شهدت مدينتي الرباطوالناظور أول أمس السبت 7 غشت 2010، احتجاجات أمام القنصلية والسفارة الإسبانيتين تنديدا بالانتهاكات التي تمارسها الشرطة الإسبانية ضد مواطنين مغاربة وأفارقة في باب مليلية. وكانت الشرطة الإسبانية قد تعرضت، على مدى الخمسة عشر يوما الماضية وفي حوادث متفرقة لعدد من المواطنين المغاربة، بالضرب والتنكيل في المعبر الحدودي الذي يفصل المغرب عن مدينة مليلية المحتلة، كما تخلت قوات الحرس المدني الإسباني عن ثمانية أفارقة قبالة السواحل المغربية وهم في حالة صحية حرجة، فيما أصدرت الخارجية المغربية بلاغات ضد إسبانيا، نددت فيه بهذه الممارسات التي وصفتها ب السلوك العنصري الخطير. ورفع المتظاهرون في الرباط لافتات تحمل شعارات لا لإذلال كرامة المواطنين المغاربة في النقط الحدودية لمدننا السليبة سبتة ومليلية والتعايش - السلم - احترام الآخر- التخلي عن التعصب والعنصرية: أساس العلاقات الإنسانية، وتساءل المتظاهرون أين هي الديمقراطية وحقوق الإنسان وقيم التعايش والسلام التي تدعو إليها إسبانيا والإتحاد الأوربي. وحمّلت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في بلاغ لها، الحكومة الإسبانية، مسؤولية تراجع حقوق الإنسان والانتهاكات الحقوقية ضد المهاجرين المغاربة والأفارقة، وقررت في هذا الصدد مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وكذا مجموعة من الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان، و طالبت الرابطة الحكومة المغربية بتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن المهاجرين المغاربة و كذا العمل على استكمال الوحدة الترابية المنتهكة من طرف المستعمر الإسباني. وفي تصريح لالتجديد، قال إدريس السدراوي، رئيس الرابطة، إن هذه الممارسات التي تقوم بها السلطات الإسبانية في حق المهاجرين، بمثابة تصدير للأزمة الاقتصادية التي تعيشها إسبانيا، واصفا هذه الممارسات بكونها خرقا للمواثيق الدولية التي صادقت عليها إسبانيا، وعلى رأسها اتفاقية جنيف، وطالب السدراوي الحكومة المغربية باتخاذ موقف حازم، واللعب على ورقة الصيد البحري للضغط على إسبانيا. وفي الناظور، نظم ناشطون حقوقيون وممثلو عدد من الهيئات السياسية والنقابية، وقفة أمام مقر القنصلية الإسبانية بالناظور احتجاجا على الممارسات العنصرية واللا إنسانية للشرطة الإسبانية ضد مواطنين مغاربة وأفارقة. وندد المتظاهرون الذين انضم إليهم مواطنون من بلدان إفريقية، بشدة، بهذه التصرفات التي تحط بالكرامة الإنسانية وتنافي مبادئ حقوق الإنسان. ورفع المشاركون في هذه التظاهرة، الأعلام المغربية وأعلام بلدان إفريقية، ولافتات تعبر عن مطالبتهم باحترام حقوق وكرامة المواطنين المغاربة والأفارقة بصفة عامة، من قبل الحرس المدني الإسباني. وكانت الخارجية المغربية قد أصدرت، خلال الأيام الأخيرة، ثلاث بيانات نددت فيها بالاعتداءات المتكررة للشرطة الإسبانية ضد مواطنين مغاربة بنقطة العبور بمدينة مليلية المحتلة، كان آخرها البيان الذي صدر يوم الجمعة، عقب تخلي الشرطة الإسبانية عن ثمانية مهاجرين أفارقة قبالة السواحل المغربية وهم في حالة صحية حرجة، إذ وصف البيان هذا التصرف ب الشاذ واللاإنساني، مبرزا أن الحكومة المغربية تسجل بكل أسف واستغراب، هذا التصرف اللاإنساني الذي يتنافى واحترام كرامة وحقوق الإنسان والاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين في ميدان تدبير الهجرة، والذي يعكس في الواقع النزعة العنصرية التي تطبع تدخلات الحرس المدني الإسباني. وقامت دورية للحرس المدني الإسباني، يوم الجمعة على الساعة السابعة صباحا، بالتخلي بعرض السواحل المغربية، للجماعة القروية بليونش، على ثمانية مهاجرين منحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في وضعية صحية جد متردية. ويتعلق الأمر بأربعة كاميرونيين وسنغالي وتشادي وغاني وغابوني . وفي المقابل، تدخلت السلطات الإقليمية لعمالة المضيق الفنيدق، من أجل إغاثة ونقل هؤلاء المهاجرين إلى المستشفى الإقليمي، من أجل تقديم المساعدات الطبية والاستعجالية لهم والتكفل بهم. وفي أولى ردود فعل السلطات الإسبانية، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية عن عزمها إجراء تحقيق في الموضوع، وسعيها لجمع معلومات عن الواقعة المفترضة. يذكر أن مواطنا مغربيا يدعى مصطفى بلحسن، وهو طالب في الثلاثين من العمر، تعرض لاعتداء جسدي من قبل عناصر من الشرطة الإسبانية يوم الإثنين الماضي، وتم نقله إلى مستشفى مدينة مليلية على إثر تعرضه للضرب وإصابته بجروح، وقبله تعرض المواطن كريم لغظف، الذي كان مرفوقا بوالدته، لممارسات مماثلة في 29 يوليوز الماضي عند نقطة العبور نفسها، كما قامت في 16 من يوليوز الماضي بالاعتداء على خمسة شباب مغاربة مقيمين ببلجيكا عند نقطة عبور بني انصار بالمدينة.