افتتح رسميا مساء أمس السبت مهرجان بني عمار زرهون المتخصص في تنظيم كرنفال الحمير في دورته العاشرة تحت شعار "قرا وكتب، يتغذى العقل ويزهر القلب". وبعد كلمات افتتاحية للجنة المنظمة للمهرجان، ألقى المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي محاضرة حول دور المهرجانات الجهوية في التوعية الوطنية وفي ازدهار التنمية المستدامة. وتطرق المؤرخ المغربي بعد ذلك بكثير من التفصيل لمكانة الحمار في المجتمع المغربي والعربي، حيث أورد أن هناك أزيد من 60 مثلا مغربيا عن هذا الحيوان الصبور، وبأنه كان كثير الذكر في الرسائل الدبلوماسية المغربية، إضافة لدوره الكبير في نقل المسافرين خاصة زوار مكةالمكرمة الذين أطلقوا اللفظ المغربي المعروف "حمير جدة" نسبة إلى مدينة جدة السعودية. وفي الندوة الموالية التي استضافت عالم الاجتماع المغربي عبد الرحيم العطري، تحدث هذا الأخير عن مكانة القرية في المغرب، مؤكدا على أن حل مشاكل المدينة ينبني أساسا بحل مشاكل القرية، ثم انتقل لإبراز أن المغرب العميق عرف مجتمعات قروية متقدمة أكثر من المجتمعات المدنية، ليختم الندوة بخلاصة أن الانتماء الحقيقي للمواطن المغربي يمكن في الانتماء للقرية. وفي حديث له مع هسبريس، قال مدير المهرجان محمد بلمو أن المهرجان تكريم لمجهودات الحمار في مساعدة الإنسان المغربي، فمن بين أكبر أهداف المهرجان في نظره هو تكسير النظرة الدونية للحمار الذي يتمتع بعدد من المزايا من بينها حفظ الطرقات والصبر والعمل الدؤوب، "فالإنسان المغربي يتناقض مع نفسه عندما يشتم الحمار في حين أنه لولا هذا الحيوان لما استطاع هذا المواطن قضاء الكثير من الأغراض" يقول المدير. واستطرد قائلا أن مشكل غياب التجهيزات والبنيات التحتية بمدينة بني عمار التي تعاني من تهميش كبير، حتم على المنظمين تحويل أغلب فعاليات المهرجان إلى مدينة بني زرهون، وأضاف أن دعم المهرجان كان محدودا رغم أنه وصل للعالمية، وذلك على اعتبار أن الميزانية الإجمالية للمهرجان والتي لا تتعدى 8,5 مليون سنتيم صعبت عمل اللجنة المنظمة للمهرجان التي سبق لها وأن تقدمت بطلب للعديد من التنظيمات دون جدوى، ومن بينها ولاية جهة مكناس تافيلالت والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة السياحة ووزارة الفلاحة، وهي التنظيمات التي تعاملت مع المهرجان بكثير من التبخيس يقول محمد بلمو. جدير بالذكر، أن هذا المهرجان الذي يُختتم اليوم، تنظمه جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة، بدعم من وزارة الثقافة وصندوق الإيداع والتدبير وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة وكذلك المجلس البلدي لمدينة مولاي إدريس زرهون.