تلقت جمعية مهرجان القنيطرة ومعها جمعيات المجتمع المدني بالمدينة باستغراب شديد قرار رفع دعوى قضائية استعجالية من طرف المجلس الجماعي للقنيطرة ضد جمعية مهرجان المدينة من أجل إفراغ المكتب الذي تستغله الجمعية كمقر لها بدار الثقافة بلعربي العلوي بذريعة حاجة الجماعة الى استغلال المكتب المذكور لأغراض إدارية،هذا ما جاء في مقدمة البيان الذي أصدرته هيآة المجتمع المدني في الندوة التي تم عقدها أول أمس الخميس تحت شعار" من أجل الحق في الثقافة " ردا على قرار المجلس البلدي..واعتبر المشاركون في الندوة ان ما قام به المجلس سابقة هي الأولى من نوعها في علاقة المنتخبين بالشأن المحلي وبالمجتمع المدني.. وعرض كل من السيد توفيق لحلو ومحمد حمداش عدد من الوثائق تشرح حيثيات هذه القضية، ففي رسالة وجهها رئيس المجلس البلدي عزيز رباح الى رئيس جمعية مهرجان المدينة بتاريخ 9 شتنبر 2011، طلب بإخلاء المقر المستغل من طرف الجمعية بدار الثقافة محمد بلعربي العلوي لحاجة المجلس اليه نظرا لإعادة هيكلة المصالح الجماعية ،وورد في نفس الرسالة عبارات أخرى تكشف عن مخطط لتحويل المرفق الثقافي الى إدارة جماعية.من جهتها ،ابرزت جمعية مهرجان المدينة في رسالة جوابية مؤرخة في 26 شتنبر2011 ان المفروض في المجلس البلدي ان يشجع العمل الثقافي وتوفير الظروف الملائمة له ،واعتبرت عزم الأخيرعلى تحويل فضاء ثقافي مخصص للجمعيات الثقافية لإستعماله لوظائف إدارية أمر غير مقبول ،معربة عن رفضها مغادرة المقر لكونه منشأة ثقافية عمومية في خدمة الجمعيات...ولم يكتف رئيس المجلس بالتهديد في رسالة ثانية مؤرخة في 15 دجنبر 2011 بسلوك مساطر الإفراغ القانوني ،واعتبار بقاء الجمعية في دار الثقافة احتلال للملك الخاص الجماعي بدون موجب مشروع،بل لجأ الى القضاء ،إذ توصلت الجمعية يوم الإثنين الأخيربواسطة عون قضائي بإشعار بدعوة استعجالية، وباستدعاء رئيس الجمعية للمثول أمام المحكمة في ظرف 24 ساعة... واستخلص المؤطرون للندوة من المعطيات المذكورة ان تحويل دار الثقافة الى ملحقة إدارية يدخل ضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف العمل الثقافي في عاصمة الغرب ،فبعد تحويل دار الثقافة علال الفاسي الى مرفق إداري ،وإغلاق فضاء الطفل جاء دور دارالثقافة بلعربي العلوي،والهدف في رأيهم حرمان جمعيات اختارت العمل الجمعوي الجاد التطوعي لتأطير الشباب،وتلبية حاجياتهم في شتى مجالات الثقافة والتربية. وأوضحوا ان المس بالجمعية هو مس بالمجتمع المدني ككل ،واستهداف للثقافة التي بها تتقدم الأمم... كما أجمع المتدخلون خلال المناقشة على خطورة سلوك رئيس المجلس البلدي في تعامله مع الشأن الثقافي ،بالإضافة الى الإجهاز على دور الثقافة ،تعرضت دور السينما جميعها الى إبادة جماعية دون ان يحرك المجلس ساكنا ،فضلا على طريقة التعاطي مع الجمعيات والتي تشم منها رائحة الإخوانية والزبونية، فهناك جمعيات تحظى بدعم مسؤولي المجلس ،وأخرى تتعرض للتضييق والإهمال...وأكد المشاركون في الندوة حسب ما جاء في البيان على الدور الهام الذي تقوم به جمعيات المجتمع المدني بالمدينة في تأطير المواطنين والمواطنات ،وتنشيط الساحة الثقافية والرياضة في غياب شبه تام لبنيات الإستقبال ولوسائل الدعم المفروض توفيرها من طرف المجلس البلدي ،كما استهجنوا هذا القرار غير المسبوق الذي أقدم عليه المجلس بالمتابعة القضائية لجمعية ثقافية ،وأعربوا عن تشبتهم بالحفاظ على الوظيفة الأصلية التي أنشأت من أجلها دار الثقافة ،مطالبين المجلس البلدي بإنشاء فضاءات ثقافية ورياضية ،عوض الإجهاز على ما تبقى من بنيات ثقافية هزيلة ويتيمة ،وباستكمال ورش المركب الثقافي ورفضهم المطلق لتفويته الى لوبيات العقار،معلنين في آن واحد عن إطلاق برنامج نضالي تصاعدي من أجل الدفاع عن الحق في الثقافة ،طبقا للدستوروالمواثيق الدولية ..والجدير بالإشارة ان المحكمة أجلت الجلسة بخصوص هذه النازلة الى يوم الثلاثاء القادم بطلب من دفاع الجمعية..ومن المرتقب ان تعرف هذه القضية اهتماما وسط الرأي العام ،وتم تسجيل نية ممثلو المجتمع المدني للحضور بكثافة لمآزرة جمعية مهرجان المدينة ،والدفاع عن الحق في الثقافة...