عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. تشكل «آخر آه» أغنية البدايات للشاعر والمغني والملحن. أبرزت هذه القطعة موهبة محمد الخمار الكنوني في صياغة الجملة الشعرية الحديثة وقدرة عبد الوهاب الدكالي على الإجاد الرفيع وحس عبد السلام عامر العميق. «آخر آه» نشيد وداع حب يوقد لهيب الآهات في الصدور على مغرب نحبه كلما استطعنا إليه س بيلا. لم يعد قلبي ولا فكري معك لم تعد كل المنى أن أسمعك خمد الحب الذي أزكيته زمناً حبي الذي ما أقنعك كنتِ شيئاً أضلُعِي عَوّدتُها أنتِ قد عودتِ ماذا أضلُعَكْ لم تكوني أنتِ إلاّ طفلة في الهوى فالْهَيْ وصوني أدمُعَك واحفظيها اليوم حتّى تكبرين فعساها في غد أن تنفعك إن تكوني حلوة فاتنةً مدمعك يفدِي يدعيك الكُلُّ يشهق الوردُ إذا ما جئتِهِ يورِقُ العشق يحيى مطلَعَك أنا ما جيتك يوماً أرتجِي أنْتِ آثرتِ بقلبي مَوْضِعَك أنا بعدَ الآن لنْ أبكِي و لنْ أَشتكِي اليوم الَّذِي ما أطْلَعكْ هذه آخِرُ آه مُرَّةٍ مِن شَجي ضَيَّعتِهِ ما أضيعك