسلامية ستستمر.
وأفاد المسؤول "لو أن كل هذه الشروط بدأت في التوافر أعتقد عندها أننا سنرى إمكانية تقديم المزيد من التدريب والمشورة والمساعدة على نطاق كبير." وأضاف المسؤول أنه إذا حدث ذلك فسيكون بطيئا وقد يستغرق عاما.
وفي نفس الوقت فإن من المتوقع أن تستمر الضربات الجوية لأهداف محددة وتقديم المعدات العسكرية الأمريكية مثل طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي.
وأكد مسؤول أمريكي إن أوباما الذي بنى حملته الانتخابية على وعود بإنهاء الحربين الأمريكيتين في العراق وأفغانستان لم يقرر بعد مستوى العمل العسكري الذي يمكن أن يؤيده في العراق أو الأسلحة الإضافية.
وأضاف المسؤول الذي طلب بدوره ألا ينشر اسمه "لقد رأينا المزاعم الصحفية الأولى عن موقف صعب... لذلك يجب أن تكون متأكدا من أن الناس يشعرون بالقلق بشأن ما تعنيه تلك الخطوات القادمة."
ويلقي الثمن البشري والمالي الذي دفعته الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003 والذي أمر به الرئيس السابق جورج بوش بظلال قاتمة على صناع السياسة الذين يفكرون في الخطوة القادمة في العراق.
وبحسب تقرير لمكتبة الكونغرس نشر شهر بوليو 2014 خصصت الولايات المتحدة 56.3 مليار دولار مساعدات للعراق في السنوات العشر التي بدأ بالسنة المالية 2003 إلى 2012.
ومن هذا المبلغ أنفق الكونغرس 20.1 مليار دولار دعما لقوات الأمن العراقية التي تلاشت في الشمال عندما هاجمها مقاتلو المعارضة.
وبصورة كبيرة انخفض إجمالي المساعدات للعراق -وهي إحدى الدول النفطية الكبرى في العالم- في السنوات الماضية ليصل إلى 590 مليون دولار لكل سنة من السنتين الماليتين 2013 و2014 بينما المطلوب للسنة المالية التي تنتهي في 30 سبتمبر 2015 هو 308.7 مليون دولار.
وقال مسؤول أمريكي رابع إن الإدارة الأمريكية تناقش من قبل أنواع الأسلحة التي يمكن أن يكون العراقيون في احتياج إليها لقتال الدولة الإسلامية وما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة إضافيا لزيادة إنتاج النفط العراقي.
مع ذلك رفض المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون تقديم تفاصيل عما يمكن أن يقدموه قائلين إن من المبكر جدا الكشف عن ذلك موضحين أن جميع الأطراف تريد أن ترى كيف سيكون حكم العبادي للبلاد.
وأفاد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة 15 أغسطس بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد في بروكسل إنه ليس هناك مناقشات إلى الآن داخل الاتحاد بشأن الدعم الاقتصادي لحكومة عبادي.
وأكد المسؤول الأوروبي الذي طلب عدم نشر اسمه "لم يحن النقاش بعد. قد يكون هذا الأمر مبكرا للغاية الى حد ما. سيأتي لاحقا".
وذكر جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن من الممكن أن تكون هناك زيادة متواضعة في المساعدات الأمريكية لكنه تحدث أيضا عن التشاؤم القائم إزاء جدوى مثل هذه المساعدات وعن مدى مركزية العراق بالنسبة للأمن القومي الأمريكي بعد تورط واشنطن الطويل فيه.
وأضاف "يمكن أن تكون هناك مساعدة أمنية كبيرة ربما تكون خليطا من الأسلحة والتدريب. يمكن أن يكون هناك تعاون مخابراتي متزايد. يمكن أن يكون هناك تشجيع للشركات الأمريكية على الاستثمار في العراق".
شروط لتسوية
ذكرت مصادر بريطانية أن عددا من زعماء العرب السنة في العراق أعربوا عن استعدادهم للمشاركة في الحكومة العراقية المقبلة التي كلف بتشكيلها حيدر العبادي شريطة مراعاة مبدأ التوازن في المؤسسات الأمنية والمدنية ووقف قصف المحافظات والمدن السنية والافراج عن المعتقلين وايقاف الاعدامات وسحب الميليشيات من المدن، كما طالبوا بوضع ادارة المحافظات السنية بيد أهلها عسكريا ومدنيا، واعادة تشكيل الجيش العراقي.
وقال أحد اعضاء رابطة علماء الأنبار، فضل عدم ذكر اسمه، لبي بي سي إنه "لا مانع لدى العرب السنة من المشاركة في الحكومة الجديدة في حالة تلبية هذه المطالب".
ونقلت وكالة رويترز عن طه محمد الحمدون، الناطق الرسمي باسم جماعة الحراك الشعبي في محافظات سنية عراقية، إن زعماء عشائر سنية ورجال دين سنة مستعدون للانضمام إلى الحكومة الجديدة إذا تحققت شروط معينة.
واعلن العبادي إنه ملتزم بتوجيهات المرجعية الدينية العليا في دعوتها للكتل السياسية الى التعاون معه لتشكيل حكومة.
واعتبر العبادي دعوة المرجع الشيعي علي السيستاني "دافعا كبيرا لتشكيل حكومة على أساس الكفاءة والنزاهة وتخليص البلاد من الاشكالات الامنية والسياسية والاقتصادية التي يشهدها العراق".وكان علي السيستاني قد قال، عبر متحدث باسمه، إن التغيير السياسي الذي يشهده العراق قد يشكل فرصة نادرة لحل المشاكل الامنية والسياسية في البلاد.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.