ستجرى في قصبة بني عمار، القرية الجبلية في نواحي مكناس شمال المغرب، نهائيات مسابقات الحمير في السرعة (600 متر و1000 متر)، بالإضافة إلى مسابقة اختيار أجمل حمار وحمارة، وسيواكب هذا الكرنفال مجموعة من الأنشطة الثقافية والسهرات الفنية تحييها كل من فرقة كورال جامعة عمان من الأردن (بالتعاون مع مهرجان مكناس وليلي الدولي). وستحيي السهرة الختامية فرقة نجمة للفنون الشعبية من الجزائر، وستتخللها لوحة فنية اجتماعية بعنوان "محاكمة ضمير" لفرقة أقواس، يليها توزيع الجوائز. ويندرج الكرنفال تحت إطار مهرجان قرية بني عمار زرهون للثقافة والسينما، الذي يعقد دورته التاسعة تحت شعار "العدالة والمساواة للجميع". ومن جهته، قال محمد بلمو، مدير المهرجان، في تصريح ل"العربية.نت" إنهم ينظمون كرنفال الحمير ضمن نفس الإطار الذي يستهدف إعادة الاعتبار لهذا الكائن الجميل والصبور، باعتباره جزءاً من بيئتهم الجبلية وأحد ركائز الحياة بها. وأكد بلمو أن الوفاء لهذا الكائن الذي يختزل الكثير من الدروس والعبر كفيل بتجاوز العديد من الإساءات والأخطاء البشرية تجاهه. وأضاف: "رغم أن الكليشيهات النمطية التي تجعل من الحمار سبة تلتصق بكل ما هو سلبي وقبيح، لازالت تجد لها مرتعاً في مجتمعاتنا حتى داخل النخب السياسية الثقافية، وهو ما يثير الأسف الشديد ويطرح الكثير من الشكوك حول قدرة هذه النخب على تحمل مسؤولياتها التاريخية في قيادة التغيير والإصلاح". وتابع: "إن ما يميز مهرجان بني عمار زرهون في دورته التاسعة أن الحمار يحتل مكانة بارزة بل ومحورية في مختلف منشورات الدورة، وهو تعبير عن قناعتهم وانتصارهم لهذا الكائن المظلوم، وبالتالي انتصار لكل المظلومين من بني الإنسان، وهو ما يجعل شعار الدورة يجد صداه وعمقه، فالعدالة والمساواة لا معنى لها ولا طعم ولا رائحة إن لم تكن مكفولة للجميع، بما في ذلك مكونات وعناصر الفضاء البيئي من ماء وهواء ونبات وحيوان". جلسات شعرية وأشار مدير المهرجان إلى أنهم سيحتفون مرة أخرى بالحمار الذي يقدرونه ويحترمونه من خلال الحملة البيطرية التي تؤطرها جمعية الرفق بالحيوان فرع مدينة الخميسات الواقعة شمال العاصمة الرباط، وتقدم خلالها خدمات طبية وكشوفات تستفيد منها حيوانات القرية، وكذلك من خلال سباقين في السرعة، ومسابقة أجمل حمار وحمارة. واعتبر بلمو أن هذه المبادرة ستُعلي من شأن الحمار ضد كل سلوكيات وخطابات التبخيس والتحقير والسخرية الظالمة، وسيكون لهذا الاحتفاء طعم آخر لأن المسابقات ستجري هذه السنة في مدار مغلق بملعب عين الرجال بمدينة مولاي إدريس زرهون مساء الاثنين 18 يوليو/تموز 2011. وعلى هامش الكرنفال ستنطلق فعاليات المهرجان ما بين 16 و18 يوليو 2011، والتي تحتوي مجموعة من الأنشطة من بينها ندوة ستتمحور حول موضوع "أي مكانة للعالم القروي في أجندة الإصلاحات بالمغرب" بمشاركة أساتذة متخصصين، إلى جانب تقديم مجموعة من العروض المسرحية للكبار والصغار، وستحظى هذه الفئة الأخيرة بحملة لختان أطفال الأسر المعوزة. وخصص منظمو المهرجان حيزاً مهماً للشعر بتنظيم جلسات شعرية للشعراء محمد أمين (عراقي مقيم بهولندا)، وعلي البزاز (شاعر عراقي مقيم بالمغرب)، ومحمد الراشق وفتيحة النوحو وأمينة الخياطي وعبدالحق بن رحمون وعبدالحق ميفراني والمشروحي الذهبي. يُشار إلى أن المهرجان تشرف عليه جمعية "قدماء تلاميذ بني عمار زرهون"، التي تأسست سنة 1978، من أطر القصبة المقيمين بمختلف مدن المغرب بالإضافة إلى الطلبة والتجار والفلاحين. وكانت أول جمعية ثقافية تأسست خارج المدن في محيط يفتقد لأغلب التجهيزات التحتية خصوصاً الثقافية منها والرياضية.