"وزارة التعليم" تعلن تسوية بعض الوضعيات الإدارية والمالية للموظفين    مسؤول فرنسي رفيع المستوى .. الجزائر صنيعة فرنسا ووجودها منذ قرون غير صحيح    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    جريمة بيئية في الجديدة .. مجهولون يقطعون 36 شجرة من الصنوبر الحلبي    "حماس": منفذ الطعن "مغربي بطل"    الكاف : المغرب أثبت دائما قدرته على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة يقلب الطاولة على بنفيكا في مباراة مثيرة (5-4)    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    "سبيس إكس" تطلق 21 قمرا صناعيا إلى الفضاء    الحاجب : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد (فيديو)    ارتفاع عدد ليالي المبيت السياحي بالصويرة    كأس أمم إفريقيا 2025 .. "الكاف" يؤكد قدرة المغرب على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    "البام" يدافع عن حصيلة المنصوري ويدعو إلى تفعيل ميثاق الأغلبية    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    تركيا.. ارتفاع حصيلة ضحايا حريق منتجع للتزلج إلى 76 قتيلا وعشرات الجرحى    التحضير لعملية "الحريك" يُطيح ب3 أشخاص في يد أمن الحسيمة    لمواجهة آثار موجات البرد.. عامل الحسيمة يترأس اجتماعًا للجنة اليقظة    الحكومة: سعر السردين لا ينبغي أن يتجاوز 17 درهما ويجب التصدي لفوضى المضاربات    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    تركيا.. يوم حداد وطني إثر حريق منتجع التزلج الذي أودى بحياة 66 شخصا    وزارة التربية الوطنية تعلن صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور الأساتذة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    مطالب في مجلس المستشارين بتأجيل مناقشة مشروع قانون الإضراب    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    توقيع اتفاق لإنجاز ميناء أكادير الجاف    مجلس المنافسة يكشف ربح الشركات في المغرب عن كل لتر تبيعه من الوقود    الدفاع الجديدي ينفصل عن المدرب    اليوبي يؤكد انتقال داء "بوحمرون" إلى وباء    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    هل بسبب تصريحاته حول الجيش الملكي؟.. تأجيل حفل فرقة "هوبا هوبا سبيريت" لأجل غير مسمى    أنشيلوتي ينفي خبر مغادرته ريال مدريد في نهاية الموسم    المجلس الحكومي يتدارس مشروع قانون يتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة    ندوة بالدارالبيضاء حول الإرث العلمي والفكر الإصلاحي للعلامة المؤرخ محمد ابن الموقت المراكشي    المبادلات التجارية بين المغرب والبرازيل تبلغ 2,77 مليار دولار في 2024    الغازوال والبنزين.. انخفاض رقم المعاملات إلى 20,16 مليار درهم في الربع الثالث من 2024    مطالب برلمانية بتقييم حصيلة برنامج التخفيف من آثار الجفاف الذي كلف 20 مليار درهم    تشيكيا تستقبل رماد الكاتب الشهير الراحل "ميلان كونديرا"    انفجار في ميناء برشلونة يسفر عن وفاة وإصابة خطيرة    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    العمراني : المغرب يؤكد عزمه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تنصيب ترامب    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    ترامب يوقع أمرا ينص على انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية    إيلون ماسك يثير جدلا واسعا بتأدية "تحية هتلر" في حفل تنصيب ترامب    ترامب: "لست واثقا" من إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    المغرب يدعو إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    دوري أبطال أوروبا.. مواجهات نارية تقترب من الحسم    ياسين بونو يتوج بجائزة أفضل تصد في الدوري السعودي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    القارة العجوز ديموغرافيا ، هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا … ؟    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر : ترشح عبد الفتاح السياسي للرئاسة، رسالة مشفرة لجماعة الإخوان المسلمين

قدم وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي أول أمس استقالته خلال اجتماع لقيادات المجلس العسكري ترأسه الرئيس المؤقت عدلي منصور، ليبدأ رحلته نحو قصر الرئاسة، وألقى كلمة وعد خلالها بتحقيق »الاستقرار والأمان«. وانتهى الاجتماع إلى تعيين رئيس أركان الجيش صدقي صبحي وزيراً للدفاع بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول.
