المغاربة في أعالي الجبال يعيشون «تحت الصفر » أثار فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، خلال سؤال شفوي عادي وجهه لوزير التجهيز والنقل عزيز الرباح، خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية المنعقدة بالمجلس يوم الاثنين الماضي، موضوع الحالة الطرقية السيئة لمناطق الأطلس المتوسط بعد التساقطات الثلجية التي همت هذه المناطق في الآونة الأخيرة. سؤال فريق التقدم الديمقراطي «الذي ننشره أسفله» لخص الحالة المزرية التي تعرفها مناطق من بلادنا يعيش المواطنون فيها، ليس فقط تحت صفر المحرار، بل أيضا دون أدنى الحاجيات الضرورية التي تضمن لهم العيش والحركة. فقد حكمت الثلوج والأمطار في الأطلسين الكبير والمتوسط، حسب مراسلي الصحيفة، على آلاف المغاربة بالعزلة القاتلة وبالانقطاع التام عن العالم الخارجي، ينتظرون إطلالة فصل الربيع لكي يتمكنوا من التنقل العادي ومن الاستجابة لأبسط حاجياتهم. فعلى امتداد الشهور الطويلة لفصلي الخريف والشتاء، ونتيجة الحصار الذي تضربه الثلوج على قراهم، يقول مراسلو بيان اليوم، يموت الرضع والأطفال دون الثالثة من العمر بعدد من الأمراض بسبب غياب التلقيح، ولا تطأ أقدام من يكبرونهم سنا المدارس، وتلفظ نسبة مرتفعة من النساء الحوامل أنفاسهن أثناء الوضع. واعتبر بولحبيب بوعبد السلام رئيس المجلس البلدي لأفران الوضع بهذه المناطق ب» الصعب جدا في ظل وجود مسالك وعرة تجعل رحلة المواطنين تمتد ساعات قبل الوصول إلى أقرب طريق. وهو ما دفع المجلس البلدي إلى جعل عملية كسح الثلوج تتصدر الاهتمام من أجل إعادة الروح للمناطق المتواجدة خارج المدار الحضري وللعديد من الطرقات الرئيسية المؤدية إلى الحواضر» . وشدد بولحبيب عبد السلام في تصريح لبيان اليوم، على الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها السلطات القائمة على المناطق المجاورة تحت إشراف والي ولاية مكناس تافيلالت وعامل عمالة الحاجب، ودعم العديد من المقاولات الخاصة، مشددا على أن آلاف المغاربة يعانون في صمت بين قمم جبال الأطلسين الكبير والمتوسط.. وعلى أن دواوير عديدة لازالت في عزلة اضطرارية مع هطول الأمطار بقوة وتساقط الثلوج بكثافة، منذ شهر أكتوبر الماضي. وهو ما أكده مراسلو الصحيفة الذي اعتبروا أعالي قمم أزيلال ميدلت وتونفيت وقرية أنفكو، وتيمشا وآيت عبدي وأنمزي وجل الدواوير الممتدة على طول وادي توغا مناطق منكوبة، تحتاج لتدخل عاجل من أجل فكّ العزلة عنها، وإعادة تهيئة الطرقات القليلة التي تربطها بأقرب المراكز الحضرية بعد أن دمرتها الأمطار القوية والتساقطات الثلجية المهمة، وبات من المستحيل قطعها ولو على متن الدواب أو مشيا على الأقدام. وشدد مراسلونا على عدم جدوى المساعدات التي تقدم بين الفينة والأخرى لسكان هذه المناطق التي تعيش سباتها الشتوي، سواء عبر الجو أو من خلال رحلات برية محفوفة بالمخاطر، مؤدين على أن إنجاز الطرق التي تربط الدواوير بعضها وحده الكفيل بتحقيق نقلة تنموية لهذه المناطق البعيدة، ما يمكن من ربطها بالحواضر القريبة وتحقيق اكتفاء ذاتي يمكنها من وسائل لمقاومة قساوة البرد. وأشار مراسلونا إلى أن اللافت للانتباه عند حديثهم مع سكان هذه المناطق التي وجدوا صعوبات بالغة في بلوغها، هو حرصهم على تقديم الطريق، كأولوية، على باقي المرافق الأساسية، خصوصا المراكز الصحية والمدارس. ففي بعض القرى، يضيف مراسلونا، هناك بالفعل مستوصفات، لكن أبوابها «موصدة ولم تستقبل أي مريض، رغم انتهاء أشغال بنائها منذ زمن بعيد، في ظل غياب طريق سالكة تؤدي إليها ما دفع المواطنين إلى العودة للتداوي بالأعشاب. أما الأطفال فلم يلِجوا المدرسة منذ ست سنوات، والموسم الدراسي الحالي هو السابع على التوالي الذي ظلت فيه أبواب مدارس العديد من مناطق السبات الشتوي مقلقة»