عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. تقسم الشفاه، في شعرعبد الرفيع الجوهري، بالورد والعيون بالليل الذي تفقد فيه الألباب. احتفاء بالافتنان، تمتزج في هذه الأغنية ألحان عبد الحميد بنبراهيم بصوت عبد الهادي بلخياط لتوقع مديحا مضيئا لعودة الأمل رمشاك كم قتلا الليل أغرق في ظليهما المقل أقماره شردت ضاعت قناديلها طاف الشرود على ثغر السنا وحلا أغفى الدجى ثملا عيناك مرقده نسي الصباح فكم أغفى وما رحل عمري الذي رحلت ليلاته سأم رمشاك ردا له الأفراح والأمل اخضوضر الشعر والإلهام في وتري لولاك شعري ما أحلول ولا هطل يا خشعة الغاب يا زهدي ويا قدري في مقلتيك عرفت الله والغزل. حطمت كاساتي، حلمي الداليات ومن يهتز للكأس؟ والكأس انتشى ثملا من مدمعي، ورق الطيب يسألني شلال عطر جرى مَنْ فجَّر الأزل؟ فينوس قد رجعت الوحي قد نزل عمري الذي رحلت ليلاته سأم رمشاك رد له الأفراح والأمل