أظهرت هذه الخطوة من جانب السيسي إلحاح الوقت لاعتماد استقالة السيسي حتى يتمكن من إدراج اسمه ضمن لوائح الناخبين للترشح في الانتخابات الرئاسية قبل أن تعلن اللجنة القضائية فتح باب الترشح الأحد المقبل، إذ توجه منصور إلى قيادة الجيش لترؤس الاجتماع فور عودته إلى القاهرة من الكويت حيث شارك في القمة العربية. وتعهد رئيس الحكومة خلال جولة في أسيوط أول أمس ب«إجراء انتخابات نزيهة يشهد لها العالم أجمع».
وعقب انتهاء الاجتماع خرج السيسي ببيان أذاعه التلفزيون الرسمي في المساء تعهد فيه قائلا »أننا نستطيع معاً شعبا وقيادة أن نحقق الاستقرار والأمان والأمل«. وركز على التهديدات التي تواجهها مصر، قائلا «نحن مهددون من الإرهابيين ومن قبل أطراف تسعى إلى تدمير حياتنا وأمننا. صحيح أن هذا آخر يوم لي بالزي العسكري لكنني سأظل أحارب من أجل مصر خالية من الخوف والفزع والإرهاب. ليس مصر فقط، بل المنطقة كلها». ودعا إلى «إعادة بناء مصر»، معتبرا أن «ما شهدناه في السنوات الأخيرة جعل هذا الوطن أرضا مستباحة لبعضهم. لابد من أن يتوقف هذا. هذه دولة لها كرامتها. هذه لحظة فارقة. والاستهتار في حق مصر مغامرة لها عواقب وحساب. مصر ليست ملعبا لطرف خارجي إقليمي أو دولي... هذا وقت الاصطفاف من أجل مصر».
وشدد على ضرورة «إعادة هيبة الدولة التي تضررت كثيراً». لكنه في الوقت نفسه دعا «شركاء الوطن» إلى «أن يدركوا أننا أبناء هذا البلد ونمضي في قارب واحد لن يكون لدينا صراعات شخصية نصفيها»، في ما بدا إشارة ضمنية إلى «الإخوان المسلمين». مضيفا « نريد الوطن لكل أبنائه بلا إقصاء أو تفرقة. ونمد أيادينا إلى الجميع. وأي مصري لم تتم إدانته بالقانون هو شريك فاعل في المستقبل بلا قيود ولا حدود. أمد يدي للدفع بمصر إلى مكانها الذي تستحقه».
وكان السيسي بدأ كلمته قائلا «أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعدما قررت إنهاء خدمتي قائدا عاما للقوات المسلحة. هذه لحظة مهمة جدا. اليوم أترك زيي العسكري الذي ارتديته للدفاع عن الوطن 45 عاما. أتركه أيضاً للدفاع عن الوطن».
وأشار إلى أن «لا أحد يستطيع أن يصبح رئيساً إلا بإرادة الشعب... لذلك أتقدم بكل تواضع معلنا اعتزامي الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية. تأييدكم هو ما سيمنحني هذا الشرف العظيم. أقف أمامكم مباشرة كي أتحدث إليكم من القلب لأقول أنني أمتثل لنداء جماهير واسعة من الشعب طلبت مني التقدم لنيل هذا الشرف. اعتبر نفسي جنديا مكلفا، وأي موقع تأمرني به جماهير الشعب سأكون فيه».
لكنه شدد على أن «لدينا مهمة شديدة الصعوبة ثقيلة التكاليف. الحقائق الاقتصادية والسياسية والأمنية في مصر قبل الثورة وبعدها وصلت إلى حد يتطلب مواجهة أمينة وشجاعة للتحديات. مصر تواجه تحديات كبيرة وضخمة. هناك ملايين الشباب يعانون البطالة وهذا غير مقبول تماما. هناك من يعانون ولا يجدون رعاية صحية، وهذا غير مقبول. مصر الغنية بثرواتها وشعبها تعيش على المساعدات، وهذا غير مقبول».
