عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. بصوته القوي خلد أحمد البيضاوي هذا القصيد الذي يغبط فيه ابن زيدون المسواك0 ما لِلمُدَام تُدِيرُها عَيْناكِ فيَمِيلَ في سُكر الصِّبا عِطفاكِ هَلا مَزَجْتِ لِعاشِقِيكِ سُلافها ببَرُودِ ظلمِكِ أو بعَذبِ لَماكِ بَلْ ما عَليكِ وقد مَحَضْتُ لكِ الهَوَى في أنْ أفوزَ بحُظوَةِ المِسْواكِ ناهِيكِ ظلمْا أنْ أضَرَّ بيَ الصَّدَى بَرحا ونالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ وَاها لِعَطفِكِ والزَّمانُ كأنَّما صُبغَتْ غَضَارَتُهُ بِبُرْدِ صِباكِ والليلُ مَهما طالَ قصَّرَ طولهُ هاتِي وَقدْ غفلَ الرَّقِيبُ وهَاكِ ولطالما اعْتلَّ النَّسِيمُ فخِلتهُ شكوايَ رَقَتْ فاقتضت شَكواك أمَّا مُنى نفسي فأنتِ جَمِيعُها يا ليتني أصبَحتُ بَعْضَ مُناكِ يَدنو بوصلِكِ حينَ شَطَّ مَزَارُهُ وَهْمٌ أكادُ بهِ أقبِّلُ فاكِ