عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. هذه الأنشودة التي نظم كلماتها أحمد نديم، تميز أحمد الغرباوي كمغني وملحن ذي أغان شتى بالفصحى مثل «أماه» التي كتبها محمد طموح الحوزي أو «بلغوها» وهي من شعر إدريس العلام الذي أطرب الكبار بأبياته وعلم الصغار في إطار برنامجه الإذاعي، «باحمدون». أنا روح في الربى أشدو بلحني وهي نفس ذات أحلام وحسن قد سباها ما سباني في تمني وهواها من هوى أنغام فني إنها ملهمتي في كل آن وأنا ذكرى على مر الزمن ساهر أهذي بها دون الحسان *-* أنا روح في غدوي وروحي وهي نفس خففت عني جراحي بلسم يشفي سقمي ونواحي و نشيد من أناشيد الصباح *-* أنا روح إن بكت تبكي عيوني وهي نفس تتأسى في سكوني ونعيم فيه لحني وفنوني ساهر أهذي بها دون الحسان