ورأى أن «المصريين يستحقون حياة أفضل من هذه. يستحقون الكرامة والحرية والعمل والعلاج والغذاء والمسكن. أمامنا كلنا كمصريين مهام عسيرة. لابد من إعادة بناء جهاز الدولة الذي يعاني حالا من الترهل تمنعه من اداء مهامه. وعجلة الانتاج يجب أن تعود إلى العمل بكامل طاقتها لإنقاذ الوطن من مخاطر كبيرة». غير أنه شدد على أن »صناعة المستقبل عمل مشترك وعقد بين الحاكم وشعبه. الحاكم ملتزم بدوره أمام الشعب. والشعب عليه التزامات العمل والجهد والصبر. لن ينجح الحاكم بمفرده».
وأضاف أن «اعتزامي الترشح لا يصح ولا يجوز ان يحجب حق الغير إذا رأى ان لديه الأهلية للتقدم للمسؤولية. يسعدني نجاح من يختاره الشعب». ولفت إلى أنه لن تكون لديه «حملة انتخابية بالصورة التقليدية«، بل «برنامج انتخابي ورؤية واضحة تهدف إلى قيام دولة حديثة سيطرحان بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات بذلك».
ويعد المشير السيسي هو المرشح الرئاسي الأوفر حظاً في حال ترشحه. فهو وزير الدفاع المصري ال44، ولد في 19 نونبر عام 1954، وتخرج من الكلية الحربية عام 1977. وحصل على ماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، كما حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 بنفس التخصص.
هذا إضافة إلى حصوله على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، وزمالة من كلية الحرب العليا الأميركية عام 2006. وتمت ترقيته بقرار من الرئيس المؤقت عدلي منصور إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري.
ويذكر أن الفريق صدقي صبحي المرشح لمنصب وزير الدفاع المصري، قريب الصلة بالمشير السيسي، ولعبا معا دورا مهما في قيادة الجيش في مرحلة بالغة الحساسية، وهو من مواليد 1955.
وقد تولى قيادة الجيش الثالث الميداني عام 2009، وبعد نحو ثلاثة أعوام تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية.
من جهة أخرى كشف عمرو موسى - المرشح السابق لرئاسة مصر والأمين العام للجامعة العربية سابقاً، ورئيس لجنة الخمسين لكتابة الدستور المصري - النقاب عن ملامح وتفاصيل أساسية بالبرنامج الانتخابي للمشير عبدالفتاح السيسي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وبعض محتوياته.
وأشار موسى إلى أن فريقاً من الخبراء والشخصيات العامة يعكف حالياً على مناقشات مكثفة لوضع اللمسات الأخيرة وإنجاز صياغة رؤية السيسي، كمرشح رئاسي والأسس التي يعتمد عليها برنامجه، تمهيدا لإعلانه لاحقاً.
وأوضح موسى في تصريحات صحافية السبت أن البرنامج يقوم على محورين، الأول: إعادة بناء الدولة على أسس حديثة، مع أخذ تكليفات دستور 2014، الملزمة للدولة في الحسبان، والثاني إشراك المشير للشعب في تفاؤله بالنسبة للتنمية الشاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإعمال الشفافية بحقائق الوضع الاقتصادي والظروف التي تمر بها البلاد.
وأضاف موسى أن البرنامج يهدف لإعادة البناء وتحقيق الرخاء للناس وضمان الحياة الكريمة لهم، مع احترام الحقوق والحريات المنصوص عليها بالدستور، وعلى رأسها عدم التمييز بين المواطنين، وتحقيق تكافؤ الفرص بينهم، وحرية الرأي والاختلاف السلمي، مع منح أولوية لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المتوازن جغرافياً وقطاعياً، والاهتمام الشديد بالتنمية البشرية، والتوسع عمرانياً، بما يتناسب مع الزيادة السكانية بشكل مخطط، والاستغلال الأمثل لكل موارد مصر مع الحفاظ على حقوق الأجيال الحالية والقادمة، وإجراء تعديلات جذرية على حدود عدد المحافظات، وتعديل الخريطة الإدارية لها، ومد حدود بعض محافظات الصعيد شرقا وغربا توسيعا لآفاق العمل والإنتاج.
