نفت الجمعيات المتحدة لقوات الحرس المدني الإسباني، أن تكون قد تخلت عن المهاجرين الأفارقة وألقت بهم في الشاطئ المغربي ببلدة بلينوش القريبة من مدينة سبتةالمحتلة. وكان المغرب، قد احتج يوم الجمعة الماضي على هذا السلوك الذي وصفه بيان للخارجية بالمخالف للقواعد الإنسانية ، ما اضطر السلطات المغربية المعنية إلى نقل المهاجرين الأفارقة الثمانية وحملهم إلى المستشفى وتقديم الإسعافات الضرورية لهم. وقال بيان باسم الجمعية أوردته وكالة إيفي الإسبانية شبه الرسمية " وبثته يوم الأحد إنه ليس من عادة عناصر الحرس المدني التخلي عن المهاجرين السريين وهم في وضعية صحية خطرة، مشيرا إلى أنه على العكس مما يقوله المغرب، فإن الحرس المدني يقوم يوميا بطلعات تفقدية، ويقدم المساعدة الإنسانية للمهاجرين السريين من دول جنوب الصحراء. وأوضح البيان الإسباني أن عناصر الحرس العاملة في شواطئ مدينة سبتة، قامت بواجبها يوم الجمعة الماضي وذلك بمنع موجات المهاجرين من الدخول إلى المدينة، لكنها لم تتخل عنهم في أية لحظة وهم يواجهون خطر الموت. يذكر أن عدة منظمات حقوقية مغربية، نظمت وقفات احتجاجية مساء السبت، في بعض المدن المغربية (الرباط والناظور) تضامنا مع المهاجرين الأفارقة من جهة وتنديدا بتصرف الحرس المدني الإسباني. ومن جهتهم أكد المهاجرون الثمانية للسلطات المغربية أنهم عوملوا بكيفية سيئة من طرف الحرس المدني الإسباني الذين انهالوا عليهم بالشتم . إلى ذلك ، لم تهدأ الأجواء بين الرباط ومدريد ، حتى في أوج حر الصيف وعطلة نهاية الأسبوع ، فقد احتجت السلطات المغربية من جديد يوم السبت بواسطةوبيان للخارجية، على حادث تعنيف مماثل وقع عند المعبر الحدودي بين مليلية المحتلة والأراضي المغربية ليلة الجمعة والسبت. وارتباطا بالحادث المذكور، أفاد بيان الخارجية المغربية بأنه تم تسجيل حالتين خطيرتين من اللجوء إلى القوة و"الضرب" ضد مواطنين مغاربة على التوالي ليلة رابع وخامس أغسطس الجاري وصباح اليوم السبت. وهكذا ،تعرض ابراهيم أبانا للصفع من طرف أحد عناصر الشرطة الإسبانية بعد أن لاحقه،متجاوزا خط العبور الفاصل بين مركزي مليلية وبني انصار، بأربعة أمتار وذلك على مرأى من موظفي شرطة وثلاثة مواطنين مغاربة وأضاف بيان الخارجية المغربية أنه بمجرد أن حاول أحد أفراد الشرطة المغربية التدخل انضم ثلاثة رجال شرطة إسبان آخرين إلى زميلهم وشرعوا أربعتهم في تعنيف الضحية بواسطة عصيّهم،قبل أن يقتادوه إلى مركزهم حيث واصلوا ممارسة أعمال العنف في حقه أما الضحية الخامسة، حسب البيان، فهو محمد حمداوي،المقيم بالناظور الذي تعرض للعنف يوم السبت، بنقطة العبور نفسها وهذه المرة أيضا على يد شرطي إسباني انهال عليه بالضرب بعصاه ووجه له ركلات مما تسبب في إصابته بكسر في الذراع وبرضوض بجسده وندد البلاغ المغربي بشدة بتواصل أعمال العنف من قبل شرطة مدينة مليلية المحتلة. وفي انتظار بلاغ نفي أو رواية أخرى لما وقع من الجانب الإسباني، يخشى المراقبون من استمرار التصعيد اللفظي في البيانات المتبادلة بين الطرفين، مع ملاحظة أن وزارة الخارجية الإسبانية لم تنشر لغاية يوم الأحد بيانا تفصيليا عن ما وقع على المعبر الحدودي عند مليلية، وأسندت دور الرد على الاتهامات المغربية إما إلى مندوب الحكومة في مليلية أو إلى قوات الحرس المدني. وفي هذا السياق، بدأت أصوات تنتشر في بعض وسائل الإعلام الإسبانية مفادها أن المغرب، يستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها جارته الشمالية وكذا ضعف الحكومة الاشتراكية ، لتحريك ملف سبتة ومليلية وباقي الثغور المحتلة في شمال المغرب . وتربط تلك التعليقات المنحازة وغير الموضوعية، الجهود التنموية التي يقوم بها المغرب في شمال المغرب، بالنية في إحكام الحصار الاقتصادي على مدينتي سبتة ومليلية اللتين يعتمد اقتصادهما الهش على عمليات التهريب الواسع بينهما وبين المغرب. وإمعانا من بعض الأقلام الإسبانية في تبسيط المشاكل الكبيرة العالقة بين بلادهم والمغرب، حصرها في ممارسة الرباط لانتقام مما لحقها من أذى سياسي تسببت فيه إسبانيا للمغرب في أوقات سابقة. يشار إلى أن أي طرف خارجين لم يبادر بالدعوة إلى تلطيف الأجواء بين الرباط ومدريد، وربما يعود السبب في ذلك إلى الاعتقاد أن المناوشات الكلامية الجارية بين الطرفين، أمر عادي يطفو بين الفينة والأخرى على سطح العلاقات الثنائية المتأزمة بينهما، بفعل مخلفات التاريخ الذي لا تريد إسبانيا مراجعته.