عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. *-*-* هذه الأغنية مقطتفة من قصيد «صلوات في هيكل الحب» لأبي القاسم الشابي الذي يعتبر من روائع شعراء الغزل. لحنها ببراعة نادرة عبدالنبي الجراري وأنشدها بصوت حلو عبد الوهاب الدكالي. أنت..أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجيّ الفريد أنت.. أنت الحياة في رقة الفجرِ وفي رونق الربيع الوليد أنت .. أنت الحياة كلّ أوان في رُواء من الشباب جديد أنت.. أنت الحياة فيكِ وفي عينيك آيات سحرها الممدود أنت دنيا من الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النُهى وفوق الحدود أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد كلّما أبصرتك عيناي تَمشين بخطو موقّع كالنشيد خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهرُ في حقل عمري المجرود أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت لا أستطيع حمل وجودي أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأى فيك روعة المعبود