وداويني بالتي كانت هي الداء، لعل لسان حال مصر يكرر هذا الكلام لأنه تعب من موجة العنف التي أغرقها فيه تنظيم الإخوان، مما يجعل مصر الآن أحوج إلى رجل قوي مثل المشير السيسي.. فبعد تدخل الجيش المصري لإنقاذ مصر من مصير غير واضح المعالم، وإخراجها من النفق المظلم الذي أدخلوها فيه٬ وتنحية جماعة الإخوان المسلمين من الحكم، أعلن الرجل القوي في مصر المشير عبد الفتاح السيسي عزمه على الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية بعد مطالبات من الشعب لترشحه وبعد أن استقال من الجيش المصري لتلبية هذا الطلب. ومباشرة بعد إعلان السيسي الذي بثه التلفزيون المصري مساء أمس، توالت ردود الأفعال المرحبة بالقرار، وكان أبرزها بيان حزب النور السلفي الذي أكد على أنه "من حق المشير عبد الفتاح السيسي كمواطن وطني من أبناء مصر الشرفاء أن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية ويتقدم إلى هذا العمل الشاق في ظل الظروف الصعبة في تاريخ الدولة المصرية، وأن مصر تحتاج إلى تكاتف كل أبنائها لإخراج الوطن من كبوته وعودته إلى مكانته التي يجب أن يكون عليها داخلياً وإقليمياً وعالمياً. من جانبها عبرت حركة تمرد التي قادت الحملة المليونية التي أسقطت حكم المرشد بمصر –عبرت - عن موقفها الداعم للسيسي في سباق الرئاسة المصرية، موضحةً أن "اختيارها لشخص المشير يعد انحيازاً لرغبة القطاع الأكبر من الشعب المصري في ترشحه، مستدلة بذلك بقولة جمال عبد الناصر "سيخرج من صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة". بدوره قال حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الذي سينافس السيسي، "إنه يرحب بترشح المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، ونسعى لانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة تضمن حياد الدولة وحق الشعب في اختيار رئيسه بإرادته الحرة". أما الأحزاب المصرية فقد رحب جلها بقرار السيسي الترشح للرئاسة المصرية وأجمعت في مطالبها على ألا تتدخل مؤسسات الدولة لدعم ترشيحه بأي شكل من الأشكال، وأن يحافظ على الالتزام بالآليات الديمقراطية والمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة بالتساوي مع المرشحين الآخرين. وعلى الصعيد الإقليمي رحبت حركة فتح الفلسطينية بقرار السيسي معتبرةً إياه بأنه قائد قادر على استعادة دور مصر وهيبتها وأن يشكل ضماناً إقليمياً ووطنياً مصرياً وللعرب والمسلمين. وفي مقابل ذلك قالت مصادر لجريدة "العلم" أن إعلان السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، خلق موجه من الهيستريا في أوساط جماعة الاخوان المسلمين، وقضى على آخر آمال جماعة الإخوان المحظورة في تغيير خارطة الطريق، خاصة بعد أن انهارت قواهم وقدرتهم على الحشد، وهو ما سيؤدي بها إلى مزيد من الضغط والتصعيد.