فرنسا تطمئن مغاربة مراكز النداء على عملهم في وقت تجددت فيه مخاوف العاملين بمراكز النداء بالمغرب، حول كيفية تعامل الحكومة الفرنسية الجديدة، بشأن ترحيل مراكز النداء، خرج وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي ليطمئن المغاربة بأن مراكز النداء لن ترحل من المغرب، رغم الظرفية الصعبة التي تعيشها فرنسا. وأكد بيير موسكوفيسي، أن فرنسا لن تقوم بأي ترحيل لمناصب الشغل في المقاولات الصناعية المستقرة في المغرب. وفيما يعي الفرنسيون أهمية القطاع في النسيج الاقتصادي المغربي، كشفت مصادر متطابقة أن المغرب و فرنسا يتجهان لتقاسم نسبة وأرباح تطور القطاع، مضيفة في نفس الوقت أن المهنيين في بحث متواصل مع الطرف الفرنسي للوصول إلى حل يخدم مصلحة القطاع في البلدين. إلى ذلك، قال الوزير الفرنسي إن لدينا علاقة صحية وقوية اقتصاديا مع المغرب٬ ولا نريد أن ندخل في أي حرب اقتصادية قد تكون غير ذات معنى. وفي سياق ذي صلة، تستعد شركة نقابة النقل المشترك بباريس لترحيل خدماتها الهاتفية إلى المغرب. وكشفت صحيفة le parisien نقلا عن مصادر خاصة، أن هناك مساعي حكومية فرنسية لدفع النقابة من أجل التراجع عن قرار الترحيل، وذلك تحت ضغط شركة «ويب هيبلب» المتخصصة في مراكز النداء، والتي تتواجد بالمغرب. ويشغل القطاع حوالي 50 ألف شخصا، حسب آخر الأرقام، ويتوقع المهنيون أن يصل الرقم إلى 150 ألف منصب شغل على المدى القريب، وهذا ما يؤكد الأهمية الكبيرة التي يشكلها القطاع بالنسبة لسوق العمل في المغرب، ويفسر في نفس الوقت التركيز الكبير للمسؤولين المغاربة على الرفع من مستوى التكوين الذي تؤمنه مؤسسات التدريب في هذا المجال للشباب المغربي. ويستقطب المغرب 50 في المائة من الاستثمارات الفرنسية في مجال مراكز الخدمات المصدرة للخارج في حين تقتسم باقي الدول النسبة المتبقية، مثل تونس التي تستقطب 20 في المائة، من هذه الاستثمارات إلى جانب السنغال وجزر موريس التي توجد في لائحة الدول المنافسة للمغرب. يشار إلى أن المغرب فتح أبوابه في وجه قطاع ترحيل الخدمات في يوليوز 2006 في إطار مبادرة التنمية «خطة إقلاع»، ومنذ 2007 تمت تهيئة منطقتين متخصصتين في كل من الدارالبيضاءوالرباط لاستقبال الأوفشورينغ، حيث تم تسليم المكاتب الأولى في «كازا نيرشور» في شتنبر 2007، وتم تسليم المكاتب الأولى بمنطقة» الرباط تكنوبوليس» في يوليوز 2008.