في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. اثبت اندريا بيرلو مجددا أن انتقاله من ميلان إلى يوفنتوس قد أفاده كثيرا لأنه استعاد الحياة مجددا وقد ترجم هذا الأمر بقيادة «السيدة العجوز» إلى لقب الدوري الايطالي للمرة الأولى منذ 2003، ثم بقيادة منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي لكأس أوروبا التي تنظمها أوكرانيا مناصفة مع بولندا للمرة الأولى منذ عام 2000. بيرلو المعروف بمظهره الأنيق و خطواته الواثقة يعد من الركائز الأساسية للأزوري، بعد الأرقام المذهلة التي حققها في مباراة الأمس ضد إنجلترا حتى وان لم تتمكن ايطاليا من ترجمة أفضليتها المطلقة إلى أهداف، إذ مرر لاعب يوفنتوس 31 تمريرة ناجحة في الربع الهجومي الأخير كما كان خلف 19 فرصة تسجيل لمنتخب بلاده، و لم يكن هناك أي شك حول هوية اللاعب الذي يستحق جائزة أفضل لاعب في المباراة، بعد أن أنصفه الحظ من خلال الفوز عبر ركلات الترجيح. بطل مونديال 2006 بمركزه الغريب في وسط الملعب كصانع ألعاب متأخر بعيد عن المهاجمين، ينجح في بناء الهجمات واختراق دفاع الخصم بتمريرات طويلة، ويجيد التسديد من بعيد سواء من وضع الحركة أو من الركلات الثابتة كما فعل أمام كرواتيا في الدور الأول ليورو 2012، وهو ما يجعل أغلب المراقبين يعترفون بأنه كلمة السر في المنتخب الإيطالي. بيرلو بسجلاته و إنجازاته وألقابه المتفرقة، فهو بطل العالم في عام 2006 وبطل الدوري الإيطالي ومتوج بدوري الأبطال مرتين مع الروسونيري، وحدها إبداعاته الخيالية قد تكون معقد الآمال الإيطالية في إحباط واقعية الألمان في نصف النهائي. رغم تقدمه في السن (33 عاما) إلا أن ''الجندي المجهول'' غير بالفعل وجه الكرة الايطالية ومنحها الجمالية والإبداع، وتجلى ذلك بوضوح أمس على الملعب الاولمبي في كييف، و لم يمنع كل هذا لاعب ''السيدة العجوز'' من التخلي عن تواضعه رغم كل ما يقدمه، إذ يرى أنه ليس باستطاعة لاعب بمفرده أن يغير أسلوب لعب الفريق مهما كان موهوبا.