يوم الجمعة الماضي حلت الذكرى العاشرة لرحيل واحد من القادة التاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية واليسار التقدمي المغربي، المناضل الكبير عبد السلام بورقية، وقد تحلق الرفاق حول قبره بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء للدعاء له، وللتذكر ولتجديد الوفاء... سي عبد السلام كما كان يناديه الكل، كان من ضمن المؤسسين، وكان المناضل- الرمز، لكنه لم يكن على الجانب في(زاوية)، ولم يكن يطل على الآخرين من عل، وإنما كان وسط والى جانب الجميع، منصتا ومتفاعلا ومجددا و...متواضعا ككل الكبار. هو الذي كان قائدا سياسيا في الميدان، وسط الفلاحين والعمال، لكنه كان أيضا غزير الكتابة، وكم كان الكثيرون يعجبون لتحليلاته حول(الاندماج الثقافي...) مثلا، وحول التراث، ويتعلمون منها كدروس تكوينية في المدارس والمقرات الحزبية، وكم تفاعل كثيرون أيضا مع كتاباته الصحفية المتابعة للنبض الشعبي اليومي... سي عبد السلام بورقية لمن عرفه أو عمل إلى جانبه من المناضلات والمناضلين، هو التجسيد الواضح لجدلية الوفاء والتجديد في السياسة وفي ... الحياة، ومن ثم فتخليد ذكرى رحيله اليوم، يعتبر احتفاء بهذه القيم وإصرارا عليها. وإن الوفاء اليوم للقيم التي ناضل من أجلها عبد السلام بورقية وباقي الرموز المؤسسة لليسار التقدمي المغربي، ليس تكلسا أو غرقا في وثنيات جديدة، وإنما هو التأكيد على أن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم والمساواة والاشتراكية مستمرة إلى اليوم ضمن نضالات شعبنا وقواه التقدمية، ومن تلك الثنائية الجدلية البليغة القائمة على الوفاء والتجديد يستمد المناضلون اليوم أشكال وصيغ مواصلة المسار الذي أسس له الرواد. إن التأمل النضالي اليوم في حضرة ذكرى الكبير عبد السلام بورقية يحفز على استعادة بهاء القيم والأفكار والمبادئ و...منهجية التحليل، وان إعادة قراءة السيرة الحزبية والوطنية والنضالية لسي عبد السلام تلهم بأهمية الاستمرار في ارتباط اليساريين وكل التقدميين بالشعب، وبقضاياه ونضالاته اليومية، وتكثيف المبادرات الميدانية واليومية من أجل تقوية انخراط شعبنا واهتمامه بشؤون بلاده وبمستقبله. استحضار عبد السلام بورقية اليوم، يعني التأكيد على قيم سلوكية وأخلاقية في المناضل، وفي الإنسان، أي التواضع تجاه الآخرين، والتفكير في الآخرين أولا، وفي البلاد قبل الذات... وعندما تحلق الرفاق والأصدقاء حول قبر الراحل عبد السلام بورقية في الدارالبيضاء يوم الجمعة، كانت للمبادرة رمزية الوفاء لكل ما سلف ذكره من قيم... لقد ألقيت كلمات بالمناسبة، لكن المشاعر والذكريات كانت أبلغ، وسادت في كل النفوس والعقول والأفئدة وحضرت في المكان، والجميع تمثل له شعبنا شامخا وكبيرا، وهو الذي أنجب أمثال عبد السلام بورقية ... السلام والرحمة لسي عبد السلام، الكبير دوما في السجل النضالي لشعبنا، والحاضر أبدا سيرة وقيما ودروسا... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته