عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. *-*-* تميز أحمد البيضاوي بقدرة فائقة على الإنصات إلى دبيب قصائد ابن زيدون وعلى ترجمة إيقاعاتها إلى أنغام ذات شجون... وهذه القصيدة التي تعتبر من أحلى قصائد الغزل عارضها بعض الشعراء من بينهم سعيد الصديقي الذي كان رفيق عوالم سيد الأغنية المغربية. أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا ألا وقد حان صبح البين صبحنا حينا فقام بنا للحين ناعينا غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا فانحل ما كان معقودا بأنفسنا وانبت ما كان موصولا بأيدينا وقد نكون وما يخشى تفرقنا فاليوم نحن وما يرجي تلاقينا لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم رأيا ولم نتقلد غيره دينا بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفت مآقينا نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا حالت لفقدكم أيامنا فغدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينا يا ساري البرق غاد القصر واسق به من كان صرف الهوى والود يسقينا واسأل هنالك هل عنى تذكرنا إلفا تذكره أمسى يعنينا ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا ربيب ملك كان الله أنشأه مسكا وقدر إنشاء الورى طينا أو صاغه ورقا محضا وتوجه من ناصع التبر إبداعا وتحسينا دومي على العهد مادمنا محافظة فالحر من دان إنصافا كما دينا