ارتفاع أجواء التوتر بين المغرب وإسبانيا ووقفات احتجاجية للتنديد بتصرفات الشرطة الإسباينية بلغت أجواء التوتر بين المغرب وإسبانيا ذروتها نهاية الأسبوع الجاري، حين اعتدى أفراد الحرس الإسباني، أول أمس السبت، على ثلاثة مواطنين مغاربة بنقطة العبور بمدينة مليلية المحتلة، لتنضاف إلى حالات مماثلة أقدم عليها جهاز الشرطة الإسبانية في الأيام الأخيرة. ------------------------------------------------------------------------ وخلف هذا الاعتداء الجسدي بالضرب والعنف في حق المواطنين المغاربة استنكارا واسعا لدى جميع الفئات؛ نظمت على إثره وقفات احتجاجية تلقائية ببعض المدن، شارك فيها بالإضافة إلى المغاربة، مواطنون من دول إفريقية، للتنديد بدورهم بما تعرض له قارب كان يقل العديد من المهاجرين الأفارقة قبالة السواحل الإسبانية. ونددت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون باسم الحكومة المغربية، بما أسمته «استمرار أعمال العنف في حق مواطنين مغاربة» ووصف بيان للوزارة هذه الممارسات ب «الانزلاق العنصري الخطير»، المتمثل في تعرض مواطنين مغربيين على التوالي يومي الرابع والخامس من هذا الشهر، وتكرس هذا الانزلاق صبيحة يوم السبت، من خلال ما تعرض له إبراهيم أبانا من إهانة وعنف من طرف قوات الأمن الإسباني بنقطة العبور بمدينة مليلية المحتلة. وأفاد شهود عيان أن المواطن المغربي تعرض لملاحقة الحرس المدني الإسباني، بعد أن تجاوز الخط الفاصل بين مركز مليلية وبني أنصار، حيث تلقى وابلا من الضرب والتعنيف على مرأى ومسمع من خمسة مغاربة، منهم عنصران للأمن، اللذان حاولا التدخل لإنقاذ الضحية. هذا الأخير اقتيد إلى أحد مخافر الشرطة الإسبانية بعين المكان، وهناك تعرض لشتى أنواع الإهانة والعنف الجسدي، أصيب على إثرها برضوض وجروح متفاوتة الخطورة في أنحاء مختلفة من جسده. وقبل يوم من ذلك، ندد المغرب بتخلي الحرس المدني الإسباني على ثمانية مهاجرين ينحدرون من دول أفريقية جنوب الصحراء بعرض سواحله وهم في حالة صحية جد متردية. وقال بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون إن دورية للحرس المدني الإسباني تخلت صباح الجمعة بعرض السواحل المغربية قبالة الجماعة القروية بليونش، على ثمانية مهاجرين ينحدرون من دول إفريقية جنوب الصحراء في وضعية صحية جد متردية، منهم أربعة كاميرونيون، وسنغالي، وتشادي وغاني وغابوني. واستغرب البلاغ ما وصفه ب «التصرف اللاإنساني» المنافى لاحترام كرامة وحقوق الإنسان، والمتعارض مع الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين المغرب وإسبانيا في ميدان تدبير الهجرة. وأشار البلاغ إلى أن السلطات الإقليمية لعمالة المضيق الفنيدق، تدخلت لإغاثة هؤلاء المهاجرين، ونقلهم إلى المستشفى الإقليمي لتقديم المساعدات الطبية لهم والتكفل بهم. وندد بلاغ وزارة الخارجية المغربية على تلك التصرفات غير المسؤولة، مشددا على أنها تعكس «النزعة العنصرية التي تطبع تدخلات الحرس المدني الإسباني. ودعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون نظيرتها الإسبانية إلى اتخاذ كافة التدابير من أجل تفادي هذه التصرفات التي لا تخدم مصلحة البلدين. ونظمت نهاية الأسبوع العديد من الوقفات الاحتجاجية التلقائية، بكل من الناظور والرباط وطنجة للتنديد بالسلوكات الإسبانية سواء في حق المواطنين المغاربة، أو في حق المهاجرين الأفارقة. وتجمع أكثر من ألفي شخص أول أمس السبت، في وقفة احتجاجية، أمام السفارة الإسبانية بالرباط، للتنديد بالممارسات غير الإنسانية للأمن الإسباني ضد مواطنين مغاربة ومهاجرين غير شرعيين من دول إفريقية جنوب الصحراء. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لما أقدمت عليه السلطات الأمنية الإسبانية، سواء في حق المواطنين المغاربة، أو في حق المهاجرين غير الشرعيين. ورفعوا لافتات تندد بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني. وارتدى العديد من المشاركين في الوقفة الاحتجاجية أقمصة بيضاء مكتوب عليها «لنغير سلوكنا اتجاه إسبانيا» في رسالة موجهة إلى الحكومة المغربية بالتعامل بالمثل مع إسبانيا. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، الذين انضم إليهم أفارقة مقيمون بالمغرب، لافتات تحمل عبارات تستنكر الممارسات والسلوكات اللاإنسانية للحكومة الإسبانية المخالفة للمواثيق والمعاهدات الدولية، مطالبين الحكومة الإسبانية باحترام حقوق الإنسان وضمان كرامة المواطنين سواء كانوا مغاربة أو أفارقة. وقد أكد هؤلاء المهاجرون الأفارقة، الذين تكفلت بهم السلطات المغربية وقدمت لهم المساعدات الطبية والاستعجالية، أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة وللشتم والسب والمهانة من قبل عناصر الشرطة الإسبانية. وردد المتظاهرون خلال هذه الوقفة، التي تأتي بعد حالات العنف الجسدي المقترفة من قبل عناصر من الشرطة الإسبانية تجاه مواطنين مغاربة بنقطة العبور بمدينة مليلية المحتلة، شعارات من قبيل « أين حقوقنا» و»لا للعنصرية و»نعم لاحترام حقوق الإنسان» وغيرها... وبمدينة الناظور ندد نشطاء حقوقيون وممثلو عدد من الجمعيات والهيئات السياسية والنقابية، في وقفة احتجاجية أمام مقر القنصلية الإسبانية بالمدينة، بتصرفات الشرطة الإسبانية المنافية لمبادئ حقوق الإنسان. معبرين عن احتجاجاتهم على الممارسات العنصرية واللاإنسانية للشرطة الإسبانية ضد المواطنين المغاربة والأفارقة. وندد المتظاهرون الذين انضم إليهم مواطنون من بلدان إفريقية، بشدة بهذه التصرفات التي تحط بالكرامة الإنسانية وتنافي مبادئ حقوق الإنسان. ورفع المشاركون في هذه التظاهرة، والذين كانوا يحملون الأعلام المغربية وأعلام بلدان إفريقية، لافتات تعبر عن شعورهم، مطالبين باحترام حقوق وكرامة المواطنين المغاربة والأفارقة بصفة عامة من قبل الحرس المدني الإسباني.