أعلن وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي مساء أول أمس، استقالته من منصبه وعزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، وهي الخطوة التي خلفت ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض. وقال السيسي في خطاب بثه التلفزيون الرسمي المصري «اليوم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع». وأعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية امتثالا لما سماها «إرادة جماهير واسعة طلبت مني التقدم لنيل هذا الشرف». وتعهد السيسي ببناء ما سماها «دولة خالية من الخوف والإرهاب»، وقال «نحن مهددون من الإرهابيين، ومن قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وسلامنا وأمننا». وجاء البيان بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي قرر ترقية رئيس الأركان صدقي صبحي إلى درجة فريق أول، وهو ما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظا لخلافة السيسي في وزارة الدفاع. وبعد إذاعة البيان أطلق مؤيدون للسيسي الألعاب النارية وسط القاهرة ابتهاجا بقرار ترشحه، وقالت وسائل إعلام حكومية إن ميدان التحرير بوسط القاهرة شهد وجودا أمنيا مكثفا، وانتشرت فيه مدرعات للجيش مع بدء توافد مواطنين للاحتفال. وفي السياق نفسه نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الأمين العام لحزب النور السلفي جلال مرة قوله إن من حق السيسي «كمواطن وطني من أبناء مصر الشرفاء أن يرشح نفسه للانتخابات». وبدورها رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بترشح السيسي، معتبرة أنه «قائد قادر على استعادة دور مصر وهيبتها». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جبريل الرجوب نائب أمين سر اللجنة المركزية للحركة قوله، إن دور السيسي مع المؤسسة العسكرية المصرية «يشكل ضمانا إقليميا ووطنيا مصريا وللعرب والمسلمين وللدولة والهوية الفلسطينية». ومن جهتها قالت حملة المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي، إنها ستعتبر السيسي «مرشحا عاديا شأنه في ذلك شأن بقية المرشحين الآخرين». رئيسا لا مرشحا وفي المقابل قال المتحدث باسم حزب الدستور الليبرالي خالد داود إن السيسي تكلم في خطابه وكأنه رئيس وليس فقط مرشحا للرئاسة. كما قال القيادي في الجماعة الإسلامية طارق الزمر عبر صفحته على فيسبوك إن «أهم دلالات ترشح السيسي أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أصبح حزبا سياسيا يرشح من بين أعضائه رئيسا للجمهورية ينافس من لا قبل لهم بمنافسته إذا سمح لهم بذلك». ونقلت بوابة الأهرام على الإنترنت عن متحدث باسم حزب مصر القوية، الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح قوله «من كان جزءا من الأزمة لن يكون جزءا من حلها»، في إشارة إلى السيسي. أما القيادي في جماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير، فنقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «لن يكون هناك استقرار أو أمن في ظل رئاسة عبد الفتاح السيسي».