عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. يا نائما توشح غناء الشعر الفصيح في المغرب بمقاطع من زمن الصبابة في الأندلس كهذه الأبيات لأسير العشق ابن زيدون والتي لحنها عبد النبي الجيراري وغناها محمود الإدريسي. كيف لا نتذكر بالاستماع إلى هذا الموشح بيت العباس بن الأحنف: ظلمت عيناك عيني إنها بادلتها بالرقاد الأرق0 ما ضر لو أنك لي راحم وعلتي أنت بِها عالم يهنيك يا سؤلي ويا بغيتي أنك مما أشتكي سالم تضحك في الحب وأبكي أنا الله فيما بيننا حاكم أقول لما طار عني الكرى قَول معنى قلبه هائم يا نائما أيقظني حبه هب لي رقادا أيها النائم