نقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الدفاع والقائد العام للجيش المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي قوله، أول أمس السبت، إنه يحتاج إلى دعم من الشعب والجيش لكي يترشح لمنصب رئيس الدولة. وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي (خاص) نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة الأهرام المملوكة للدولة عن السيسي (59 عاما) قوله أثناء لقاء مع شخصيات عامة في القاهرة "إذا ترشحت فيجب أن يكون (ذلك) بطلب من الشعب وبتفويض من الجيش". وقال الموقع الإلكتروني للأهرام "هنا علت القاعة بالتصفيق مرددين كلنا معاك". وبينما لا يوجد مرشحون واضحون للمنصب يتكهن المصريون بشأن نيات السيسي في ما يتعلق بالترشح للمنصب. وعزلت قيادة الجيش الرئيس المنتخب المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في الثالث من يوليوز، بعد احتجاجات حاشدة طالبت بتنحيه. وحسب خارطة طريق أعلنها السيسي في ذلك اليوم سيقترع المصريون تعديلات دستورية في 14 و15 يناير الحالي. وتشمل خارطة الطريق أيضا انتخابات تشريعية ورئاسية. ومنذ عزل مرسي يتولى عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا منصب رئيس الدولة مؤقتا. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن السيسي دعا المصريين للاقتراع على التعديلات الدستورية بالموافقة. وصارت نيات السيسي في ما يتعلق بالترشح أكثر إلحاحا، منذ لمحت السلطات التي يدعمها الجيش إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تسبق الانتخابات التشريعية، التي كان مقررا بحسب خارطة الطريق أن تجرى أولا. ويقول مراقبون إنه رغم أن السيسي يتمتع بتأييد واسع بين المصريين الذين يشعرون بالسعادة لأنهم رأوه ينهي حكم مرسي، إلا أنه في نظر مناوئيه الإسلاميين العقل المدبر "لانقلاب دموي" أطاح بأول رئيس فاز بالمنصب في انتخابات حرة. ويرى مؤيدو السيسي أنه الرجل القوي المطلوب لتحقيق الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات. ومنذ عزل مرسي اندلع عنف سياسي أوقع نحو 1500 قتيل أغلبهم من مؤيديه وبينهم أيضا حوالي 350 من رجال الأمن. وقالت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم القوات المسلحة على فايسبوك إن السيسي "دعا أبناء الشعب المصري لتحمل المسؤولية الوطنية والنزول والمشاركة بقوة في الاستفتاء على مشروع الدستور لتصحيح المسار الديمقراطي وبناء دولة ديمقراطية حديثة ترضي جميع المصريين". وحضر اللقاء عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، التي صاغت التعديلات الدستورية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن موسى قوله أثناء اللقاء "إن الشعب المصري يريد الخروج من المطب التاريخي الذي وقعت فيه مصر احتجاجا على الفشل" في إشارة إلى حكم مرسي. وأضاف قائلا أن لجنة الخمسين "عملت على ترجمة كل التحديات التي تواجه مصر وطرح آفاق المستقبل... الدستور ركز على احترام حقوق المواطن وكان واضحا في مسألة الحقوق والحريات وينافس في ذلك دساتير العالم المتقدم". ودعا موسى المصريين إلى "النزول بقوة وكثافة للتصويت على الدستور حتى تأتى النتيجة بنسبة كبيرة حتى نسير قدما في استكمال خارطة الطريق". وقال إن المصريين "يعبرون عن الثقة الكبيرة في الفريق أول عبد الفتاح السيسى ويضعون على عاتقه مسؤولية كبرى بقرار ينتظره الكل، لأنه على أساسه ستترتب أوضاع كثيرة نرجو أن تصب في صالح مصر.