عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. **-**-** تميزت مواهب صائغ موسيقى هذه الأغنية عبد الرحيم السقاط في تلحين قصائد من نظم نزار قباني مثل «وشاية» التي أنشدها عبد الوهاب الدكالي و»الهاتف» التي غناها عبد الهادي بلخياط، برقة ودقة يصور صوت المعطي بنقاسم كيف أصبحت مكابرة العاشق الكتوم اعتراف صبي يفضحه دمعه وينم عن وجده شعره. تراني أحبك؟ لا أعلم سؤالٌ يحيط به المبهم وإن كان حبي لك افتراضا. لماذا؟ إذا لحت طاش برأسي الدم وحار الجواب بحنجرتي وجف النداء.. ومات الفم وفر وراء ردائك قلبي ليلثم منك الذي يلثم أنا لا أحب.. ولا أغرم *** وفي الليل تبكي الوسادة تحتي وتطفو على مضجعي الأنجم وأسأل قلبي: أتعرفها؟ فيضحك مني ولا أفهم تراني أحبك؟ لا. لا. محال أنا لا أحب .. ولا أغرم *** وإن كنت لست أحب، تراه لمن كل هذا الذي أنظم ؟ وتلك القصائد أشدو بها أما خلفها امرأة تلهم؟ تراني أحبك؟ لا. لا. محال أنا لا أحب .. ولا أغرم