تعيش مدينة القنيطرة وخاصة الجمعيات بمختلف مشاربها على إيقاع احتجاجات غير مسبوقة اثر الدعوى الاستعجالية التي رفعها رئيس مجلس المدينة عزيز الرباح ضد جمعية مهرجان القنيطرة، من أجل إخلاء المكتب الذي تستغله كمقر لها بدار الثقافة بلعربي العلوي بذريعة حاجة الجماعة إلى استغلال المكتب المذكور لأغراض إدارية. وقد رفع ممثلو عدد من الجمعيات شعارات أمام محكمة الاستئناف صباح يوم الثلاثاء22 يناير الجاري في وقفة احتجاجية تضامنية تزامنت مع محاكمة جمعية مهرجان القنيطرة، منددين بتصرفات وزير التجهيز والنقل التي تستهدف الإجهاز على الثقافة بالمدينة. علما أن وقفة أخرى نظمت ببلدية القنيطرة يوم الاثنين21يناير. عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني تلقت باستغراب شديد قرار رفع الدعوى واعتبرت أن الإقدام على هذه الخطوة هو إجهاز على الثقافة وعلى الحق في الثقافة. وقد أصدرت الجمعيات المتضامنة والتي فاق عددها المائة بيانا خلال الندوة الصحفية التي انعقدت تحت شعار «من أجل الحق في الثقافة» ردا على قرار مجلس المدينة، أكدت فيه استهجانها للقرار الغير المسبوق الذي أقدم عليه المجلس الجماعي للمدينة بالمتابعة القضائية لجمعية تساهم إلى جانب باقي الإطارات الجمعوية في التنشيط الثقافي والفني للمدينة من خلال تنظيم مهرجان سنوي يستقطب جمهورا عريضا من أبناء المدينة، كما أعربت عن تشبثها بالحفاظ على الوظيفة الأصلية التي أنشئت من اجلها دار الثقافة بلعربي العلوي كفضاء للتنشيط الثقافي والجمعوي مطالبة المجلس الجماعي للمدينة بإنشاء فضاءات ثقافية ورياضية وسوسيوتربوية بمختلف أحياء المدينة عوض الإجهاز على ما تبقى من بنيات ثقافية هزيلة ويتيمة. كما طالبت الجمعيات باستكمال بناء المركب الثقافي للمدينة معلنة رفضها المطلق لتفويته إلى لوبيات العقار وإجهاض هذا المكتسب الثقافي الذي طال انتظار انجازه ومعلنة عن إطلاق برنامج نضالي تصاعدي من أجل الدفاع عن الحق في الثقافة بالمدينة وفقا لما نص عليه الدستور و كذا المواثيق الدولية. وتعود تفاصيل هذه الدعوى إلى شهر شتنبر الماضي حيث وجه الرباح رسالة لرئيس جمعية مهرجان القنيطرة يؤكد فيها أن الجماعة باتت في أمس الحاجة إلى المقر المذكور نظرا لإعادة هيكلة الإدارة الجماعية وذلك بخلق أقسام ومصالح جماعية جديدة ونظرا للإصلاحات التي ستطال مقر الجماعة وللثقل الذي أصبح يشكله كراء ملحقات إدارية على ميزانية الجماعة. واعتبر المتدخلون في الندوة أن عزم تحويل دارا لثقافة بلعربي العلوي إلى ملحقة إدارية ,هي حلقة من حلقات تشويه المشهد الثقافي بالمدينة حيث عرفت دار الثقافة» علال الفاسي» بالساكنية نفس المصير كما تم إغلاق فضاء الطفل للوصول إلى متابعة جمعية ثقافية تبنت مهرجان مدينة القنيطرة الذي يستقطب أكثر من 40الف متفرج . بالإضافة إلى اختفاء كل القاعات السينمائية والبقية تأتي.. موجة من الاستياء والغضب عارمة تستولي على المجتمع المدني من جراء رئيس هذا الإجهاز المعلن على الحق في الثقافة من وزير التجهيز مما خلق حراكا كبيرا في الأوساط الجمعوية، إذ تم تشكيل ائتلاف للنسيج الجمعوي يضم أزيد من مائة جمعية لمواجهة هذا الإجهاز الممنهج على الثقافة بمدينة القنيطرة.