تأهيل الموارد البشرية مفتاح أساسي لحفاظ المغرب على الريادة إفريقيا وعربيا يشكل قطاع الأفشورينغ (ترحيل الخدمات) إلى جانب قطاعات الإلكترونيك والنسيج والجلد وصناعة السيارات وصناعة أجزاء الطائرات والصناعة الغذائية المهن الست الدولية للمغرب، التي يراهن عليها في إطار الميثاق الوطني الإقلاع الصناعي. وفي سياق ذلك، أكد عبد الفتاح السجيلماسي مدير الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمارات خلال ندوة صحفية، بمناسبة افتتاح الملتقى الدولي الأوتسورسينغ (الإسناد الخارجي)، والخدمات ذات القيمة المضافة، (أكد) أن المغرب من الرائدين في هذا المجال في المنطقة، معتبرا في ذات الوقت أن القرب الجغرافي والثقافي واللغوي، بالإضافة إلى الموارد البشرية المؤهلة كلها عوامل وضعت المغرب في هذا الموقع وعززت حضوره في السوق الدولية، خاصة الفرنسية والإسبانية. وأوضح، في هذا السياق، أن قطاع الاوفشورينغ أضحى يشغل اليوم 35 ألف شخص، ويتطلع إلى أزيد من 100 ألف شخص في أفق 2015، كما توقع أن يحقق رقم معاملات القطاع 20 مليار درهم سنة 2015، وسيساهم ب 3 مليار درهم، على مستوى الدخل الإجمالي الخام. وفي ما يتعلق بالموارد البشرية، فقد أكد السجيلماسي أن المغرب يراهن على تكوين 70 ألف شخص في أفق 2015 عبر برامج تكوين مهنية واحترافية. ومن جانبه قال الرئيس المدير العام ل»ميدز» التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، عبد اللطيف الحاج حمو، إن المغرب يراهن على قطاع الأوفشورينغ في خلق مناصب الشغل، والمساهمة في الناتج الاقتصادي الوطني. وأوضح الحاج حمو أن المغرب استطاع في وقت وجيز خطف الريادة في هذا القطاع، مضيفا أن الموارد البشرية التي يوفرها المغرب، ساهمت بشكل كبير في كسب المملكة لثقة المستثمرين. واعتبر الحاج حمو أن الملتقى الذي سينظم غدا الخميس، سيشكل فضاء للتواصل بين المهنيين، وفرصة لخلق مراكز وعقد شراكات بالإضافة إلى تناول عدة مواضيع تهم شروط المناولة بمراكز النداء وكذلك مختلف المشاكل والعقبات التي يعيشها القطاع. وإلى ذلك أيضا، أجمع المشاركون في هذه الندوة أن المغرب يعتبر اليوم وجهة ل»نيرشور» (خدمات القرب)، التي تتطلب عرضا ناضجا ومهيكلا ومهارة حقيقية وخبرة، موضحين أن المخطط الاستعجالي في مجال التكوين الذي يعتزمون إطلاقه لبلوغ 70 ألف شخص، يعد السبيل الوحيد نحو استقطاب أكبر حصة ضمن هذه السوق. ويعتبر «الإسناد الخارجي» فرصة مهمة بالنسبة إلى المؤسسات التي تفضل تركيز مواردها على نشاطها الأصلي، بينما تقوم بتفويض مهام غير إستراتيجية إلى شركات مختصة بهدف تطوير جودة خدماتها لكسب معركة المنافسة أو فتح أسواق جديدة. يشار إلى أن المغرب فتح أبوابه في وجه قطاع ترحيل الخدمات في يوليوز 2006 في إطار مبادرة التنمية «خطة إقلاع»، ومنذ 2007 تمت تهيئة منطقتين متخصصتين في كل من الدارالبيضاءوالرباط لاستقبال الأوفشورينغ، حيث تم تسليم المكاتب الأولى في «كازا نيرشور» في ديسمبر 2007، وتم تسليم المكاتب الأولى بمنطقة «الرباط تكنوبوليس» في يوليوز 2008.