وشدد موسى على اهتمام برنامج السيسي بالحد من الفقر وتحقيق تحسن سريع وملموس في جودة الحياة لجميع المواطنين، والعودة بالطبقة المتوسطة إلى حجمها الطبيعي، واستعادة الأمن والأمان للبلاد، وإصلاح مؤسسات الدولة ورفع وضمان كفاءة أجهزتها، والانضباط في أداء دورها، ومحاربة الفساد.. كما أن البرنامج سيقوم على طرح مشروعات للتنمية الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، للتغلب على البطالة، وتشغيل الشباب، وزيادة الإنتاج ومضاعفته.
وأكد موسى على أن البرنامج يشمل حماية المصالح الحيوية لمصر وتعظيمها، خاصة في مجالي المياه والطاقة، وإيجاد منظومة واضحة ومتكاملة للعلاقات الخارجية المصرية، تحفظ لمصر أمنها القومي، بمختلف أبعاده الإقليمية (العربي والإفريقي والإسلامي والمتوسطي)، وعلى ضوء الموقف الدولي وتطوره.
إلى ذلك، أشاد البرلماني السابق ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، بما أعلنه موسى من رؤية السيسي، وأكد أنه برنامج انتخابي طموح، وواقعي، لأنه راعى قدرات الدولة، ومن ثم، فهو قابل للتنفيذ، وفي حدود قدرة الشعب على التحمل، مشيرا إلى أن السيسي رجل دولة، ويعرف مؤسساتها وتفاصيلها، ولا ينقصه الحماس، ولديه العزم، ولكن عليه أن يتشدد في قطع دابر الفساد.
من جانبه، قال حسين عبدالرازق - القيادي بحزب التجمع - «إنه من الخطأ الحكم على برنامج أي مرشح رئاسي من خلال أفكار عامة وخطوط عريضة، كالتي أعلنها عمرو موسى، فهناك تساؤلات كثيرة يتعين الإجابة عنها، منها كيفية وخطوات محاربة نسب الفقر والبطالة، وما حلوله لتغيير سياسة الدولة السارية منذ عام 1974، بترك ملفات الاستثمار والتنمية للسوق الرأسمالي، مختتما بأن الشعب ينتظر تفاصيل وحلولا محددة لمشكلاته، وليس مبادئ وملامح عامة.
ولم يكن عبد الفتاح سعيد السيسي معروفا للعموم، قبل أن يعينه الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي الى جماعة «الاخوان المسلمين» وزيرا للدفاع في غشت 2012، لكنه نال «شعبية واسعة» بعد اعلانه في يوليوز 2013 عزل مرسي بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. والسيسي هو رجل عسكري صعد إلى قيادة الجيش بعدما لعب أدوارا قيادية، من بينها قيادة الإستخبارات الحربية وعمل ملحقا عسكرياً في المملكة العربية السعودية.
وخلف السيسي المشير حسين طنطاوي، الذي شغل منصب وزير الدفاع لمدة عشرين عاماً في عهد الرئيس السابق حسني مبارك على رغم أنه كان أصغر اعضاء المجلس العسكري. وترأس طنطاوي المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار مصر لمدة 16 شهراً، اتسمت ب»الاضطراب» في اعقاب الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وسلم طنطاوي السلطة الى مرسي في 30 يونيو 2012 بعد انتخابات رئاسية وصفت بأنها «أول انتخابات حرة تشهدها مصر». وكان ينظر لقبول الجيش تعيين السيسي من قبل مرسي على أنه مؤشر لخضوع الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ 1952 ، لكن بعد عام واحد عزل السيسي مرسي في استجابة لمطالب قطاع كبير من المصريين. لكن لا يرى الجميع في تحرك السيسي انحيازا لارادة الشعب، وتصف جماعة «الاخوان المسلمين» ومؤيدوها عزل مرسي بأنه «انقلاب عسكري».
