عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. **-** كان من المنتظر أن يؤدي «راحلة» و»الشفاه الحمر» عبد الهادي بلخياط؛ لكن شاءت الأقدار أن يغني محمد الحياني هاتين القصيدتن اللتين نظمهما عبد الرفيع الجوهري. بينما ظلت «الشفاه الحمر» مغمورة، أصبحت «راحلة» أنشودة أناشيد الهجران. أسهم تلحين عبد السلام عامر إسهاما جوهريا في خلق الشجو الذي ترسله دوما هذه الأغنية في المسامع. وأنت قريبة . . .أحن إليك وأضماء للعطر للشمس في شفتيك وحين تغيبين، يغرق قلبي في دمعاتي، ويرحل صبحي... تضيع حياتي ويشحب في أعيني الورد والداليات وتبكي العصافير والساقيات ويشحب في أعيني الورد *** وهذا المساء.... وحمرته من لظى وجنتيك يحادثني الصمت في مقلتيك ونظرتك الحلوة الذابلة لأنك، عن حينا راحلة راحلة...راحلة...راحلة فهل يرحل الطيب من ورده؟ وهل يهرب الغصن من ظله؟ أحقا كما ترحل الشمس هذا المساء؟ ترى ترحلين؟ وفي لهباتي ولحني الحزين يموت انشراحي تنوح جراحي وفي الحي وفي كل درب سأرشف دمعي سأعصر قلبي وأنت بعيدة .... لمن يا إلهة.فني لمن.....سأغني؟