عقد كما كان منتظرا أمس الإثنين بالرباط وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي ونظيره الإسباني ألفريدو بيريز روبا بلاكابا لقاء رسميا لمناقشة القضايا التي أثارتها التصرفات الأمنية والاعتداءات التي تعرض لها مواطنون مغاربة خلال هذا الصيف على يد قوات الأمن والحرس المدني الإسباني بنقطة بني أنصار قرب مليلية المحتلة.. ويتطلع الملاحظون إلى أن يتمكن المسؤولان الحكوميان عقب هذا اللقاء من تهدئة التوتر الذي خلفته هذه الأحداث لإعادة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي. وكان الاجتماع الرسمي قد عقد رأسا لرأس تلاه اجتماع موسع حضره المسؤولون الأمنيون في البلدين خصص لدراسة ملفات الهجرة السرية والقانونية، ومكافحة الهجرة، والمخدرات، ومسألة الحدود. ورفض الوزيران الادلاء بأي تصريح للصحافة على أنه كان منتظرا إصدار بلاغ مشترك، كما أن وزير الداخلية الإسباني وعد بلقاء الصحافة الإسبانية في سفارة بلاده بالرباط. وذكرت الصحيفة أن الصحفيين الاسبان كانوا ينتظرون هذه الندوة بفارغ الصبر لمساءلة الطيب الشرقاوي عن أسباب الأزمة بين البلدين وعما اعتبرته الصحيفة «سوء معاملة مزعومة» للشرطة والحرس المدني الاسباني على مواطنين مغاربة وذلك في محاولة لتأجيج الكلام الذي يكون اللقاء قد هدأ من توتره بين الرباط ومدريد حول الأحداث التي وقعت والاعتداءات الممنهجة على المواطنين المغاربة بنقطة بني أنصار والتي أخذت مساراً تصعيدياً ابتدأ من التصريح الحكومي للوزير الأول عباس الفاسي أمام مجلسي النواب والمستشارين والذي أكد فيه تشبث المغرب بمغربية سبتة ومليلية المحتلتين. وكانت زيارة وزير الداخلية الإسباني روبابلاكابا قد سبقتها زيارة للمدير العام للأمن الاسباني والحرس المدني فرانسيسكو خافيير فالاسكينز خصصت للتحضير لاجتماع الوزيرين. وأشارت صحيفة «البايس» أن الازمة الاخيرة بين الرباط ومدريد كانت قد أرخت ظلالها على التعاون الأمني بين البلدين حيث ألغيت الدوريات الامنية المشتركة بين الحرس المدني الإسباني والدرك الملكي على السواحل لمراقبة الهجرة السرية. وكانت التصرفات المشينة التي أقدم عليها الحرس المدني الاسباني وقوات الامن خلال هذا الصيف قد خلفت موجة من الاحتجاج من قبل عدد من الجمعيات والهيآت في المغرب كما نظمت وقفات احتجاجية في كل من الرباط والناظور للتنديد بالسلوكات والاعتداءات الامنية الاسبانية على المواطنين المغاربة. وفي تطور غير مسبوق قام مجموعه من النشطاء الجمعويين في الاسبوع المنصرم بمنع دخول الخضر ومواد البناء إلى المدينةالمحتلة قبل أن يتم فك هذا المنع الاربعاء الماضي الذي صادف الاجتماع الامني المغربي الاسباني.