وإبان حكم مرسي حذر السيسي من «حدوث اضطراب وانقسامات سياسية»، لكنه أكد مرارا أنه لا «ينبغي للجيش أن يعود الى السياسة». وعندما وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في الشوارع في نونبر 2012 بسبب إصداره إعلانا دستوريا يحصن قراراته، قال السيسي إن «ولاء القوات المسلحة للشعب والدولة». وبعد عزل مرسي صرح بأنه لا ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية، لكن في وقت سابق في مارس الجاري المح بقوة إلى عزمه الترشح، قائلا إنه لا يستطيع أن «يدير ظهره» لرغبات عدد كبير من المصريين. وربما يكون أحد أسباب شعبية السيسي انه من ابناء المؤسسسة العسكرية، التي تحظى بتقدير واسع لدى غالبية المصريين. كما ينظر كثيرون له على أنه «القائد البطل والمنقذ»، الذي خلصهم من نظام حكم نعته معارضوه بأنه «نظام فاشي ديني»، وعلى أنه شخص حاسم قادر على انهاء الازمات السياسية والاقتصادية، التي تشهدها مصر منذ الاطاحة بمبارك.
ويخشى معارضو السيسي أن تتولى رئاسة البلاد مجددا شخصية ذات خلفية عسكرية كما كان الحال لعقود. وبخلاف السيسي لم يعلن أحد من الشخصيات السياسية البارزة في البلاد عزمه الترشح للرئاسة حتى الآن سوى حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012. وعزا صباحي في مقابلة مع «رويترز» هذا الشهر شعبية السيسي إلى «الشعور الجمعي بالخوف على قضية الأمن»، وهو ما يدفع الناس إلى اللجوء «إلى قوة قادرة على أن تقهر أو تفل الحديد بالحديد». لكن صباحي حمل السيسي «مسؤولية سياسية مباشرة أو ضمنية» عن انتهاكات حقوقية وقعت في مصر خلال الفترة الانتقالية التي تلت عزل مرسي. وبعد عزل مرسي اندلع عنف سياسي قتل فيه نحو 1500 شخص أغلبهم من مؤيديه ومن بينهم مئات من قوات الأمن قتلوا في تفجيرات وهجمات مسلحة نفذها متشددون في شبه جزيرة سيناء وامتد نطاقها للقاهرة ومدن أخرى. وشنت قوات الأمن حملة صارمة على جماعة «الاخوان المسلمين ، وأعلنتها الحكومة جماعة ارهابية واعتقلت الآلاف من أعضائها ومؤيديها وقدمتهم للمحاكمة بمن في ذلك مرسي. وشملت الاعتقالات نشطاء مدافعين عن الديموقراطية والحقوق لا ينتمون للتيار الاسلامي. لكن السيسي قال أمس الثلاثاء وفق بيان للمتحدث العسكري «إن مصر ماضية بكل قوة فى بناء دولة ديموقراطية حديثة ترضي جميع المصريين وتلبي مطالبهم وتطلعاتهم نحو المستقبل». وقال عسكريون أميركيون عرفوا السيسي خلال وجوده في الولايات المتحدة للحصول على زمالة كلية الحرب العليا عام 2006 إنه رجل متدين ومواظب على الصلاة وإن كتاباته كانت تعكس وعيه بأن تحقيق الديموقراطية في الشرق الأوسط ربما يكون مليئا ب»الصعوبات».
ردود فعل متباينة
بعد إعلان السيسي الترشح للرئاسة
وتباينت ردود فعل الشارع المصري إزاء إعلان  عبد الفتاح السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، حيث احتفل مؤيدوه في القاهرة، وتجمعوا في حي الجمالية مسقط رأسه لتأييده، بينما شهدت محافظات مصرية مختلفة عدة مظاهرات أكد المشاركون فيها أن ترشح السيسي تتويج للانقلاب العسكري، ودعا تحالف دعم الشرعية لمظاهرات يومه الجمعة.
وكان ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة شهد تجمعا ليلة الأربعاء للمؤيدين لترشح السيسي للرئاسة، عبروا خلاله عن دعمهم هذا الترشح، ورددوا هتافات تشيد بالمشير السيسي.
في المقابل، أعرب ناشطون مؤيدون للسيسي عن نيتهم تنظيم مظاهرات حاشدة يومه الجمعة في ميدان التحرير احتفاء بإعلان وزير الدفاع المستقيل ترشحه للانتخابات الرئاسية، كما أعرب عدد من المصريين عن ترحيبهم بإعلان السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقالوا إن ترشحه سيصب في مصلحة مصر.
