عبد الحكيم اسباعي: ندد مشاركون في وقفة احتجاجية نظمت يوم السبت الماضي قبالة مقر القنصلية الاسبانية بالناظور بالممارسات العنصرية والمعاملة اللاإنسانية للشرطة الاسبانية ضد المواطنين المغاربة والأفارقة. ورفع المتظاهرون شعارات تدعو السلطات الاسبانية إلى وضع حد لهذه الاعتداءات التي ارتفعت حدتها في المدة الأخيرة، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة اتخاذ المغرب لخطوات حازمة تجاه هذه التصرفات الحاطة بالكرامة الإنسانية والمنافية لقيم حقوق الإنسان. وتأتي هذه الوقفة التي شارك فيها عشرات المحتجين بينهم أفارقة مقيمون في المنطقة، في وقت تسير فيه العلاقات المغربية الاسبانية نحو مزيد من التوتر الدبلوماسي، بعد تنديد وزارة الخارجية المغربية ب"عنصرية" إسبانيا في التعامل مع ثمانية مهاجرين أفارقة غير شرعيين «تخلى الحرس المدني الإسباني عنهم يوم الجمعة الماضية في عرض البحر قبالة سواحل منطقة بليونش، وهم في حالة صحية متردية». وندّدت الحكومة المغربية بخصوص هذه الواقعة، بسلوك الحرس المدني الإسباني، مسجلة "بكل أسف واستغراب"، هذا "التصرف اللاإنساني الذي يتنافى واحترام كرامة وحقوق الإنسان، والاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين في ميدان تدبير الهجرة، الذي يعكس في الواقع النزعة العنصرية التي تطبع تدخلات الحرس المدني الإسباني"، داعية في السياق نفسه الحكومة الاسبانية إلى اتخاذ كل التدابير، من أجل تفادي هذه التصرفات التي لا تخدم مصلحة البلدين الجارين. وعلاقة بردود الفعل المنددة باعتداءات الشرطة الاسبانية، تحدث بلاغ وزارة الخارجية الأخير، عن تسجيل ثلاث حالات اعتداء جديدة بنقطة العبور نحو مليلية، تنضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها مواطنون مغاربة خلال الأسابيع الماضية أثناء ولوجهم إلى مدينة مليلية، حيث لجأت العناصر الأمنية الاسبانية بنقطة العبور إلى استعمال العنف الجسدي في حقهم. وبحسب ذات البلاغ، فقد لجأت الشرطة الاسبانية الأسبوع الماضي في حالتين إلى استعمال القوة ضد مواطنين مغاربة، اذ تعرض السيد ابراهيم أبانا للصفع من طرف أحد عناصر الشرطة الإسبانية بعد أن لاحقه، متجاوزا خط العبور الفاصل بين مركزي مليلية وبني انصار بأربعة أمتار وذلك على مرأى من موظفي شرطة وثلاثة مواطنين مغاربة، وبمجرد أن حاول أحد أفراد الشرطة المغربية التدخل انضم ثلاثة رجال شرطة إسبان آخرين إلى زميلهم وشرعوا أربعتهم في تعنيف الضحية بواسطة عصيّهم، قبل أن يقتادوه إلى مركزهم حيث واصلوا ممارسة أعمال العنف في حقه. كما سجل يوم السبت الماضي تعرض السيد محمد حمداوي، لأعمال العنف بنقطة العبور نفسها، حيث انهال عليه شرطي إسباني بالضرب بعصاه، ووجه له ركلات مما تسبب في إصابته بكسر في الذراع وبرضوض بجسده. وكان وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري قد استدعى في وقت سابق السفير الإسباني في الرباط لإبلاغه "الإستياء القوي للحكومة المغربية حيال الاستخدام غير المبرر للعنف من الشرطة الإسبانية" ضد شاب مغربي يدعى مصطفى بلحسن، كما سجل بيان للخارجية المغربية بهذا الخصوص "بامتعاض تكرار مثل هذه الحوادث التي تشكل تصرفات تحط بالكرامة الإنسانية وتتعارض وجميع الأخلاقيات، وتنطلق من أسس عنصرية واضحة". وبالمقابل وردا على هذه التنديدات المتوالية، قللت الحكومة الاسبانية في أكثر من مناسبة من شأن هذه الحوادث، كما فندت في مناسبات أخرى الاتهامات الموجهة من قبل المغرب للشرطة الاسبانية، وعلى ضوء هذه التطورات يواصل الحزب الشعبي المعارض المسيطر على حكومة مليلية، ضغوطه على الحكومة المركزية لدرجة اتهامها بالسكوت عن "الإهانات" التي يوجها المغرب إلى إسبانيا، بينها وصف مليلية بالمحتلة في بيانات الخارجية المغربية، وهي انتقادات تتزامن مع صدور دعوات داخل المدينةالمحتلة إلى تحويل جانب المعابر الموجود تحت نفوذ الشرطة ورجال الجمارك المغاربة إلى منطقة "حماية دولية".