احتجاجات
في المقابل، دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب إلى التظاهر الجمعة تحت عنوان «معا للخلاص». وقال التحالف -في بيان له- إن السيسي غدر بثورة 25 يناير 2011 ومكتسباتها، وورط الجيش في السياسة.
ومن جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين على لسان القيادي إبراهيم منير ردا على خبر الترشح «لن يكون هناك استقرار أو أمن في ظل رئاسة عبد الفتاح السيسي».
وشهدت محافظات مصرية مختلفة عدة مظاهرات ليلية احتجاجا على ترشح السيسي للرئاسة، ووصف المتظاهرون في الحوامدية بمحافظة الجيزة قرار ترشح السيسي بأنه تتويج للانقلاب العسكري الذي بدأ بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وأكد المتظاهرون استمرارهم في التظاهر السلمي ضد الانقلاب العسكري حتى عودة الشرعية كاملة، متمثلة في عودة كل المؤسسات المنتخبة.
ويرى عدد من الخبراء، أن خطاب ترشح عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع المستقيل، لانتخابات رئاسة الجمهورية، حمل رسالة مبطنة وخفية إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وجاءت رسالة السيسى الخفية  لمعارضى ثورة 30 يونيو وعلى رأسهم تنظيم الإخوان  وأيضًا قطاع الإسلاميين والمؤيدين لتنظيم الإخوان, والتى فسرها البعض بأنها باب لتحقيق المصالحة وإعادة الاستقرارالسياسى وإنهاء الخصومة فى الشارع المصرى خلال الفترة المقبلة.
وتضمنت رسالة السيسى قوله: «أدعو شركاء الوطن، أن يدركوا أننا جميعًا - أبناء مصر - نمضى فى قارب واحد، نرجو له أن يرسو على شاطئ النجاة، ولن يكون لنا حسابات شخصية نصفيها، أو صراعات مرحلية نمضى وراءها، فنحن نريد الوطن لكل أبنائه، دون إقصاء أو استثناء أو تفرقة، نمد أيدينا للجميع فى الداخل وفى الخارج، معلنين أن أى مصرى أو مصرية لم تتم إدانته بالقانون الذى نخضع له جميعًا، هو شريك فاعل فى المستقبل بغير حدود أو قيود».
وتعليقًا على هذه الرسالة قال د.خالد الزعفرانى, القيادى الإخوانى المنشق, إن هذه الرسالة واضحة ، وعلى  الإخوان إدراكها وعدم تفويت الفرصة من أجل الالتزام بإرادة الشعب المصرى التى خرجت ضدهم فى ثورة 30 يونيو، لافتًا إلى أنه يتصور  أنه بالرغم من كون هذه الرسالة غير واضحة ولكنها مقصودة من أجل تحقيق المصالحة الفعالة مع مكونات الشارع السياسى المصرى.
ولفت الزعفرانى، إلى أن خطاب المشير عبد الفتاح السيسى واضح ويعبر عن رؤية واضحة  نحو معرفته بما يدور فى الشارع المصرى من مشكلات، بالإضافة إلى اطلاعه على حقيقة الوضع السياسى المصرى, مشيرا إلى أن رسالته الغامضة  للإخوان ومعارضى 30 يونيو  واضحة، «وهو قادر على تحقيقه والشعب سيقبلها منه وعلى الإخوان إدراك ذلك».
من جانبه قال أحمد بان, الباحث فى الشئون الإسلامية، إن خطاب المشير عبد الفتاح السيسى بشأن ترشحه للرئاسة, متزن وشعبى ، يغلب عليه  وضوح الرؤية فى المشاكل التى يعانى منها الشارع المصرى ، ونحن الآن ننتظر برنامجه الانتخابى لنتعرف على التفاصيل التى تفتح أبواب الأمل من جديد للمصريين.
وبشأن دعوته  المبطنة  لمعارضى 30 يونيو وعلى رأسهم  تنظيم الإخوان وأجواء تحقيق المصالحة قال بان: «أتصور أن الدعوة موجهة لكل من خرج  وشذ  عن ثورة 30 يونيو مفاداها أن الفرصة ما زالت سانحة، وأنه لا يصادر على المستقبل بمفرده، ويتيح الفرصة للجميع للمشاركة ما لم يُدَن بحكم القانون».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.